كتب د. عبد الرحيم ريحان
تحت رعاية اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية و"سيرجى كيربيتشينكوف" سفير روسيا بالقاهرة أقامت محافظة الغربية أمس 25 مارس احتفالية كبرى بقرية نجريج التابعة لمركز بسيون مسقط رأس العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى أول عالم عربى يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية فى حضور "فلاديمير كوراشينكوف "نائب الممثل التجارى بالسفارة الروسية بالقاهرة والتى نظمتها المؤسسة المصرية الروسية للعلوم والثقافة برئاسة مستشار وكالة الفضاء الروسية فى الشرق الأوسط الدكتور حسين الشافعى، وأمينها العام الدكتور مسعد عويس ،وشهدت الاحتفالية إزاحة الستار عن تمثال من البرونز للعالم الجليل الشيخ محمد عياد الطنطاوى ، والذى قام بتصميمه الدكتور أسامة السروى المستشار الثقافى لمصر بروسيا السابق والأستاذ بجامعة حلوان.
وأشار اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية إلى دور الروس فى بناء السد العالى وأكد للوفد الروسى بالاحتفالية أنهم رأوا بأنفسهم أن مصر بلد الأمن والأمان وقد تجولوا بحرية تامة فى كل محافظات مصر وقراها ،وطالب بأن يكون ذلك بداية لتصحيح الصورة وعودة السياحة الروسية إلى مصر، كما وعد بتحقيق كل مطالب أهل نجريج وأكد لهم أنهم أحفاد هذا العالم الجليل رمز الصداقة المصرية الروسية ولأهل نجريج أن يفتخروا بجدهم الشيخ الطنطاوى نوإبنهم محمد صلاح لاعب كرة القدم المحترف والشهير دوليا بمدرسة القرية وأعلن عن تغيير اسم مدرسة القرية إلى مدرسة الشيخ الطنطاوى.
وأكد العالم الجليل الدكتور حسين الشافعى رئيس مجلس إدارة المؤسسة المصرية الروسية للعلوم والثقافة وصاحب فكرة الإحتفالية ومنظمها وهمزة الوصل العلمية والحضارية والثقافية بين مصر وروسيا بأن الشيخ الطنطاوى ترك 200 مخطوطة منها ما ألفها بنفسه ومنها ما نقلها من أمهات الكتب نوأعلن إهداء نسخة من هذه المخطوطات للمهندس ماهر أنور شحاتة عمدة قرية نجريج لكى يستفيد منها الباحثين بقريته ومحافظته ،وأكد لأهل القرية أن جدهم سافر كأول عالم عربى لروسيا ليعلم ويفيد وينقل الحضارة العربية وعلوم القرآن الكريم إلى روسيا ومنها لشتى أنحاء العالم.
وأشار الدكتور مجاهد الجندى أستاذ الحضارة بجامعة الأزهر إلى نشأة الشيخ الطنطاوى ووقد ولد والده بقرية محلة مرحوم القريبة من قرية نجريج هنوكان عادة السيدات فى القرى أن تلد فى بيت والدتها فولد الشيخ محمد عياد الطنطاوى فى قرية نجريج مسقط رأس والدته نوكان والده يعمل تاجرا متجولا حتى توسعت تجارته وأصبح لها وكالات تجارية بربوع مصر، وإنتقل إلى طنطا مما ساعد الشيخ الطنطاوى على حفظ القرآن الكريم والعلوم المختلفة بالجامع الأحمدى بطنطا ،وأكملها بجامعة الأزهر وكان يدرس الأدب بطريقة حديثة فى وقت كانت دراسته محرمة وجذب إليه المستشرقين، واشترط عليهم أن يعلمهم اللغة العربية ويعلمونه لغات بلادهم فأتقن عدة لغات أجنبية نوعاش خمسون عاما وأصيب فى آخر أيامه بالشلل الرعاش ولم يستسلم لذلك ،واستمر فى عمله العلمى حتى أنجز 200 مخطوطة ودفن بروسيا فى مقبرة إسلامية ..وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالا بجامعة سان بطرسبورج.
وأكد "فلاديمير كوراشينكوف" نائب الممثل التجارى بالسفارة الروسية بالقاهرة فى كلمته على أن يحرص الجميع على التحدث على الشيخ الطنطاوى بصفة المثنى فهم إبن مصر وروسيا ورمز للصداقة والتواصل الحضارى والثقافى بين مصر وروسيا ورحب الجميع بذلك ،وأعلن ممثل السفارة الروسية عن عشر منح دراسية لأوائل الثانوية العامة بقرية نجريج هذا العام.
وأوضح الدكتور عبد الكريم جبل أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بآداب طنطا بأنه سيناقش فى مجلس القسم القادم إطلاق اسم الشيخ الطنطاوى على أحد القاعات بالقسم وأعلن عن ترحيب القسم بالطلاب الروس لدراسة اللغة العربية.
وأكد الدكتور أسامة السروى أستاذ الفنون بجامعة حلوان والمستشار الثقافى لمصر بروسيا السابق بأنه صمم ثلاثة تماثيل للشيخ الطنطاوى الأول وضع بجامعة سان بطرسبورج عام 2013 نوالثانى بمكتبة القاهرة الكبرى والثالث بقرية نجريج فى هذه الاحتفالية والفضل فى ذلك يرجع للعالم الجليل الدكتور حسين الشافعى.
وأوضحت رجاء سليم الملحق الثقافى السابق لمصر بواشنطن أن الشيخ عواد تمكن بجهد منفرد فى توثيق الروابط بين مصر وروسيا لأن العلاقات الثقافية بين الشعوب لا تكسرها رياح السياسة فالقوى الناعمة للعلم لا تعرف الحدود السياسية وستظل الدبلوماسية الشعبية أنجح الوسائل لدعم التواصل بين الشعوب.
والشيخ محمد عياد الطنطاوى من رواد حركة التنوير وصديق الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى، وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذى سافر إلى بطرسبورج فى عصر محمد على بناءا على رغبة القيصر الروسى نفسه الذى حرص على وفادة أستاذ عربى متمكن إلى روسيا ليعلم الروس اللغة العربية ،وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عاما ووصل لدرجة أستاذا لكرسى اللغة العربية بجامعة بطرسبورج وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس ،ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوى…
ويوجد للشيخ الطنطاوى 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمى فى تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة.
شهدت الاحتفالية أيضا كلمات للدكتور أحمد شلبى مستشار وزير التعليم وفريدة مجاهد وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية وقد تقرر أن يكون يوم 25 مارس من كل عام عيدا قوميا لقرية نجريج.