في اليوم العالمي للمتاحف
اسطنبول “المسلة” ….. افتتحت تركيا في اليوم العالمي للمتاحف، متحف الآثار الذي يشكّل المرحلة الأولى لما وُصِفَ بأنه أكبر مجمع للمتاحف في البلاد، وسيكون عند اكتماله أكبر مجمع للمتاحف في الشرق الأوسط.
يُغطّي متحف الآثار 12 ألفًا و500 متر مربع من أصل مساحة المجمع الإجمالية البالغة 68 ألفًا و400 متر مربع كانت تضم مصنع نسيج قديم عمره أكثر من 100 عام في ولاية أضنة جنوب تركيا.
وحضر الافتتاح المتحف وزراء من الحكومة التركية وشخصيات رفيعة. وسيتم في السنوات المقبلة افتتاح متحف المدينة، ومتحف الزراعة، ومتحف الصناعة، ومتحف الإثنوغرافيا، ومتحف الطفل، ومتحف الفسيفساء في مجمع المتاحف نفسه.
وعلى الرغم من عدم شهرة ولاية أضنة في المشهد الثقافي والفني التركي، إلا أنها استضافت في تاريخها حضارات عديدة، وتُعدّ واحدة من أقدم المستعمرات البشرية في حدود تركيا الحديثة.
18 ألف سنة قبل الميلاد
ويحوي متحف الآثار قطعًا أثرية تعود إلى 18 ألف سنة قبل الميلاد، وسيعرض للزوار تماثيل ومجوهرات وأختامًا ملكية ومصنوعات خزفية. وذكر مسؤولو المتحف أن عدد هذه القطع يتجاوز ألفي قطعة.
وقد بدأ تحويل معمل المنسوجات الوطني “ملّي منسوجات”، الذي أُنشئ في عام 1907 في منطقة سيهان، إلى مجمع للمتاحف قبل نحو 3 سنين من قبل وزارة السياحة والثقافة التركية.
ويقول القائمون على المجمع إنّه عند اكتماله سيكون أكبر مجمعات المتاحف في الشرق الأوسط. ويسلّط المجمع الضوء على تاريخ تركيا، التي استضافت قبل إنشاء الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر للميلاد، مجموعة متنوعة من الحضارات من الحثيّين إلى اليونانيين.
وتُعرف أضنة بشكل أساسي على أنها جزء من إقليم كيليكيا، الذي تناوب على حكمه الرومان، ثم البيزنطيون، ثم الأرمن حتى زمن الحكم الإسلامي.
ويوفر متحف الآثار معلومات تمتد من فترة ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة من خلال نصوص وقطع أثرية محفوظة بعناية و“ديوراما” (مجسّمات). وتتضمن القطع الأثرية تماثيل، وتوابيت حجرية، ولوحات، وتماثيل نصفية، وزجاج وجرات وأوانٍ طينية، وتماثيل صغيرة، وأختامًا، وكذلك مجموهرات ذهبية وبرونزية من العصور الحثيّة، والسريانية، والهيلينية، والرومانية، والبيزنطية، والسلجوقية، والعثمانية.
ومن أبرز المعروضات في المتحف تمثال حجري لإله الإعصار الحثّي “تارهنت” (Tarhunt) الذي استُخرج في إحدى مناطق أضنة عام 1997، ولوحة هيروغليفية أناضولية، وتابوت حجري من العصر الروماني مُخصّص لأخيل.
ومن جهته، صرح وزير السياحة والثقافة التركي نابي آفجي في حفل الافتتاح بأن مجمع المتاحف سيكون “فضاءً للتعلم” لآلاف السنين من المعرفة، مضيفًا أن “أضنة استضافت حضارات من العصر الحجري الحديث، والحثيّين، والعثمانيين، وحضارات أخرى. وتُعد المدينة والمنطقة المحيطة بها متحفًا قائمًا بذاته”.