مادبا “المسلة” …. تتميز محافظة مادبا بتعدد المنتج السياحي وتنوعه من سياحة دينية وتاريخية وعلاجية وطبيعية تجعلها قبلة لكل شرائح السياح من الداخل والخارج، ولكنها تحتاج مزيدا من الاهتمام والعناية لكي تحقق قفزات في التنمية الشاملة في المحافظة والوطن.
الارضيات الفسيفسائية
ومن ابرز معالم مادبا الارضيات الفسيفسائية التي تنتشر في العديد من المواقع الاثرية حيث اطلق عليها “مدينة الفسيفساء”، فعلى ارضية كنيسة القديس جورج توجد كنيسة الخارطة التي تعود الى القرن السادس وتشمل القدس والاراضي المقدسة اضافة الى الارضيات الفسيفسائية في كنيسة العذراء وكنيسة القديس اليانوس والمتحف الاثري ذي الارضيات الفسيفسائية الذي يحكي قصة الحياة الشعبية في مادبا.
مواقع
ويوجد في مادبا مبنى السرايا العثماني وقلعة مكاور وجبل نيبو وهما من مواقع الحج المسيحي المعتمدة من الفاتيكان، اضافة الى السياحة العلاجية المتمثلة بحمامات ماعين السياحية وسياحة المغامرة في وادي الهيدان والوالة وحمامات قصيب المعدنية بحسب بترا.
وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني ان عدد زوار محافظة مادبا للعام الماضي 2016 بلغ 927ر147 سائحا، فيما كان اكثر السياح زيارة للمحافظة هذا العام حتى نهاية شهر آب من جنسيات الصين والولايات المتحدة والهند واسبانيا حيث بلغ عددهم 564ر123 ما يشير الى تحسن ملموس بعدد السياح، بالمقابل كان عدد السياح لعام 2010 (400) الف سائح .
واضاف انه يوجد في محافظة مادبا 88 منشأة سياحية بين فندق ومطعم سياحي ومشاغل سياحية للحرف اليدوية، مشيرا إلى ان توسعة وتطوير مركز زوار مادبا وتأهيل وترميم المباني من ابرز المشروعات السياحية في المحافظة فيما سينفذ في المرحلة المقبلة مشروع بابور القصار ومشروع تل ذيبان ومركز زوار ذيبان.
ومع الجهود المبذولة حكوميا يبقى الكنز السياحي المتعدد في المحافظة دون المأمول وكثيرون ينظرون ان هناك تقصيرا في هذا المجال فيرى المستثمر في القطاع السياحي شارلي الطوال ان الجهات الحكومية لم تفتح اسواقا جديدة بعد موجات العنف التي ضربت المنطقة منذ عام 2011 فتراجعت السياحة، وانخفضت نسبة الاشغال الفندقي والتي وصلت الى 75 بالمئة عام 2010 الى 25 بالمئة في السنوات السابقة .
واضاف ان “الاردن كان الدولة الآمنة الوحيدة في المنطقة وكان افضل من لبنان وتركيا ومصر ومع هذا تراجعت السياحة عندنا بشكل كبير”، مستغربا تحميل التراجع للاوضاع في المنطقة ولكنها في الحقيقة تعود الى تذاكر الطيران العالية وارتفاع الضرائب.
وتساءل الطوال لماذا لم تأخذ مكاور حقها بالسياحة رغم انها احد مواقع الحج المسيحي المعتمدة من الفاتيكان رغم اهميتها الدينية الكبيرة حيث قطع فيها رأس نبي الله يحيى عليه السلام (يوجنا المعمدان) ولكن لم تؤهل لأن تكون محجا للسياحة الدينية فلا يوجد مكان للصلاة فيها .
زوار
وتشير الاحصائيات إلى ان عدد زوار مكاور منذ بداية العام وحتى نهاية آب الماضي بلغ 2145 سائحا، فيما كان زوار موقع جبل نيبو في مادبا في نفس الفترة وهو احد مواقع الحج المسيحي ايضا 194ر109 سائحا رغم ان الاهمية الدينية والتاريخية والدينية لموقع مكاور قد تكون اكبر من موقع جبل نيبو، ولكن هذا يظهر الفرق الكبير عن موقع مكاور بعدد السواح نظرا لضعف الاهتمام بهذا الموقع المقدس عند الديانات الثلاث.
وبين الطوال ان المشروع التكميلي في عيون موسى والتي تقع بالقرب من جبل نيبو لا يلقى أي اهتمام مع انه يمكن ان يكون موقعا سياحيا هاما اذا ما اعيد ترميم المكان وتجهيزه للسياح والاستفادة من مياهه المقدسة لأخذ العينات منها لقدسيتها وبعدها الديني.
وبين رئيس مجلس محافظة مادبا الدكتور يوسف غليلات ان الحكومة مطالبة بالاهتمام بالكنز السياحي في مادبا وقطاع السياحة من خلال اعادة النظر بالتشريعات الضريبية على القطاع وتخفيض كلف التشغيل وتسهيل اجراءات الاستثمار في السياحة من خلال مديرية سياحة مادبا واستثمار واجهة مادبا على البحر الميت.
واضاف ان لواء ذيبان يتميز بسياحة المغامرة والتنزه والمواقع الطبيعية في الوالة والهيدان ووجود شلالات برتا وحمامات قصيب المعدنية ومكاور والتي لا زالت تنتظر العناية والاهتمام والتي يمكن ان تكون مقصدا لسياحة المغامرة والعلاج الطبيعي من الاردن والخارج .
واوضح الخبير السياحي حسين الشوابكة ان ابرز معوقات السياحة في مادبا تتلخص بحركة المرور داخل المدينة وعدم التزام سائقي الحافلات والادلاء السياحيين بالوقوف في موقف مركز الزوار ما يتسبب بارباك حركة السير وتعرض حياة السياح للخطر .
واضاف ان من اهم مشاكل السياحة في مادبا قصر اقامة السائح فيها مما ينتج عنه شكوى اصحاب الاستثمارات السياحية اضافة الى قلة اعداد الزوار لموقع آثار مادبا والتي تضم المتنزه الاثري والمتحف وكنيسة الرسل بسبب وجود تذكرة واحدة لهذه المواقع رغم بعدها عن بعضها البعض وعدم وضع هذه المواقع على برنامج الزيارة لمدينة مادبا.
عوائق
وأقر مدير سياحة مادبا وائل جعنيني بوجود جملة عوائق للسياحة في مادبا منها عدم وجود وسائل نقل فردية للسياح وعدم توفر الدفع الالكتروني وكثرة الاجراءات الروتينية الحكومية وعدم وجود نافذة استثمارية واحدة، اضافة الى مشكلة عدم وجود مواقف داخل المدينة والتي تشكل عائقا امام ترخيص منشآت استثمارية في البيوت التراثية داخل المدينة.
وتبقى مادبا مدينة الفاكهه والمياه الهادئة بتنوع منتجها السياحي والتنوع المناخي والطبوغرافي ومدينة الفسيفساء الحجري والبشري تنظر بعين الامل والرجاء لان تلقى العناية والرعاية لتكون مصدرا مهما من مصادر الدخل للمحافظة والوطن ولتسهم في تحقيق التنمية الشاملة في المحافظة والاردن ككل.