رغم عجز الموازنات والتعثر الاقتصادي الذي تمر به دول الخليج بسبب أزمة النفط، واتجاهها لتقليل النفقات إضافة لفرض ضرائب جديدة، فإن الخليجيين ما زالوا يتصدرون قائمة الشعوب الأكثر إنفاقاً على السياحة الخارجية.
وبلغ مجموع ما أنفقه السياح من دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان) عام 2016، خلال رحلاتهم الترفيهية خارج بلادهم أكثر من 71 مليار دولار.
وبحسب بيانات البنك الدولي لعام 2016، فإن السعوديين وحدهم أنفقوا 99 مليار ريال (26.4 مليار دولار)، على السياحة الخارجية بزيادة قدرها 17% عن عام 2015، الذي أنفقوا فيه 84 مليار ريال (22.4 مليار دولار).
وقد غادر السعوديون للسياحة الخارجية عبر 21.3 مليون رحلة خلال عام 2016، مقارنة بـ20.8 مليون رحلة في عام 2015، أي بارتفاع قدره نحو 2%، وفقاً لبيانات مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما).
مستوى الإنفاق الترفيهي
وتعكس هذه الزيادة المرتفعة نسبياً في إنفاق السعوديين وعدد رحلاتهم السياحية الخارجية، تمسكهم بمستوى الإنفاق الترفيهي الذي اعتادوه قبل الأزمة، إضافة لقلة البدائل السياحية الداخلية وعدم جاذبيتها، علاوة على ظروف المناخ شديد الحرارة، خلال أشهر العطلة الصيفية، وطبيعة البلاد الصحراوية والجبلية.
وفي تقرير نهاية العام الماضي، قالت منظمة السياحة العالمية، إن إنفاق السائح السعودي خلال رحلاته الترفيهية خارج البلاد، يتصدر قائمة المواطنين الأكثر إنفاقاً، يليه الصيني، ثم الأمريكي.
السعوديون ليسوا وحدهم من ينفقون تلك المبالغ الضخمة على السياحة الخارجية، فبحسب بيانات البنك الدولي، فإن الإماراتيين أنفقوا خلال العام الماضي، 17.7 مليار دولار، والقطريين 12.9 مليار دولار، والكويتيين 12.3 مليار دولار، والعمانيين 2.3 مليار، وأخيراً أنفق السياح البحرينيون مليار دولار.
المستشار السياحي السعودي، عبد العزيز آل شاكر، قال: إن “تفضيل السعوديين والخليجيين بشكل عام للسياحة الخارجية يرجع لعدة عوامل من أهمها، افتقار البلاد إلى وسائل الترفيه الجذابة والبرامج السياحية المتطورة، فالمتوافر غالباً هو مهرجانات مقتضبة وأماكن غير إبداعية للترفيه”.
وأضاف آل شاكر، وهو مؤسس شركة “المسافرون العرب” للسياحة، في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “كما أن تكلفة السياحة الداخلية أعلى منها خارج البلاد، فالسائح قد ينفق في المدن السياحية المحلية، مبالغ أعلى بنسبة تصل إلى 20% عما ينفقه في الخارج”.
ونتيجة للأسباب المذكورة إضافة إلى طبيعة دول الخليج الصحراوية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة خلال فترة العطلة الصيفية، فإن الخليجيين يفضلون قضاء العطلة في الخارج.