عاصمة المرجان التونسية
حصن جنوي يتحرر من سجنه بعد عقود من الزمن
بقلم الكاتبة التونسية – سونيا ابيضى
تونس – المسلة – طبرقة ، هذه الحسناء النائمة في دلال بين اخضرار الغابة وزرقة المتوسط ..مدينة لها تاريخها الضارب في القدم ، مساحة سياحية انتصبت شامخة في أقصى الشمال الغربي للبلاد التونسية تطل بتباهٍ على بحر ممتد تحفّه الغابة وشاحا اخضر عابقة بأريج نباتاتها العطرية ، وأنواع من الأشجار لن تحظى برؤية مثيلها الا وأنت في طبرقة .. البحر الذي يتميز بكنوزه العميقة في المدينة يخبرك بأن في باطنه مرجان غالي الثمن يميزه عن بقية الأعماق..
الحصن الجنوي الذي اغلق ابوابه على تاريخ ثري منذ ثلاث عقود والذي انتصب في اعلى نقطة من المدينة لم تفتح قضبانه الا بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال تونس ، حين فكّر الأستاذ هشام المحواشي مندوب السياحة بطبرقة بالتعاون مع مجموعة من مكونات المجتمع المدني في فتح أبواب الحصن للعموم ليضم مجموعة هائلة من الزائرين الذين قدموا من كل الجهات يستطلعون أمر فضاء ، أغلقت أبوابه منذ عقود ملتحفا بتاريخ ثري يحاكي زمن غارات القراصنة العثمانيين ، والثروات الطائلة التي احتمت بهذا الحصن ..
فضاء كبير متمادي الأطراف ضمّ بمناسبة فتح ابوابه للمرة الأولى معرضا للوحات تشكيلية ومنتوجات مرجانية تميز الجهة اذ بدت على وجود الوافدين بهجة وسرورا ، وقد تصاعدت من جدران الحصن روائح التاريخ التي تروي حكاية حياة سكان جزيرة جنوة الايطالية في القرنين السادس والسابع عشر.
طبرقة عاصمة المرجان في تونس وان كان لسحرها الطبيعي تأثير كبير في نفس كل زائر الا انها لا تزال في حاجة ماسة الى دعم وعناية مسؤولي السياحة بالجمهورية التونسية .