Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الغردقة وذكريات مسيرتها.. نحو العالمية السياحية بقلم. جلال دويدار

 

 

بقلم :جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

لم أكن أتصور ما وصلت إليه مدينة الغردقة عاصمة البحر الاحمر من عمار سياحي وإسكاني وسكاني. ما أدهشني أنني كنت شاهدا علي أولي خطوات مسيرة  هذه المدينة والمحافظة للانطلاق نحو العالمية في عالم السياحة. كان وراء بداية هذه الانطلاقة الراحل العظيم الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الاعلام والسياحة الأسبق عندما أقام فندقا علي أعلي مستوي أسند إدارته إلي شيراتون العالمية. كما تم أيضا في هذه الفترة إقامة قرية مجاويش التابعة لشركة مصر للسياحة حيث كانت تمثل حدثا بالنسبة للسياحة المصرية.. صناعة الأمل.

 

لم تكن في الغردقة قبل ذلك في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي سوي الشاليهات التابعة للمحافظة وقرية الجفتون. هذه القرية بناها الخبير السياحي والفندقي المحمدي حويدق عاشق البحر الأحمر.

 

> > >

في هذه الفترة كان من حظ محافظة البحر الأحمر أن يُسند للفريق يوسف عفيفي منصب محافظها. إنعكس حماسه وديناميكيته في تشجيع الاستثمار لبناء الفنادق. تطلب منه هذا التوجه الإيجابي أن يبذل جهودا جبارة مع أجهزة الحكومة في القاهرة للارتفاع بمستوي المرافق بما يتناسب مع  تباشير هذا المد السياحي. هذه الجهود كان محورها مبادرة السادات صاحب الرؤية البعيدة. قامت الغردقة بتنشيط حركة السياحة الشاطئية لتصبح بذلك درة السياحة المصرية. كان لهذه المدينة الرائعة السبق في اللحاق بركب جذب السياحة الخارجية والتي تعد عاملا مهما للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

جاء كل هذا قبل النهضة الشاملة التي شهدتها شرم الشيخ في جنوب سيناء في أعقاب إنتصار أكتوبر ٧٣. وضع لبنات التعمير السياحي وزير السياحة الأسبق فؤاد سلطان إبان فترة حكم الرئيس مبارك. أصبح لمصر مقصدان سياحيان عالميان علي البحر الأحمر. لم يكن أحد يتوقع أو يدرك أن نجاح هذين المقصدين سيحققان لموازنة الدولة النقدية حوالي تسعة مليارات دولار وفقا لاحصائية الذروة السياحية لمصر عام ٢٠١٠ قبل ثورة ٢٥ يناير.

 

> > >

بعد ما يقرب من حوالي عشرة أعوام من الانقطاع أتيحت لي الفرصة لزيارة الغردقة هذا الاسبوع لقضاء أجازة قصيرة. هذه الاجازة كانت وراء العودة بالذاكرة إلي أيام لا تنسي من تاريخ نهضتها.

 

ما  يجب أن يقال وفي ظل ما أصبحت عليه الغردقة أنه كان من حظها مرة أخري أن يتولي شئونها محافظها الحالي اللواء أحمد عبدالله الذي يطول الحديث عن حماسه وتشجيعه للسياحة والتعمير.  إنه وفي إطار هذا الاهتمام إمتد نشاطه ليشمل القيام بجولات في الدول السياحية من أجل التسويق والترويج للبحر الأحمر بشكل خاص والسياحة في مصر بشكل عام. إن استراتيجيته اعتمدت علي الفكر الخلاق الذي كان وراء التطور الذي شهدته المحافظة.

 

إن ما أسعدني جدا أن أري الشوارع والفنادق تعج بالسياح القادمين من ألمانيا وسويسرا وإيطاليا وأوكرانيا وكذلك من اليابان والصين. ميناء الغردقة أصبح وسيلة لنقل جانب من هؤلاء السياح عبر البحر الأحمر إلي شرم الشيخ التي مازالت تعاني تداعيات الحظر الروسي والبريطاني حتي الآن.

 

الحقيقة ودون أي تجاوز أو محاباة أستطيع أن أقول أن الغردقة وكل منطقة البحر الاحمر حتي نهاية حزامها السيادي في مرسي علم.. أصبحت »شكل ثاني» بما يحمله هذا الوصف من معني جميل ومتفائل.. يجعلها تحظي بكل جدارة صفة العالمية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله