أنقرة ….. تعد أنقرة (Ankara) عاصمة تركيا منذ 23 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1932، وثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد إسطنبول، تقع وسط البلاد ويتركز فيها النشاط السياسي والدبلوماسي، وهي مركز صناعي وتجاري مهم، وتقدم صورة واضحة عن تركيا الحديثة.
فيها دُفِن الشاعر العربي الشهير امرؤ القيس. تقع وسط تركيا، حيث يحدّها من الشرق “قيريق قلعه” ومن الشمال الشرقي “تشانكيري” ومن الشمال الغربي “بولو” ومن الغرب “أسكي شهير” ومن الجنوب “قونية” ومن الجنوب الشرقي “قر شهير” و”أق سراي”.
بعد إعلانها عاصمة لتركيا، تطورت أنقرة بسرعة كبيرة، حيث شهدت هجرة واسعة من الباحثين عن العمل من المدن التركية الأخرى أو من الأرياف، وبلغ إجمالي عدد سكان المدينة لغاية العام 2015 نحو 5 ملايين و300 ألف نسمة.
اعتمد اقتصاد أنقرة على الزراعة وتربية الحيوان في أوائل الجمهورية التركية، ولا تزال نصف أراضي المدينة إلى الآن تُستخدم بهدف الزراعة، كما يعتمد النشاط الاقتصادي لأنقرة بنسبة كبيرة على التجارة والصناعة والخدمات.
تضم أنقرة عدة جامعات عريقة معروفة على المستوى الدولي ولغة التدريس المعتمدة في معظم هذه الجامعات هي اللغة التركية، إلا أن هناك لغات تدريس أجنبية في بعض الجامعات كاللغة الأنجليزية في جامعة الشرق الأوسط التقنية مثلًا.
وتضم المدينة جامعات تابعة للدولة، وهي جامعة “أنقرة”، و”غازي”، و”حجة تبة”، و”الشرق الأوسط التقنية”، و”يلدريم بايزيد”. أمّا الجامعات الخاصة، فأهمها جامعة “أتاليم”، و”باشكنت”، و”بيلكنت”، و”تشانكايا”.
وتُشير تقارير تاريخية إلى أن أصل كلمة أنقرة القديم هو “أنكورا”، وهو اسم أطلقه عليها حكامها الفريجيون الذين ازدهرت في زمنهم (حوالي 1000 سنة قبل الميلاد)، كما عرفت باسم “انكيرا”، ويعود تاريخ تأسيسها إلى زمن الحضارة الحثية خلال العصر البرونزي.
شهدت المدينة توسعا آخر مهما على يد الإغريق الذين قدموا إليها حوالي 300 قبل الميلاد، حيث شكلت نقطة تبادل تجاري للبضائع بين منطقة البحر الأسود والأناضول وبلاد الشام وفارس وأرمينيا.
وأخذت مكانتها بوصفها عاصمة ثانية للدولة البيزنطية في أواخر القرن الرابع الميلادي حين أصبحت منتجع الأباطرة الصيفي فكانوا يهربون إليها من حر القسطنطينية ورطوبتها.
بعد ظهور الإسلام واتساع حركة الفتوحات تناوب المسلمون والبيزنطيون في السيطرة على المدينة مرات عديدة، واستمرت أهميتها النابعة من موقعها الاستراتيجي باعتبارها ملتقى طرق عديدة.
ومن أهم معالم أنقرة:
برج أتاكولي (Ataküle): هو برج للاتصالات والمراقبة يمثل أحد المعالم السياحية الأشهر في أنقرة بجانب قلقة أنقرة، استغرق بناؤه سنتين من 1987 حتى 1989.
مسجد كوجاتيبي (Kocatepe): من أكبر مساجد العاصمة، حديث البناء ويقع في منطقة ” كيزيلاي”، للمسجد أربع مآذن، وبُني بين الأعوام 1967-1987، ويمكن رؤيته من كثير من أنحاء أنقرة.
قلعة أنقرة: يعود تاريخ بنائها إلى منذ أكثر من 3000 سنة، وبداخلها توجد قرية مزدحمة جدا بالسكان منذ القدم، وتم تشييد جدران القلعة على يد الإمبراطور البيزنطي “ميخائيل” الثاني، كما يعود تاريخ بعض الأبنية فيها إلى القرن السابع الميلادي.
ضريح أتاتورك: هو متحف وطني يحتوي ضريح مصطفى كمال أتاتورك مؤسس وأول رئيس للجمهورية التركية، يقع على مساحة 750000 متر مربع، ويتألف من أربعة أقسام: طريق الأسود، وساحة الاحتفالات، وقاعة الشرف التي تحتوي ضريح أتاتورك، ومنتزه السلام، كما يحتوي هذا المتحف بعض الأمتعة الشخصية والسيارات الرسمية الخاصة بكمال أتاتورك.
متحف الحضارات الأناضولية: يعرض مجموعة فريدة من الآثار والتحف الفنية لجميع الحضارات التي ازدهرت في الأناضول بدءًا من العصر الحجري القديم وحتى يومنا هذا. يعرض جميع التحف وفقا للترتيب الزمني الصحيح لتاريخ الحضارات. ويقع في منطقة “أولوس”، جنوب قصر أنقرة.
مجمع “كينتبارك”: هو مجمع تجاري ضخم جميل بمبناه الخارجي وبتصميمه الداخلي، يضم عددا كبير جدا من المحلات التجارية العالمية والمحلية، كما يضم الكثير من المطاعم والمقاهي، وصالة سينما. يقع في منطقة “تشانكايا”.
متحف الحمام الروماني: يعرض المتحف ما تبقى من آثار مجمع الحمام الروماني وهو من أهم المعالم الأثرية التاريخية في أنقرة، حيث يقع بالقرب من منطقة “أولوس”، وبُني على يد الإمبراطور الروماني “كاركالا” في القرن الثالث ميلادي. يحتوي الحمام الروماني غرفة مياه ساخنة، وغرفة مياه دافئة، وغرفة مياه باردة، كما يضم مكانًا للتمارين الرياضية والتربية البدنية، وحلبة مصارعة، وبركة سباحة.
نقلا عن ترك برس