Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

لبنان تتصدر واجهة الصراع الإقليمى بعد استقالة الحريرى

الحريري يهاجم إيران وحزب الله

 

 

بيروت “المسلة”…..  استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم السبت وقال إنه يعتقد أن مؤامرة كانت تحاك لاستهداف حياته متهما إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية ببث الفتنة في العالم العربي.

 

وأطاحت الاستقالة، التي مثلت مفاجأة كبرى للمؤسسة السياسية في بيروت، بالائتلاف الحكومي وأغرقت لبنان في أزمة سياسية جديدة.

 

ودفعت استقالة الحريري بلبنان مجددا إلى واجهة الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية والذي يشمل أيضا سوريا والعراق واليمن والبحرين. وقال وزير سعودي إن الحريري موجود في الرياض لضمان سلامته حسبما ذكرت (رويترز).

 

وقال الحريري، وهو حليف مقرب للسعودية، إن سلاح حزب الله ”هو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين“.

 

وأضاف ”أريد أن أقول لإيران إنهم خاسرون في تدخلاتهم في شؤون الأمة العربية، وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق وستقطع الأيادي التي مدت إليها بالسوء“.

 

وضم ائتلاف الحريري الذي تولى السلطة في العام الماضي كل الأحزاب السياسية الرئيسية في لبنان تقريبا ومنها تيار المستقبل الذي يتزعمه وحزب الله. وتولى الحريري رئاسة الوزراء في أواخر العام الماضي بعد اتفاق سياسي دفع ميشال عون حليف حزب الله إلى سدة الرئاسة.

 

التوترات الطائفية

 

وستؤدي الاستقالة إلى تأجيج التوترات الطائفية بين السنة والشيعة في لبنان وإلى إصابة المؤسسات الحكومية بالشلل من جديد.

 

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة تتابع الوضع عن كثب وأشار إلى أن الحريري كان ”شريكا قويا في بناء مؤسسات وطنية قوية بالبلاد وفي الحرب على الإرهاب“.

 

وأضاف المسؤول ”تتوقع الولايات المتحدة عملية سياسية منظمة في لبنان وستظل داعمة للمؤسسات الشرعية للدولة اللبنانية“.

 

ولم يتضح على الفور من قد يخلف الحريري أقوى سياسي سني نفوذا في لبنان.

 

ومنصب رئيس الوزراء في لبنان مخصص للسنة في نظام اقتسام السلطة المسمى بالمحاصصة الطائفية في لبنان. ويقتضي الدستور بأن يرشح عون شخصية لشغل المنصب تحظى بأكبر دعم بين نواب البرلمان.

 

اغتيال

 

وقال الحريري ”إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي“.

 

واغتيل رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق والد سعد، في تفجير ضخم في بيروت عام 2005 قتل فيه أيضا 21 شخصا في حدث هز البلاد ودفع بنجله إلى السياسة وبدأ أعواما من الاضطرابات السياسية.

 

ووجهت محكمة تدعمها الأمم المتحدة اتهامات لخمسة من عناصر حزب الله فيما يتعلق باغتيال رفيق الحريري. وبدأت محاكمتهم غيابيا في لاهاي في يناير كانون الثاني 2014 فيما نفى حزب الله والحكومة السورية أي ضلوع لهما في عملية الاغتيال.

 

ونقلت قناة تلفزيون العربية الحدث المملوكة لسعوديين يوم السبت عن مصدر لم تسمه إنه جرى إحباط مؤامرة لاغتيال سعد الحريري في بيروت قبل أيام.

 

ونفت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، في ردها على تقارير أفادت بأن أحد فروعها أحبط محاولة اغتيال استهدفت الحريري، أن تكون مصدر التقارير وقالت إنها لا تملك أي معلومات عن هذا الأمر.

 

وقال سعد الحريري في بيان إن حزب الله وإيران دفعا بلبنان إلى ”عين العاصفة“ فيما يخص العقوبات الدولية. وأضاف ”إيران التي ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب… يدفعها إلى ذلك حقد دفين إلى الأمة العربية ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها“.

 

وقال الحريري ”خلال العقود الماضية استطاع حزب الله فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة“.

 

وأضاف ”أصبحنا نعاني منها (تدخلات حزب الله) ليس على الصعيد الداخلي فحسب ولكن على صعيد علاقتنا مع أشقائنا العرب“.

 

وقال مكتب عون يوم السبت إن الحريري اتصل به هاتفيا من ”خارج لبنان“ للإبلاغ باستقالة حكومته. وأرجأ عون زيارة إلى الكويت ووجه قادة الأجهزة العسكرية والأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة ”للمحافظة على الاستقرار في البلاد“.

 

وتوجه الحريري إلى السعودية يوم الجمعة بعد اجتماع في بيروت مع علي أكبر ولايتي المستشار الكبير للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وبعد الاجتماع وصف ولايتي ائتلاف الحريري بأنه ”انتصار“ و”نجاح عظيم“.

 

* صراع على النفوذ

 

أعلن حزب الله في بيان أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيتحدث مساء الأحد عبر الشاشة تعليقا على استقالة الحريري.

 

واتهم الشيخ نبيل قاووق عضو المجلس المركزي في حزب الله الرياض بالوقوف وراء استقالة الحريري. وقال في كلمة بثتها قناة الجديد اللبنانية ”حمى الله لبنان من شر المغامرات السعودية غير المحسوبة“.

 

وقال وليد جنبلاط زعيم الدروز في لبنان يوم السبت الذي يلعب دورا هاما على الساحة السياسية اللبنانية إنه يخشى من عواقب استقالة الحريري.

 

وقال جنبلاط لرويترز ”أنا قلق بشأن الاقتصاد بالطبع كما أنني قلق بشأن السياسة. لا نملك القدرة على قتال الإيرانيين من داخل لبنان“. ودعا جنبلاط للوساطة مع حزب الله في لبنان والانتظار حتى تسمح ظروف الإقليم بإقامة حوار بين السعودية وإيران.

 

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن رحيل الحريري مؤامرة ”لخلق توتر في لبنان والمنطقة“.

 

وقال حسين شيخ الإسلام وهو مستشار للزعيم الإيراني الأعلى في تصريحات للإذاعة الرسمية ”استقالة الحريري تمت بتخطيط من دونالد ترامب رئيس أمريكا ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي لزعزعة استقرار الموقف في لبنان والمنطقة“.

 

وقال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي التقى بالحريري في الرياض قبل أيام، في تغريدة على تويتر ”أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر“.

 

واستغل ساسة إسرائيليون استقالة الحريري لانتقاد النفوذ الإيراني في لبنان. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ”كلماته (الحريري) تمثل صيحة لتنبيه المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء ضد العدوان الإيراني“.

 

* مخاطر اقتصادية

 

أثارت علاقة جماعة حزب الله بإيران ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد غضب بعض اللبنانيين وكانت مصدرا أساسيا للصراع في لبنان لسنوات.

 

وتبنت الحكومة اللبنانية موقفا رسميا ”للنأي بالنفس“ عن الصراع السوري لكن تلك السياسة تعرضت لضغوط في الشهور الماضية مع سعي حزب الله وحلفائه لتطبيع العلاقات مع الأسد.

 

ومنذ توليه المنصب سعى الحريري لحشد المساعدات الدولية للبنان حتى يستوعب الضغط الناجم عن استضافة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري وحاول استقطاب مليارات الدولارات لدعم اقتصاد البلاد.

 

وتعقد استقالة الحكومة الاستعدادات التي كانت تجري لانتخابات برلمانية العام المقبل وهي الأولى منذ عام 2009.

 

وقال على حسن خليل وزير المالية اللبناني لرويترز إن الاقتصاد والليرة لا يواجهان خطرا بعد الاستقالة.

 

وقال جوزف طربيه رئيس جمعية مصارف لبنان لرويترز إنه لا يوجد خطر مباشر على الاستقرار النقدي للبنان من استقالة الحريري المفاجئة يوم السبت.

 

وأضاف أن الليرة تدعمها احتياطيات ضخمة في البنك المركزي والثقة في القطاع المصرفي اللبناني واستمرار عمل المؤسسات.

 

ويسجل لبنان أحد أعلى المعدلات في العالم للدين مقابل الناتج المحلي الإجمالي. وتعد الموافقة على أول ميزانية له منذ عام 2005 الشهر الماضي أحد الإنجازات القليلة التي حققتها الحكومة الائتلافية.

 

وتبحث الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على حزب الله في إطار موقف أكثر تشددا انتهجته حيال إيران وحلفائها في خطوة أقلقت سياسيين لبنانيين بسبب إمكانية إلحاقها ضررا بالاقتصاد.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله