أنقرة ….. بدأت تداعيات الأزمة الخليجية تُلقي بظلالها على أنقرة بشكل فعلي بعد نحو شهر من نشوء أكبر وأعمق خلاف بين ثلاث دول خليجية من جهة وقطر من جهة أخرى مدعومةً بموقف مساند من حليفها التركي الذي ينخرط بشكل أكبر يوماً بعد يوم في الأزمة.
وتزامنت الأزمة الخليجية مع بدء موسم السياحة في تركيا، والذي يٌعد سياح دول الخليج، والسعوديون منهم بالذات، ركنًا أساسًا في تنشيط الموسم السياحي مع وصول عدد القادمين من السعودية إلى نحو نصف مليون سائح العام الماضي.
ودخلت أنقرة على خط الأزمة الخليجية بشكل سريع كوسيط لحلها، لكن انحيازها لحليفها القطري بدا واضحاً وغير محبذ عند باقي دول الخليج التي أغضبتها -فيما يبدو- السرعة التي أقرّ فيها البرلمان التركي إرسال جنود أتراك إلى قاعدة عسكرية تركية ناشئة في الدوحة، ومن ثم مصادقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القرار ووصول جنود أتراك بالفعل إلى الدوحة.
ويخشى العاملون في قطاع السياحة التركي العملاق، من أن تدفع الأزمة الخليجية وموقف تركيا المنحاز فيها إلى قطر، إلى إحجام السياح السعوديين عن القدوم إلى تركيا بعد أن أصبحت واحدة من أفضل الوجهات السياحية لديهم حسبما ذكرت إرم نيوز.
ولم يخف مستشار رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالان، مخاوف حكومة بلاده من تطور الأزمة الخليجية وتصاعدها على تركيا من الناحية الاقتصادية، كتراجع عدد السياح القادمين من دول الخليج.
وكان كالان يتحدث مساء أمس الإثنين أمام عدد كبير من الصحفيين العرب العاملين في مدينة اسطنبول عندما طلب منهم المساعدة في تحسين صورة تركيا النمطية في العالم العربي بشكل عام.
وتدفع مثل هذه التجاذبات السياسية وتباين المواقف بين تركيا والسعودية، السياح السعوديين لاختيار وجهات أخرى وتجنب المفاجآت، لكن سيناريو أسوأ من ذلك قد يحصل إذا ما طلبت المملكة من مواطنيها عدم السفر إلى تركيا أسوة بما فعلته مع لبنان إبان أزمة العلاقة مع بيروت قبل عامين.
ولم تُبد أنقرة إلى الآن أي تراخ في موقفها المساند لقطر، ما يجعل منها أقرب لتكون طرفًا في الأزمة، وبالتالي ينالها جزء من تداعياتها.
وإذا ما سار السيناريو الأسوأ لتأثر تركيا بالأزمة الخليجية، فإن أنقرة ستواجه خسائر كبيرة في قطاعها الاقتصادي الذي تعد السياحة إحدى ركائزه الأساسية، بعد أن استعدت كثيراً لهذا الموسم لتجاوز سلسلة أحداث مؤثرة العام الماضي كان من بينها محاولة انقلاب فاشلة وسلسلة تفجيرات راح ضحيتها سياح خليجيون.