هامبورج “المسلة” ….. أعلنت شركة “سيتا” خلال مشاركتها في القمة الأوروبية لتكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي عن نتائج بحث الصادر عنها، إلى أن الاستثمار في برامج تطوير “الأمن السيبراني – Cybersecurity ” يعلو سلم أولويات قطاع النقل الجوي بنسبة 95% لخطوط الطيران و96% للمطارات وذلك خلال السنوات الثلاثة القادمة.
وتشير الدراسة إلى أن هذا المجال ما زال بحاجة إلى مزيد من التحسين، حيث أن ثُلث مجالس إدارات الخطوط الجوية وخِمس مجالس إدارات المطارات ما زالت تفتقر إلى المستوى المطلوب من إدماج حلول الأمن الإلكتروني في إطار خطط أعمالها.
وأوضحت بربارا داليبارد، الرئيس التنفيذي لـ “سيتا”، اليوم في سياق حديثها خلال اجتماع ضم عدداً من قادة قطاع النقل الجوي الأوروبي بأن الأمن الإلكتروني يتطلب مزيداً من الاهتمام والتركيز في أجندات القطاع، لاسيما وأنه يعتبر الأولوية الأبرز بالنسبة لمعظم الناقلات الجوية والمطارات.
وقالت داليبارد: “أصبحنا ندرك مدى الحاجة إلى اعتماد منهجيات استباقية في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية حول العالم، وعلى وجه الخصوص في قطاعنا الذي يعتمد بشكل كبير على مبدأ المشاركة والتعاون، حيث يجب أن نعمل بشكل جماعي منسّق لمكافحة هذا الخطر العالمي. وما زال هناك الكثير مما يجب القيام به، رغم أننا لا نخفي سرورنا برؤيتنا زيادة بنسبة 46% في عدد شركات الطيران التي أعلنت العام الماضي عزمها على مواجهة أبرز التهديدات الإلكترونية.”
وأضافت: “ينبغي على قطاعنا أن ينتقل من مجرد الاكتفاء بالتعامل مع التهديدات التقليدية إلى التركيز على التحوّط من الهجمات الكبيرة، ونحن في “سيتا” ملتزمون كل الالتزام بلعب دور استثماري وقيادي بارز في تعزيز الأمن الإلكتروني بصفتنا من أبرز موفري التكنولوجيا في القطاع، وكلنا ثقة بأن الجهود الجماعية من شأنها تعزيز دفاعات القطاع وضمان تمتع الجميع بموقع استباقي في التعامل مع أي تهديد محتمل”.
ابحاث
وأجرت “سيتا” أبحاثاً معمقة حول مستويات نضج الأمن الإلكتروني لدى شركات الطيران والمطارات من حيث قدرتها على مواجهة هذا النوع من التهديدات، وتشير النتائج إلى مستويات عالية من الوعي الأمني حيث سجلت شركات الطيران 82% والمطارات 85%، علماً بأن تركيز القطاع لا يقتصر هذا العام على الاستجابة، وإنما يتمحور حول الرصد الاستباقي للتهديدات وتحديد السبل الأمثل للحيلولة دون وقوعها. وبدأ مسؤولو قطاع التكنولوجيا (CIO) في 69% من المطارات و47% من شركات الطيران بتطبيق سيناريوهات أمنية ومنهجيات رصد تكشف عن العلاقات بين مختلف المكونات، وذلك مع ارتفاع معدلات قدرات الاستجابة للحوادث الأمنية إلى نحو 77% لدى شركات الطيران و60% لدى المطارات.
وأشارت داليبارد: “تبذل المطارات وشركات الطيران قصارى جهدها لتعزيز دفاعاتها الرئيسية ورفع جاهزيتها للتعامل مع التهديدات الشائعة، ولكن لا بد أيضاً من إدماج الأمن الإلكتروني ضمن مستويات الإدارة التنفيذية ومجالس الإدارات، إذ يجب أن يعمل الجميع معاً على كشف مختلف التهديدات الأمنية والحيلولة دون وقوعها بهدف حماية أصول القطاع من أية أضرار قد تتعرض لها”.
وفي إطار إدراكها لهذا التحدي، أبرمت “سيتا” في وقت سابق من العام الجاري اتفاقية شراكة مع “إيرباص” تهدف إلى التعامل مع أبرز مخاوف القطاع، وأثمرت الاتفاقية عن قيام الطرفين بتأسيس “مركز عمليات الأمن الإلكتروني لقطاع الطيران” (SOC)، والذي يعمل كبرج مراقبة رقمي يتمتع بمجموعة من الإجراءات والتقنيات المدمجة، ويحتضن طواقم متخصصة لكشف وتحليل الحوادث الأمنية الإلكترونية والإبلاغ عنها والتعامل معها.
ايرباص
ومن جانبه، قال ماركوس بريندله، رئيس الأمن الإلكتروني لدى “إيرباص”: “تتسم تحديات الأمن الإلكتروني في قطاع النقل الجوي بطبيعة خاصة نظراً لتنوّع النقاط الطرفية الذكية وازدياد استخدامها ضمن بنية تحتية موزعة بشكل كبير، فالتحوّل الرقمي يسمح لقطاعنا بتوفير خدمات أفضل من ناحية، ولكنّه يرفع مستويات تعرضنا للمخاطر من ناحية أخرى. لهذا السبب نتعاون مع “سيتا” على تبادل الخبرات واستنباط الحلول التي من شأنها مساعدة الناقلات والمطارات على مراقبة أصولها الرقمية بهدف اكتشاف أي حوادث والاستجابة لها بالشكل الأمثل”.
ويندرج المركز الجديد في إطار محفظة منتجات وخدمات “سيتا” التي تساعد المطارات والناقلات الجوية على كشف التهديدات والوقاية منها والاستجابة لها، بما يشمل الهجمات الإلكترونية.
وتقوم “سيتا” أيضاً، بتشغيل “مركز التهديدات الإلكترونية المجتمعية”، وهو عبارة عن خدمة لتبادل المعلومات تديره الشركة بالنيابة عن 400 عضو في قطاع النقل الجوي، وهو يسمح للجهات المعنية بتشارك المعلومات المفيدة حول التهديدات الرقمية بشكل فوري.
وتندرج جميع هذه المبادرات في إطار التزام “سيتا” بقيادة جهود قطاع النقل الجوي في مكافحة التهديدات الإلكترونية وتحسين تكامل الحلول الأمنية وتعزيز إدماجها في خطط العمل على مستوى مجالس إدارات الناقلات والمطارات.