القاهرة “المسلة” ….. فى إطار مؤتمر “سيناء عاصمة السياحة الدينية” المزمع عقده بين شرم الشيخ وسانت كاترين فى الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر يطرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى عدة مشروعات عملية قابلة للتنفيذ بعد توفير التمويل اللازم .
وأول هذه المشروعات الذى يطرحها الدكتور ريحان مشروع للصوت والضوء بالوادى المقدس يحكى قصة نبى الله موسى والمناجاة عند الشجرة المقدسة والتجلى حيث تجلى سبحانه وتعالى مرتين تجلى فأنار عند شجرة العليقة المقدسة وتجلى فهدم عند جبل الشريعة وتمثل هذه القصة قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} التين 2، 3، والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرّمة.
ويوضح د. ريحان أن لهذا الطريق مكانة خاصة فى المسيحية حيث أن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركًا بهذه الأماكن وخصوصًا أشهر هذه الأماكن وهو دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان لبنائه فى حضن الشجرة المقدسة (شجرة العليقة) وهو نبات خاص لم يوجد فى أى بقعة بسيناء وفشلت محاولة إنباته فى أى مكان بالعالم كما بنى المسلمون مسجدًا داخل الدير فى العصر الفاطمى تبركًا بهذا المكان المقدس فتلاقت الأديان فى بقعة واحدة.
ويضيف د. ريحان أن المشروع الثانى هو شبكة تلفريك بالوادى المقدس طوى ويؤكد أن المشروع لن يؤثر على جلال وهيبة الجبال وطبيعة الوادى المقدس طوى بل سيتيح الاستمتاع بروحانية المكان بشكل أكبر حين رؤية جبل موسى وجبل كاترين وقمة المناجاة من أعلى ولن يؤثر على أصحاب الجمال بالمنطقة بل سيتيح الصعود للجبل بكل الوسائل فهناك من يفضل صعوده على الأقدام ومن يفضل ركوب جمل وسنجد من يفضل التلفريك للوصول لقمم عدة جبال بالمنطقة ليشهد بنفسه تجلى الله سبحانه وتعالى للجبل فدك الجبل كما أن الكثير من زوار المنطقة من كبار السن أو ضعاف الصحة يصعب عليهم صعود جبل موسى ومن أنواع السياحة العالمية سياحة كبار السن ومن الممكن جذب أعدادًا كثيرة منهم بعمل هذا المشروع .
ويتابع د. ريحان أن المشروع الثالث هو إقامة مجمع للأديان بالوادى المقدس طوى يضم أكبر مركز ثقافى لتلاقى الأديان بوادى الراحة يضم قاعة مؤتمرات كبرى لعقد مؤتمرات السلام والتسامح وتلاقى الأديان وأكبر مكتبة تضم الكتب المتخصصة فى ذلك وقاعات عرض كبرى للعروض السينمائية ومتحف خاص يطلق عليه متحف الوادى المقدس طوى يضم كل الآثار المتعلقة بطريق التقديس المسيحى عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادى ومنها منتجات خاصة مرتبطة بهذا الطريق ولها أصول تاريخية وتمثل قيمة دينية لرواد هذا الطريق مثل قنانى الحجاج أو قنانى القديس مينا وعثر على بعضها بتل المشربة بدهب الذى أعيد استخدامه كحصن لحماية الحدود الشرقية لسيناء ضد أخطار الفرس فى العصر البيزنطى فى القرن السادس الميلادى كما توجد هذه القنانى بالمتحف القبطى بمصر وكذلك الآثار المسيحية بمجمع الأديان بمصر القديمة.
ويقترح د. ريحان أن يضم المتحف كل ما يتعلق بطريق الحج من كسوة الكعبة والمحمل الشريف والقطع الفنية بمتحف الفن الإسلامى المتعلقة بذلك .
والمشروع الرابع الذى يطرحه د. ريحان هو مشروع أثرى علمى بينه وبين الدكتور صفى الدين متولى رئيس قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – قسم الاستكشاف بمركز بحوث الصحراء يتضمن الرؤية العلمية للكشف عن عيون موسى الحقيقية ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الارض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم وسيستخدم الدكتور صفى الدين متولى صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك بيرد الامريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى وسيتم الكشف العلمى عن كل العيون الإثنى عشر وعن كل خط سير رحلة بنى إسرائيل .
ويوضح د. ريحان أن المشروع الرابع يتمثل فى تطوير منطقة مجمع البحرين برأس محمد وقد تأكد من خلال دراسة علمية للباحث عماد مهدى أن هذه المنطقة هى المنطقة الذى قابل فيها نبى الله موسى العبد الصالح وهى مجمع البحرين المذكورة فى القرآن الكريم فى سورة الكهف التى حدثت بها كل أحداث القصة.
ويطالب د. ريحان باستغلال محمية رأس محمد نفسها للترويج للسياحة البيئية علاوة على السياحة الترفيهية والغوص وإضافة مقوم السياحة الدينية إليها وهى زيارة مجمع البحرين وتوضع على الخريطة السياحية المحلية والعالمية وتوضع فى خطة الزيارة لكل الوفود المصاحبة للمؤتمرات التى تقام بشرم الشيخ كما يطالب بإنشاء قرى سياحية بالمنطقة خارج المحمية لتوفير إقامة عدة أيام بالمنطقة وتوفير خدمات داخل المحمية نفسها وكافتيريات ودورات مياه وتوفير مرشدين دائمين لشرح معالم المحمية للزوار وإحياء المنطقة حولها بإنشاء بازارات وخدمات سياحية.
ويطالب د. ريحان أن يشمل المؤتمر الجانب العلمى والعملى والاحتفالية ولا يقتصر على جانب واحد ويوضح د. ريحان أن الجانب العلمى يتمثل فى محاور محددة للمؤتمر تقدم من خلالها أبحاث علمية خاصة بالسياحة الدينية تنطلق من مبدأ أن مصر هى أرض الأمن والأمان لأنبياء الله حيث استقبلت نبى الله إبراهيم ودخل من أحد أبوابها نبى الله يعقوب وأبنائه يوسف الصديق وإخوته ولجأ إليها نبى الله موسى مرة فريدًا حيث تزوج وعاش بها وناجى عند الشجرة المقدسة ربه ومرة مع شعب بنى إسرائيل حين تلقى ألواح الشريعة بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ولجأت إليها العائلة المقدسة طلباً للأمان وسارت من رفح إلى الفرما ووطئ أرضها أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم على جبل طور سيناء فى رحلة الإسراء والمعراج.
ويوضح د. ريحان أن مصر تشرف بمحطات رحلة العائلة المقدسة والربوة ذات قرار ومعين المذكورة فى القرآن الكريم وطريق التقديس المسيحى منذ القرن الرابع الميلادى من أوروبا عبر الإسكندرية ثم نهر النيل إلى حصن بابليون ومنه بريًا إلى سيناء مرورًا بعيون موسى ووادى المكتّب ووادى فيران إلى دير سانت كاترين ويضم هذا الطريق موقعين سجلا تراث عالمى باليونسكو وهو دير أبو مينا المسجل تراث عالمى عام 1979 ودير سانت كاترين المسجل عام 2002 مما سيسهم فى عودة رحلات التقديس عبر مصر إلى سابق عصر ازدهارها.
ويوضح د. ريحان أن مصر تتميز بوجود أكبر ثلاثة مجمعات للأديان فى العالم وهى ملتقى الأديان بالوادى المقدس طوى بسيناء ومجمع الأديان بمصر القديمة ومجمع الأديان بالبهنسا الذى يضم أشهر الأديرة وبقيع مصر الذى يضم مقابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دفن بها 70 صحابيًا ممن شهدوا معركة بدر علاوة على أضرحة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقاهرة التاريخية
ويشرح د. ريحان أن الجانب العملى فى المؤتمر يتمثل فى دعوة كل مستثمرى سيناء للاستماع لعرض المشروعات المطروحة والبحث عن سبل التمويل وعرض مشاكلهم والحلول العملية لها فى تواجد ممثلى الحكومة من كل الوزارات المختصة ورجال الأمن بالمنطقة لتحديد الأطر الأمنية لهذه المشروعات وإمكانية تنفيذها أما الجانب الاحتفالى فهو معروف من دعوة كل وجهاء المجتمع والفنانين والاحتفالية الموسيقية الخاصة بتعانق الأديان.