بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
»علي ضوء مؤتمر السياحة العلاجية الذي عقد في شرم الشيخ فإن الاحصائيات والمعلومات التي تم تناولها أشارت إلي أن عائد هذا النشاط علي مستوي العالم وفق احصائيات هذا العام مايزيد علي الـ ٤٣٩ مليار دولار»
لابد أن نتفق علي أن نجاح السياحة صناعة الأمل تعتمد بشكل أساسي علي الفكر الخلاق وليس التقليدي وهو الأمر الذي يفتح أمامها الأبواب علي مصراعيها لتحقيق العوائد الوفيرة التي تدعم الاقتصاد القومي. هناك العديد من الأنشطة السياحية المتوافرة مما تمتلكه مصر من إمكانات في هذا المجال.. ولكننا وللأسف ولقصر النظر وغياب هذا الفكر الخلاق لدي المستويات السياحية تركزت جهود التسويق والترويج علي سياحة الملاليم وإهمال سياحة الملايين بل المليارات من الدولارات. تبرز ضمن هذه الأنشطة السياحة الثقافية القائمة فيما تمتلكه مصر من مميزات وثروة أثرية. تأتي بعد ذلك سياحة الصحاري والواحات المصرية والسفاري وسياحة الغطس والسياحة العلاجية.
>>>
استجابة للأهمية التي تمثلها السياحة العلاجية جاءت المبادرة الناجحة التي تبناها اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بدعوته لمؤتمر للسياحة العلاجية تحت رعاية الرئيس السيسي الذي عقد في مدينة شرم الشيخ. أهمية وفاعلية هذه المبادرة تجسدت في المشاركة الحاشدة من جانب الأطباء والخبراء والمسئولين الذين يملكون كل إمكانات نجاح هذا النشاط في مصر.
كانت خطوة موفقة إسناد المهمة الفنية والمهنية – مما لها من انعكاسات اقتصادية – إلي الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق وأحد أبرز العقول الطبية في تخصصه .
تضمنت كلمة الافتتاح التي ألقاها إلقاء الضوء علي المكانة الاقتصادية للسياحة العلاجية وما حققته بعض الدول من نجاحات في هذا المجال. ضمن هذه الدول في جنوب شرق آسيا.. تايلاند وماليزيا والهند وكوريا الجنوبية.. وفي أفريقيا جنوب أفريقيا.. وفي الشرق الأوسط إسرائيل والأردن. إلي جانب بالطبع أمريكا وانجلترا وألمانيا وفرنسا.
أشار إلي العوائد الاقتصادية الضخمة التي حققتها هذه الدول . قال إن السياحة العلاجية في العالم وفقا لاحصائيات ٢٠١٦-٢٠١٧ بلغت انفاقاتها ٤٣٩ مليار دولار . ما بين علاج واستشفاء ونقاهة. أعلن أن هناك إمكانات في مصر للاستفادة من هذا النشاط بالتنظيم والتعاون والتنسيق والتسويق.
>>>
عن إمكانات واستعدادات مصر لاستقبال السياح الوافدين للعلاج تحدث الدكتور أحمد عماد وزير الصحة عن وجود مئات المستشفيات في مصر التي يمكن أن تستقبل هؤلاء السياح المرضي . أكد علي أن مصر مؤهلة للقيام بهذه الخدمة سواء من الناحية الطبية أو المقومات الطبيعية التي تساعدها في تميزها.
ووفقا للواقع وما تحتاجه هذه الخدمة الطبية من ضبط وربط جاء بعد ذلك دورالمتحدث اللواء عصام القاضي نائب رئيس الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ليتحدث عن جاهزية المستشفيات العسكرية العالية المستوي.
لاستقبال حالات السياحة العلاجية في كل التخصصات. تناول ما توليه هذه المستشفيات من اهتمام بتدريب كوادرها سواء في الخارج أو من خلال زيارات أعظم خبراء في الطب بالعالم لعمل دورات تدريبية لطواقم أطبائها.
من بين القائمة الطويلة للخبرات المصرية التي تحدثت في المؤتمر أثارتني الدكتورة أغادير الجمال التي روت حكايتها في استخدام النباتات المصرية في علاج بعض الأمراض الجلدية وفي مقدمتها الصدفية. تناولت المراحل المختلفة للنجاحات التي حققتها في هذا المجال والشهرة التي اكتسبتها مصر في علاج هذه الأمراض والشفاء منها.
من ناحية أخري حرص محافظو القاهرة والجيزة والبحر الأحمر والوادي الجديد الذين شاركوا في فاعليات المؤتمر علي استعراض ما تزخر به محافظاتهم من مراكز طبية ومواقع للاستشفاء بالمياه الكبريتية إلي جانب مخططاتهم لتعظيم هذه الخدمة الطبية لصالح السياحة العلاجية.
عن أهمية التسويق للسياحة العلاجية وإمكانات مصر في هذا المجال تحدث أحد المسئولين الاجانب بأكبر شركات التسويق للسياحة العلاجية في لندن .قال إن مصر تتمتع بامكانات طبية تسمح لها بأن يكون لها مكانة بارزة في السياحة العلاجية.
في النهاية توافق المشاركون في المؤتمر من كل دول العالم علي أن مصر لديها فرصة كبيرة لاستقطاب سياح العلاج الطبي من إفريقيا والشرق الأوسط. بالطبع فإنه ليس المهم فقط عقد المؤتمر ولكن الأهم والمجدي هو وماذا بعد هذا المؤتمر وكيف نستفيد مما دار فيه؟