بقلم : عيسى الحرسي العجمي السقطرى
أولا: فشل هادي في ادارة المعركة حيث طالت مدة المعركة اكثر مما كان ينبغي بسبب ضعف التنسيق مع الحلفاء والتعامل معهم على قدم المساواة من الاحترام والتقدير ومنحهم الفرص المتساوية، او كلا على قدر ما يبذل من جهد في هذه المعركة.
من حيث ضمان لهم ما يحتاجونه من المطالب سواء كانت هذه المطالب: في المجال التجاري والاقتصادي ودخول الشركات التابعة لهذه الدول الى السوق اليمينة والمشاركة العادلة في المناقصات، واعادة البناء والتعمير والمشروعات والخدمات، او اي مطالب اخرى مثل النفوذ كل دولة في منطقة او اقليم معين بما يحقق مصالحها او غيرها من المطالب المشروعة والصحيحة في عرف الدول ولا تمس السيادة الوطنية وحقوق الشعب اليمني في الحاضر او في المستقبل.
بحيث لا تحتاج هذه الدول الى الدخول في هذا الصراع والتنافس المسبق قبل ان تضع الحرب اوزارها وحالهم كحال الصيادين الذين يتصارعون على كيفية تقاسم السمكة بينما السمكة مازالت حرة في البحر، لانهم يتصارعون على وطن مازال بيد مخالب ايران حتى اللحظة ولم يتحرر بشكل كامل بسبب هذا الصراع، ووضع العربة امام الحصان.
وكان يفترض بان يؤجل هذا الصراع الى نهاية المعركة الذي كثيرا ما يفرمل سير المعارك ويعيدها في كل مرة خطوات الى الوراء و كذلك ادى الى حدوث اخطاء عسكرية شنيعة وخيانات استشهد بسببها الكثير من الشهداء من اليمنيين ومن قوى التحالف.
وقد كان المفروض ان يضع الجميع في الصورة ويضع امامهم ماهوالمسموح به وغير المسموح، وما هو التعاون المطلوب تقديمه وما هي المجالات التي يحق للحلفاء التدخل فيها ،وان تكون هناك خطوط حمراء لا يسمح لهم في التدخل فيها، لانها من اعمال السيادة الوطنية التي لا يحق لغير المسؤول اليمني التدخل فيها باي صورة من الصور .
وتلك الدول هي دول حضارية ولابد تتفهم ذلك والحق ما يزعل، ولكن ما كان يحدث هناك على العكس من ذلك تماما حتى انتهت السيادة اليمنية بالكامل امام ناظري الشعب اليمني وهو ما قلل من هيبة هادي داخليا وخارجيا.
والمثل يقول “من لا يَحترم لا يُحترم“. لذلك فان هادي هو من اسقط هيبته بنفسه للحصول على المساعدة من الخارج باي ثمن وباي شكل وقد كسب تلك المساعدة ولكنه خسر الكثير.
ثانيا: عبث هادي بالسيادة الوطنية من خلال السماح لدول التحالف مثل السعودي والامارات، بالتدخل المباشر في تعيين فلان او عزل علان حتى اضطر المسؤولون والكوادر اليمنيون الى السفر الى هذه الدولة ،او تلك وحاولة كسب ودها وتقديم لها الولاء والطاعة و الوعود ،من اجل الحصول على منصب او وظيفة في وطنهم وعقر دارهم اليمن.
وهذا خطاء شنيع ارتكبه هادي لانه يعين المسؤولين وحتى احيانا اشخاص لا يملكون المؤهلات والكفاءة ويفتقرون الى التخصص بناء على طلب او الحاح من هذه الدولة او تلك بهدف ارضاء هذه الدول على حساب السيادة الوطنية.
وقد كان على هادي ان يكون صلبا منذ البداية ولا يسمح باي تدخل قليل او كثير باي صورة من الصور في الشؤون الداخلية للدولة اليمنية، لما في ذلك من المساس بالسيادة الوطنية والتي تعتبر خط احمر عند الدول التي تحترم نفسها، وتصون كيانها ووجودها.
وهو الخطأ الكبير الذي اظهر للجميع ضعف هادي وشجع الجميع على التطاول عليه، وتقليل من شانه كرئيس لاكبر دولة في الجزيرة العربية من حيث السكان والاهمية الاستراتجية البشريه والجغرافية.
ثالثا: كانت تعييناته على اساس الولاءات وليس على اساس الكفاءات، حيث عيّن ضباطا في ادارة اعمال مدنية وسياسية لها اهلها من اصحاب الكفاءة والاختصاص ،في مثل هذه المناصب مثل التخصص في علوم الادراية ،والاقتصادية والعلوم السياسية والدبلوماسية، وليس ضباط الجيش والشرطة مع احترامي لهؤلاء، ولكن لهم اختصاصهم الذي له اهميته ايضا في حماية الوطن والمجتمع، ولكن هذا ليس مكانهم وفقا لمبدا الرجل المناسب في المكان المناسب.
رابعا: فشل هادي في ادارة المناطق المحررة في كل النواحي كالخدمات والاقتصاد فشلا ذريعا، حيث ازدادت البطالة وانتشر الفساد الادارى بصورة غير مسبوقة حتى في عهد عفاش، بل وطال ذلك كل ما تقدمه الهيئات الدولية والمؤسسات الخيرية الداخلية والخارجية .
كل ذلك ابتلعه الفساد بالكامل ولم يصل منه شيء الى المستحقين من الفقراء والمحتاجين، حتى انتشرت المجاعة والامراض في اليمن لأول مرة في العصر الحديث في عهد هادي.
خامسا: عدم توفير ضمانات كافية للجنوبيين بعدم تدخل صنعاء في شؤونهم ونهب ثرواتهم وفرض عليهم الهيمنة، كما يحدث في الماضي سواء كان ذلك في ظل دولة فيدرالية عادلة وديمقراطية، او في ظل دولتهم المستقلة.
واتبع هادي سياسة التعمية والغموض والغش والخداع وتعيين مسؤولين جنوبيين من اجل عرقلة ثورتهم وتتبيطهم، ثم التخلص من رموزهم امثال عيدروس عندما يتحقق الغرض.
سادسا: سمح هادي للاحزاب والمجالس والاشخاص والدول الاخرى وحتى الجميعات الخيرية بانشاء مليشيات عسكرية داخل البلاد، وهو ما يهدد امن وسلامة الوطن والسلم الاجتماعي في المستقبل بحروب اهلية مدمرة وانقسامات لم يسبق لها مثيل، وهذا ما سوف يحصل ما لم يتم تدارك هذا الخطر الذي يؤسسه هادي ،وينشره في كل اليمن في الشمال والجنوب.
سابعا: تلاعب هادي كثيرا بمشاعر المسؤولين الجنوبيين من خلال سياسة (طلع ـ نزل ) اليوم يعين وبكرة يطردهم، وقد كان المفروض بان ياخذ المسؤول المعين فترته الكافية على الاقل اربع سنوات ما لم يرتكب خطأ جسيما.
ثامنا: بقاء هادي في الخارج اكثر مما يجب مخالفا بذلك النصوص الدستورية التي تقتضي انه لا يجوز بقاء الرئيس خارج البلاد اكثر من المدة المحددة.
تاسعا: عطل هادي كل المؤسسات الوطنية مثل البرلمان والمجالس التنفيذية والمحلية في المحافظات، والمديريات، و ادار البلاد بصورة فردية ودكتاتورية، ولم يسمح بالشراكة المجتمعية، ومنح الصلاحيات لمحافظين غير اكفاء، وعين وزراء يمثلون مصالح احزابهم فقط، فاداروا شؤون تلك الوزارات والمحفظات والمديريات باسوء ما تكون الادارة، وعملوا لمصلحة احزابهم وانفسهم وجيوبهم وباعوا كل شيء.