إعلان عمان
عمان “المسلة” ….اختتم مؤتمر الاقليمي سياحة المدن في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا أعماله مؤخرا بالتوافق على “إعلان عمان” الذي دعا الى منح الأولوية للسياحة المستدامة عند رسم السياسات باعتبارها أساساً لتحقيق تنمية سياحية حضرية مستدامة وتحقيق التنافسية.
وشدد الاعلان على تأسيس نظم كفؤة لتنظيم وحوكمة عملية رسم السياسات على المستوى الوطني ما بين الجهات العامة والخاصة المعنية بالقطاع السياحي وبين سلطات التخطيط والتطوير الحضري، حيث أن ذلك عاملا أساسيا لدفع عجلة النمو التنافسي المستدام في المدن؛ والحوكمة الرشيدة من خلال الأنظمة المفتوحة والشراكات العامة الخاصة واللامركزية.
وحث إعلان عمان السلطات السياحية والقطاع العام والخاص ومطوري المناطق الحضرية على الاستعانة والاستفادة من مراكز الدراسات والتطوير (R&D)، والابتكار بهدف تحسين أدائهم بما يمكنهم من الاستمرار بتلبية الاحتياجات المتغيرة لزوار وقاطني المدن بحسب بترا.
وأشار إعلان عمان الى ان قضية الاستدامة اصبحت قضية عامّة لمدن القرن الواحد والعشرين، وعليه فإن اتباع نهج متكامل من التخطيط والتطوير والإدارة المتكاملة هو الحل الوحيد لتحقيق التنمية السياحية الحضرية المستدامة.
واعتبر إعلان عمان ان السياحة حق عام للجميع، داعيا الحكومات والسلطات الوطنية إلى وضع التشريعات والأنظمة الكفيلة بتسهيل إمكانية الوصول للزوار، وذلك دون تمييز أو إقصاء قائم على أساس النوع الاجتماعي أو الجنسية أو اللغة أو العرق أو المعتقد.
وبين إعلان عمان ان إنشاء ائتلافات استراتيجية مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية لهو أمر ضروري لجودة وتنافسية الخدمات والمنتجات السياحية؛ ويمثل دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتكافؤ وعدالة عاملاً أساسياً لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومنيع (خلق فرص العمل، إشراك الشباب والمرأة ورواد الأعمال في القطاع السياحي).
وأشار إعلان عمان الى ان تمكين الشعوب من خلال تحديث المعرفة وتطوير مهرات التفكير الإبداعي يمثل قوة دافعة للنمو الاقتصادي المستدام في المدن والوجهات السياحية.
ودعا إعلان عمان الى ضرورة إعادة تصميم النظم التعليمية لتلبية متطلبات عصر الاقتصاد المعرفي، بدءاً من محاور المهارات والمؤهلات وصولاً إلى التنافسية والنمو الاقتصادي.
وأوصى المؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بالعمل على تشجيع السياحة في إطار مساهمتها نحو التنمية الاقتصادية والتفاهم الدولي والسلام والازدهار، بالإضافة للاحترام العالمي والالتزام بحقوق الانسان والحريات الأساسية بعيداً عن أي تمييز من أي نوع، سواء كان ذلك التمييز على أساس العرق أو لون البشرة أو النوع الاجتماعي أو اللغة أو الدين.
وأشار المؤتمرون إلى ان منظمة السياحة العالمية طورت منظومة القواعد الأخلاقية للسياحة لتكون بمثابة إطار عمل ناظم للتنمية السياحية المستدامة، داعية بذلك جميع الجهات المعنية في الوجهات السياحية إلى تطوير السياحة الأخلاقية بناءً على أسس تحمُّل المسؤولية والاستدامة وجعل السياحة حقاً عالمياً للجميع. وحث المؤتمرون على إلتزام القطاع الخاص بمنظومة القواعد الأخلاقية السياحية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية الذي يمثل إعلاناً عاماً بالنيابة عن قطاع السياحة أو جمعيات السياحة.
واعتبر المؤتمر أن الالتزام ودمج مبادئ منظومة القواعد الأخلاقية في سياسات الحوكمة المؤسسية كجزء لا يتجزأ يمثل تعهداً رسمياً باحترام مجموعة من المبادئ الأساسية، والتي لا تقتصر فقط على التنمية السياحية المستدامة بل تركز أيضاً على ما هو أهم من ذلك وهي التنمية السياحية المسؤولة، مشددا على احترام حقوق الانسان ومكافحة استغلال الأشخاص والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى احترام حقوق المجتمعات المحلية وحقوق العمّال.
القواعد الأخلاقية السياحة
ويعد هذا الالتزام أيضاً بمثابة أداة مساعدة لنشر والترويج لمنظومة القواعد الأخلاقية السياحة في أوساط الشركاء المعنيين ومقدمي الخدمات والعملاء والموظفين والمساهمين.
وفقاً لقرار الهيئة العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، سمي العام 2017 بالسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية. إن من شأن هذا القرار أن يتيح فرصة فريدة لرفع الوعي في أوساط الجهات المعنية العامة والخاصة بمساهمة التنمية السياحية المستدامة، وفي نفس الوقت توفير الفرصة لحشد طاقاتهم للعمل معاً نحو جعل السياحة مدخلاً لإحداث تغيير إيجابي، وخصوصاً في المجالات المختلفة.
ويهدف المؤتمر الذي عقدت أعماله في عمان الى تحقيق فهم واضح ورؤية مشتركة حول مقاربة تكاملية لصنع السياسات والإطار التشريعي والحوكمة في الوجهات السياحية الحضرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وتعزيز الشفافية والمعرفة والمهنية والإنتاجية، وتحسين البنية التحتية والاتصال والارتباط والابتكار واستخدام التكنولوجيا لتحقيق التنافسية في مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنظومة القواعد الأخلاقية السياحية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، والتي تمثل إطاراً شاملاً ناظماً للوصول إلى سياحة مسؤولة ومستدامة من أجل تحقيق التنمية في الوجهات السياحية.