القاهرة "المسلة" …. خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى يرصد عناصر الثقافة اليابانية من خلال عمله مرافقاً لأعمال البعثة اليابانية بطور سيناء لعدة مواسم ويؤكد أن الثقافة اليابانية قائمة على الاحترام وخصوصاً إحترام الكبير فهم يطبقون المثل المصرى " إللى ملوش كبير يدور على كبير " ويثقون دائماً فى قائد العمل ويخضعون لتعليماته بعد تبادل الآراء للوصول إلى الحقيقة كما أنهم يقدّسون العمل ففى وقت العمل لا مجال لأى شئ ويحترمون النظام والوقت فالمواعيد عندهم بالثانية.
ويضيف د. ريحان أن الحياة اليومية لأفراد البعثة اليابانية التى كانت تعمل بمناطق طور سيناء تبدأ بالاستيقاظ فى الخامسة صباحاً ثم يتناولوا إفطاراً خفيفاً فى الخامسة ونصف يستغرق 15 دقيقة فقط يكون الجميع جاهزاً للتوجه للعمل الأثرى منهم من هو فى موقع الحفر وآخرون فى صالة الدراسة ويبدأ العمل السادسة صباحاً وفى العاشرة صباحاً يتناول الجميع الإفطار الثانى وتكون الوجبة الرئيسية فيه ملوخية ويعشقها الجميع إلى جانب الكوسة أو عدس أو خضار آخر مع قطعة لحم بلدى صغيرة 50 جرام و خبز بلدى من مخابز الطور مع تناول عصير فاكهة ثم يبدأ العمل فى العاشرة ونصف حتى الثانية عشر ظهراً وميعاد الغذاء فى الواحدة بعد الظهر حيث يتناولوا الأطعمة اليابانية ومعظمها أطعمة بحرية ولا يفضلون الملح على الطعام بعدها يحتسوا كوباً من الشاى الأخضر ثم ينام الجميع ساعة واحدة ليستيقظوا فى الثالثة عصراً للعمل فى صالات الدراسة كل فى تخصصه وميعاد العشاء فى الثامنة مساءاً ويعمل مع اليابانيون مجموعة من العمال المدربين على أعمال الحفر بشكل جيد يطلق عليهم عمال فنيون يقومون بأعمال الحفر يعاونهم مجموعة من العمال لنقل الرديم المستخرج من الحفر للموقع الخاص به وأغلب هؤلاء العمال من قرية قوص بقنا لخبرتهم الطويلة فى العمل الأثرى وينام كل أفراد البعثة فى العاشرة مساءاً عدا يوم الخميس حيث العطلة الأسبوعية يوم الجمعة احتراماً لمشاعر المصريين والاستعداد لصلاة الجمعة.
ويشير د. ريحان إلى أن هناك صفة حميدة فى كل اليابانيين وهى احترام النظام واحترام القيادة ولا يتم أى عمل إلا باجتماع أعضاء البعثة يومياً لمناقشة ما تم كشفه ووضع خطة اليوم التالى وبعد المشورة لا يتم إلا ما يوافق عليه رئيس البعثة نفسه د. كاواتوكوا الذى يحترمه الجميع ويطيع أوامره كما أن احترام العامل جزءاً أساسياً من الطبيعة اليابانية فمن الممكن أن يتوقف العمل بالكامل لو مرض أحد العمال الذى يقوم بتسوية الرديم المستخرج بشكل مصطبة يومياً فلكل عامل احترامه ومكانته لدرجة أن رئيس البعثة أرسل ريس العمال إلى اليابان ليلقى محاضرة عن أعمال الحفر ولا يظلم عامل أبداً فى أجره كما أن الالتزام بدقة المواعيد هو العامل الرئيسى فى العمل والالتزام بأى كلمة يقطعها الإنسان على نفسه مهما كلفته وكل عامل له مهمة محددة وموقع معين يومياً يجب أن ينجزه وفقاً للخطة الموضوعة من السادسة حتى الثانية عشر ظهراً.
ويتابع د. ريحان بأن مبنى البعثة بطور سيناء معروف للجميع بشكله المعمارى المسقوف بمجموعة من القباب وقبل الدخول للاستراحة يفرض على الجميع سواءاً يابانيون أو مصريون أو ضيوف بخلع الحذاء ووضعه فى مكان معين واستبداله بحذاء خفيف يتجول به داخل الاستراحة كنوع من احترام المكان والمحافظة على نظافته وعند خروجه يحدث العكس ولا يستعمل اليابانيون المبيدات الحشرية نهائياً بل يقومون باصطياد الذباب الذى يزعجهم فى الاستراحة عن طريق مضارب بلاستيك خفيفة.
ويشرف على إعداد الأطباق اليابانية الشيف محمد رمضان محمود والأطعمة اليابانية عموماً تخفض الكولسترول فى الدم وتحمى من أمراض ضغط الدم والسكر ولا تؤدى إلى التخمة مهما تناولت منها وأفضل الأطباق اليابانية طبق يعشقه اليابانيون يطلق عليه (سكياكى) مكوناته من لحم + أرز + بصل + جزر+ توفو+ هرسمى + بصل أخضر ويتم بتشويح اللحم ثم طهيها ويضاف إليها شويو + ساكى + ملين + أونداشى وهى بهارات يضاف إليها المكونات السابقة كما يحرص اليابانيون على تناول الكارى يوم الجمعة ويكون هناك احتفال كبير وسرور بهذه الوجبة المكونة من اللحم + البطاطس مع الكارى وهذه الوجبة يحرص اليابانيون على عملها بأنفسهم للاحتفاظ بسر المهنة وهذا الكارى يحرص اليابانيون على تناول عدة أطباق منه يتسابقون للحصول عليها.