بقلم : أشرف الجداوى
فى بضع كلمات بسيطة ورقيقة ومعبرة وقوية انهى الرئيس السيسى حالة الجدل الدائرة فى الشارع السياحى حول موقف روسيا وعودة الحركة السياحية من السوق الاول من حيث الاعداد للسياحة المصرية .. وقال خلال لقائه مع الصحفيين المصريين والاجانب على هامش منتدى الشباب العالمى بشرم الشيخ الاسبوع الماضى ما نصه ” أنا مقدر جدا الموقف الروسي فيما يخص عودة السياحة، لكننا لم نلح عليهم، ولن نلح، وأي شخص يريد أن يطمئن على إجراءات التأمين فهو مرحب به” .
وللامانة الانسانية قبل الصحفية لقد اثلج صدرى تصريح الرئيس بصدق هذه الكلمات البسيطة والتى جاءت لتعبر عن شعور 90 مليون مصرى امام صلف وعناد الدب الروسى بعد ما انتهت الحكومة من انجاز مجموعة من الاجراءات التأمينية بالمطارات وصفها الخبراء الدوليين من شتى المؤسسات وبيوت الخبرة العالمية فى مجال تأمين المطا رات الدولية ، وبشهادات فرق خبراء الامن الروسى انفسهم التى توالت على مطاراتنا فى زيارات مكوكية متتابعة منذ حادث الطائرة الروسية فى نوفمبر 2015 .. وحتى اغسطس الماضى .
ولكن فيما يبدو ان التقارير الفنية التى يقوم باعدادها الوفود من الجانب الروسى لايعتد بها من جانب وزير النقل” مكسيم سوكولوف” هناك ،والذى صرح مؤخرا لوسائل الاعلام الروسية حول قرب استئناف حركة الطيران مع مصر ” قال بصلف وعناد غير مبرر ما نصه كما نشر فى مواقعهم الاخبارية ” انه لايتوقع ذلك على الامد القريب ولا المتوسط ، وان هذا الموضوع لايمكن فتحه الان ومن المحتمل ان يتم مناقشته بحلول عام 2018.
وهو الامر الذى اصاب الشارع السياحى المصرى بصدمة جديدة ، وتحديدا ملاك فنادق وقرى شرم الشيخ السياحية والعاملين بها ،وشركات السياحة المتعاملة فى السوق الروسى .. وللتذكير فأن شرم الشيخ تبلغ طاقتها الفندقية نحو 55 الف غرفة ،موزعة على حوالى 110فندقا وقرية سياحية .. وكانت الحركة الروسية تمثل نحو 65 الى 70 % من اشغالها سنويا عبر رحلات الطيران العارض “الشارتر” المباشر من مدن روسيا المختلفة ل شرم الشيخ .
ولكنها فيما يبدو ان سياسة المماطلة التى اشتهر بها الدب الروسى وكانت منهجه ابان الحرب الباردة مع الولايات المتحدة طوال سنوات ممتدة من القرن الماضى صارت مذهبه وديدنه فى التعامل مع بلاد الله الاخرى فى كافة قضاياه ..
اذ انه منذ اواخر نوفمبر المشئوم 2015 واللجان الفنية والامنية الروسية تتوالى ذهابا وعودة على مطاراتنا لجنة تلو الاخرى لتأكد توفير مصر كافة عناصر الامن والامان والتى تتفق مع المعايير والانظمة العالمية الحديثة للتأمين.. وكذا جاهزية المطارات القصوى لاستقبال السياح الروس ، وقيام سلطات الطيران المدنى بالتنسيق مع الاجهزة الأمنية بتطبيق نظام البصمة البيومترية فى دخول العاملين للمطارات ،مع تركيب احدث اجهزة للفحص بالاشعة .
وناهيك عن ذلك كله فقد تم خلال فترة ال 24 شهرا الماضية تركيب رادارات فحص على مساحة 3 كيلومترات للساحات فى المطارات بتقنية حديثة ، وتركيب كاميرات مراقبة داخل الصالات والأماكن المهمة ذات إمكانيات عالية .. وجودة فائقة للصور الملتقطة وذاكرة لحفظ الصور تصل لنحو 30يوما.
وامور اخرى كثيرة متعلقة بملاحظات على سلوكيات افراد الامن انفسهم اثناء فترات العمل تم تلافيها ، واعدادهم مهاريا بواسطة مدربين اكفاء على كافة فنون الاداء الامنى الراقى .. واجتيازهم لاختبارات عملية صعبة ودقيقة بأقتدار وكفاءة .
ووثق خبراء الامن الروسى للمطارات والفنيين كل هذه الاجراءات التى قامت بها سلطات الطيران المدنى المصرى بالتقارير الواقعية وكذا بالصوت والصورة على جاهزية مصر لاستقبال السياحة الروسية ، واتخاذ القرار النهائى بعودة الرحلات الروسية مرة اخرى من قبل وزير النقل الروسى ،او الابقاء على الحظر المفروض لحين ……….. ؟؟
وتأتى الاجابة الحاسمة من الرئيس السيسى لتخرص الالسنة وترد على بعض الذين توهموا اننا تقاعسنا لحظة فى امن مطاراتنا او امن ضيوف مصر من شتى انحاء العالم ، او خيل اليهم اننا سنتظر الى مالا نهاية ان يمن علينا الدب الروسى بالموافقة على فك الحظر على السياحة الروسية لمصر ..!
فجاء الرد الصاعق ” لكننا لم نلح عليهم ولن نلح… وأي شخص يريد أن يطمئن على إجراءات التأمين فهو مرحب به” ..
قضى الامر وسواء فك الروس الحظر على السياحة او لم يحدث فأن مطارات مصر امنة وهذا هو فى تقديرى الخبر العاجل .