بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحين
كان التعاون من أجل الترويج والتسويق السياحي من أهم المظاهر السائدة في »ملتقي دبي الدولي للسياحة». تم ذلك في إطار من المنافسة الشريفة التي وضعت في اعتبارها صالح دول المشاركين ومصالحهم.
أهم ما لفت انتباهي من متابعتي لفاعليات سوق دبي للسياحة الدولية »الملتقي» هو ان اهتمام الدول المشاركة تركز حول أهمية التعاون من أجل جذب المزيد من السياح في إطار من الفهم المشترك والتنسيق. كل الأطراف كانت تتنافس لخدمة تنمية الحركة السياحية لصالح بلدهم.. وهو ما يصب في النهاية لصالحهم.
الحقيقة انني تمنيت أن تسود هذه الأجواء الإيجابية الساحة المصرية بدلا من التطاحن والتلاسن الذي يلحق الضرر بصناعة الأمل ويشتت الجهود علي المستويين العام والخاص.
بالطبع فإن هذا لا يمكن أن يتحقق سوي بالحوار وان يسمع كل طرف للآخر في اطار من الاحترام الواجب سواء كان ممثلا للقطاع الحكومي أو القطاع الخاص. لا فرصة لأن يتم هذا سوي بتوافر التقدير لدي الجميع لمتطلبات الصالح العام وصالح السياحة.
تحقيق هذا الهدف يحتاج إلي التجرد والحرص علي تبادل الآراء البناءة وإعلاء المصلحة العامة فوق أي شيء آخر وهو الأمر الذي يحتم التقارب والتوافق. التهميش أو الجنوح لتسفيه الآراء والأفكار لا يمكن بأي حال أن تخدم الصناعة.
مراعاة هذه المتطلبات كانت السائدة فيما عبرت عنه المحاضرات والندوات وجلسات البحث والتحاور التي تضمنها برنامج ملتقي دبي للسياحة.
>>>
إن أهمية هذا الحدث السياحي الدولي الذي يتطور من سنة لأخري يعتمد علي تنامي النشاط السياحي سواء الخارج من منطقة الخليج الذي يقام في قلبها بمدينة دبي أو الوافد إلي المنطقة لقضاء الاجازات أو العبور إلي دول آسيا أو أوروبا. أحد دلائل هذا التطور يتجسد في ارتفاع عدد الزوار إلي ٤٢ ألف زائر وكذلك اعداد الشركات المشاركة إلي ٢٨٠٠ من كل أنحاء العالم إلي جانب مشاركة ٦٥ دولة بأجنحة خاصة.
بالطبع فإن ازدياد هذا الاهتمام بملتقي دبي يعود بشكل أساسي إلي أهمية السائح العربي الذي تسعي الدول السياحية في العالم إلي اجتذابه باعتباره الأكثر انفاقا وهو ما ينعكس ايجابا علي عوائدها. في نفس الوقت فإن الدول الخليجية وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية ومعها باقي الدول الخليجية أصبحت كلها تهتم بجذب السياحة الدولية في إطار استراتيجية تنويع وتعظيم الموارد غير البترولية.
يمكن القول ان هذه الجهود حققت نجاحا يتمثل في وصول عدد السياح الذين وفدوا إلي دولة الإمارات خاصة دبي إلي ما يزيد علي ٢٠ مليون سائح عام ٢٠١٦.
>>>
وباعتبار السياحة العلاجية من أهم الأنشطة في تحقيق العوائد بشكل كبير.. وانطلاقا مما توليه دول الخليج حكومات ومواطنين لهذا النشاط.. كان من الطبيعي ان يكون أحد هذا النشاط القضايا المهمة في ملتقي دبي.
جري ذلك في إطار ان الانفاق علي متطلبات الصحة والعافية في العالم قد بلغ عام ٢٠١٥ ما يزيد علي ٣ تريليونات دولار للتسويق والترويج وأداء هذه الخدمة. شاركت ٣٥ شركة متخصصة في السياحة العلاجية وتمثيل المؤسسات التي تمارس هذا النشاط الطبي في الملتقي. لأهمية السياحة العلاجية تصاعدت الاستثمارات في هذا القطاع بإمارة دبي حيث وصل عدد المنتجعات الصحية إلي ٢٠٠ منتجع. السياحة العلاجية تضم جميع التخصصات الطبية التي يتم التعاقد معها من كل أنحاء العالم.
كنت أتوقع وفي ظل توجهات الاهتمام في مصر بالسياحة العلاجية ألا تغيب مؤسساتنا العلاجية عن المشاركة في هذا المعرض للتسويق لهذا النشاط في مصر.. هذا الغياب يجعلني أتساءل عما وراء عدم تفعيل ما تم تناوله والحديث عنه في مؤتمر السياحة العلاجية الكبير الذي كان قد دعا إليه محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة واقيم في شرم الشيخ في مارس الماضي. مسئولية هذا التخلف يتحمله قطاعا السياحة الرسمي والخاص ووزارة الصحة وكل مؤسساتنا العلاجية.