القاهرة “المسلة” ….. أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. هيثم الحاج على- القائم بأعمال الأمين العام للمجلس ندوة بعنوان: “ترجمة التراث الثقافى الصينى إلى العربية” نظمتها لجنة الترجمة بالمجلس وأدارها د.محسن الفرجانى، وشارك بها كل من: د.ماجدة صوفى، د.مها العطار، ومقرر لجنة الترجمة د.محمد حمدى إبراهيم.
أكد الفرجانى على أهمية ترجمة التراث الثقافى الصينى، بما كل ما يحويه من آداب وأفكار، حيث أن تلك الترجمات تعد بمثابة نافذة وحلقة الوصل بين الثقافات المختلفة، مؤكدًا على أهمية دعم ترجمة التراث الصينى بشكل كبير، مشيراً إلى أن مصر كانت فى طليعة الدول العربية والأفريقية التى بدأت العلاقات مع الصين فى العصر الحديث، وذلك إبان حركة التحرر العربى، خلال حقبة الرئيس جمال عبد الناصر، مما يعطينا أفضلية ولكن علينا مواصلة البناء على هذا وتقوية علاقاتنا مع الصين.
التقارب بين الثقافتين
وتطرقت د.ماجدة صوفى الى التقارب بين الثقافتين الكونفوشيوسية والإسلامية، أن الثقافة الكونفوشيوسية هى علم إنسانى وليس دينى كما يعتقد البعض، مشيرة إلى أن العطف والمودة هما جوهر الثقافة الكونفوشيوسية، وأوضحت صوفى أن تعاليم كونفوشيوس تقترب من الإسلام بشكل كبير؛ وذلك لأنها تقوم على العدل والوسطية والخير والنبل والعطاء والتسامح والمحبة وحسن التعايش مع الآخرين، والسلام الداخلى، والعفو، والصفح.
كما أكدت د.مها العطار خبيرة علم الطاقة أنه علم قديم جدًا، حيث أن كل شىء حولنا هو عبارة عن طاقة، الأجسام، الأشياء، العناصر، وهناك أنواع كثيرة من الطاقة، موضحةً أنه باختصار عبارة عن توازن عناصر الحياة الخمسة مع حياة الإنسان، وهى: الماء، النار، الأرض، المعدن، الخشب، وذلك يحدث بمعادلة محسوبة، فيتم عمل توازن طبيعى مما يؤثر علي حياة الإنسان للأفضل، وأى خلل فى هذه العناصر فإنه يتسبب في تفاقم المشاكل التى تؤثر سلبًا على طبيعة حياة الإنسان، وهذا كان من صميم بحثها، وأكدت العطار أن مصر هى أول من استخدم الطاقة، فى بناء الأهرامات، والمعابد، والصين أيضًا كانت ومازالت تستخدم هذه الثقافة حتى الآن، ولكن الفرق بيننا وبينهم أن سر علم الطاقة قد ذهب مع الكهنة المصريين، الذين كانوا يملكون هذا العلم، أما بالنسبة للصين فقد استطاعوا توريث هذا العلم، ومازالوا يستفيدوا منه إلى الآن، ويعتبرونه ميراث الأجداد الذى يمهد لهم الطريق للحياة بسعادة وتناغم مع المكان المحيط، والطبيعة، والكون أجمع.