القاهرة – المسلة – استعانت هيئة تنشيط السياحة والإتحاد المصرى للغرف السياحية بخبير نمساوى قام بزيارة العديد من المناطق السياحية بمصر للتعرف على المقومات المتاحة لمنتج السياحة العلاجية والاستشفائية ،والذى برزت اهميته فى الفترة الاخيرة على المستوى الدولى ،واهتمام الدولة ممثلة فى وزارة السياحة ،وايضا لجنة السياحة بالبرلمان ،والسعى لتنشيط وتفعيل هذا المنتج ،كنقطة انطلاق واعدة لزيادة حركة تدفق السياح مرة اخرى الى المقصد السياحى المصرى.
وكانت من أهم المناطق التى أوصى “الخبير النمساوى” فى دراسته لاستغلالها سواحل البحر المتوسط، والبحر الأحمر، وسيناء ،والصعيد وواحات الوادى الجديد، والقاهرة.
المقومات المتاحة
واكدت الدراسة المهنية ” ان السياحة الإستشفائية والإستشفائية العلاجية من أنماط السياحة الواعدة فى مصر، لما تمتلكه من المقومات السياحية المناسبة لها من طقس معتدل معظم أيام السنة، وعيون معدنية وكبريتية ،وجبال ملح ونوعية من التربة تستخدم لعلاج بعض الحالات المرضية.
ارتفاع الانفاق
واشارت الدراسة الى اهمية منتج السياحة العلاجية من حيث الدخل المرتفع ، اذ انه يتميز بإرتفاع إنفاق السائح وطول مدة إقامته ،مع الأخذ فى الإعتبار أن هناك إحصائيات تحدد أن ما لا يقل عن 10% من إجمالى عدد السائحين ذات الأعمار التى تزيد عن 40 سنة يرغبون فى هذا النمط السياحى.
كان أهم ما أشار به الخبير من توصيات ما يلى:
· أن هذا النمط السياحى يكون للسياحة الفردية لذا يجب الإهتمام بكل ما يتعلق بنظافة البيئة السمعية والبصرية وتوفير الخدمات اللازمة لسياحة الأفراد من وسائل إنتقالات وأفراد مؤهلة للتعامل مع هذا النمط من السياح.
· ضرورة الإهتمام بالثروة البشرية وتنميتها وإعداد الكوادر اللازمة للتعامل مع السائح القادم بغرض السياحة الإستشفائية والإستشفائية العلاجية من حيث الخدمات المتخصصة والتعريف بالثقافات الأخرى وكيفية الإدارة.
· ضرورة الإرتقاء بالخدمات بالفنادق المهتمة بهذ النمط السياحى وأن تكون حاصلة على علامة جودة دولية تساعد عند التسويق لمصر كمقصد للسياحة الإستشفائية والسياحة العلاجية.
جمعية السياحة العلاجية
· ضرورة إنشاء جمعية مصرية للسياحة الإستشفائية والإستشفائية العلاجية تهتم بكل الأمور المتعلقة بهذا النمط السياحى من تدريب للعمالة اللازمة ووضع المعايير الخاصة والتعريف بالمناطق الصالحة لهذذا النمط وما يستتبعه من دعوة المستثمرين للإستثمار بها بالمواصفات اللازمة لهذا النمط ثم التسويق لمصر كمقصد للسياحة الإستشفائية والعلاجية.
كتيب تنشيطى
هذا وقد سبق أن قامت هيئة تنشيط السياحة فى سنة 2008 بإنتاج كتيب صغير (brochure) به بعض الفنادق التى بها المقومات السياحة اللازمة للبدء فى الترويج لمصر كمقصد للسياحة الإستشفائية، وكان الكتيب يستعرض عدد 20 فندق صدر بعدد من اللغات منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية، وكانت مكاتب هيئة تنشيط السياحة تقوم بتوزيعه فى مناطقها الجغرافية المسئولة عنها ،كذلك فى المعارض السياحية الدولية التى تشارك به الهيئة.
من الجدير بالذكر ” ان هناك شعبة للسياحة الإستشفائية بغرفة المنشآت الفندقية وقد تم عقد العديد من الإجتماعات للشعبة ومن ضمن ما قامت به:
· تمت المساعدة على إنشاء الجمعية المصرية للسياحة العلاجية والإستشفائية.
· تم عمل قسيمة إستبيبان وإرسالها لفنادق الأربعة والخمسة نجوم الأعضاء بالغرفة لمعرفة بيانات عن الـ SPA الموجودة بهم وقد استجاب عدد 48 فندق وقاموا بإرسال البيانات المطلوبة.
· تم دعوة العديد من مديرى الـ SPAs فى إجتماعات الشعبة وتناولت الإجتماعات ما يلى:-
– ضرورة الإهتمام بإعداد الكوادر البشرية المتخصصة فى هذا المجال سواء أكاديميا أو من خلال التدريب المستمر ويمكن تنظيم ذلك عن طريق الجهات الأجنبية المانحة.
– المشاكل التى تواجه تشغيل الـ SPAs وأهمها الحصول على تصاريح العمل الخاصة بالعاملين والحصول على تصريح بالنسبة لمواد التجميل المستخدمة فى الـ SPA.
– تداخل الإختصاصات لإصدار تصارح تشغيل الـ SPA ما بين وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة أو نقابة المهن الرياضية.
– هناك إتفاقية سياحية موقعة بين مصر وبولندا من ضمن بنودها التعاون فى مجالات التدريب والتعليم وتبادل الخبرات فى المجالات المتخصصة لجلب الإستثمارات، وما يتعلق بالتشريعات التى تنظم الأنشطة السياحية، وسيتم مخاطبة الجهات المسئولة لتفعيل بنود الإتفاقية التى تخدم تطوير هذا النمط السياحى.
– وفقا لما تم مناقشته فى إحدى لجان مجلس النواب فإن أهم المناطق الواعدة لهذا النمط السياحى هى: حلوان والواحات البحرية وجنوب سيناء وأسوان.
– من ضمن المجهودات التى تقوم بها الدولة للنهوض بهذا النمط السياحى، هناك مساعى من المجلس الأعلى للجامعات لإستحداث دبلومة متخصصة فى إدارة المنتجعات الإستشفائية، والمنتجعات الإستشفائية العلاجية، يتم من خلالها دراسة الأسس اللازمة لصناعة السياحة مع دراسة تخصصية عامة عن الأنشطة المختلفة فى هذا النمط السياحى.
تجربة تونس
– هناك تجربة رائدة لتونس فى هذا النمط السياحى حيث أصبح بها أكاديميات متخصصة تمنح دبلومة للعاملين فى هذا التخصص، كما أن لها معاييرها الخاصة لهذا النمط السياحى، وتقوم الدولة هناك بتقديم الدعم المناسب من حيث التسويق والقضاء على أى معوقات ،ويحقق هذا النمط السياحى دخل سنوى لتونس يقدر بمبلغ 3.5 مليار دولار.
