المسلة السياحية
القاهرة – المحرر الاثرى – أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن نداء إمام وشيخ جامع الدسوقى بحلوان الشيخ طه رفعت فى المنطقة التى وقع بها الهجوم الإرهابى على كنيسة القديس مار مينا العجائبى بحلوان للمسلمين بالتوجه لحماية الكنيسة والأخوة المسيحيين داخلها ،يؤكد قيم وتعاليم الإسلام التى تجلت بعد فتح مصر مباشرة حين أعطى عمرو بن العاص رضى الله عنه المسيحيين أمانًا جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص ) وكان دائما يوصى فى خطبه المسلمين بمراعاة الأقباط نوالمحافظة على حسن جوارهم قائلًا لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرًا).
عودة البطريرك فى عهد عمرو بن العاص
ويضيف الدكتور ريحان أن “عمرو بن العاص” رضى الله عنه أرسل لبطريرك الأقباط اليعاقبة بنيامين (609- 648م) الذى كان هاربًا من الحاكم البيزنطى قيرس ،وبعث عمرو بن العاص برسالة إلى سائر البلاد المصرية يقول (فليظهر البطريرك بنيامين مطمئنًا على نفسه ،وعلى طائفة القبط جميعهم التى بالديار المصرية، وغيرها آمنين على أنفسهم من كل مكروه ) وعاد البطريرك وأكرمه عمرو بن العاص وأمر له أن يتسلم الكنائس وأملاكها ، ولقد ساعد عمرو بن العاص المصريين فى بناء الكنائس وترميمها التى تهدمت إبان حكم البيزنطيين، ولم تتدخل الحكومات الإسلامية المتتابعة فى الشعائر الدينية عند أهل الذمة، وكان الأمراء والخلفاء يحضرون مواكبهم وأعيادهم وكان أبناء مصر من المسلمين يشتركوا مع الأقباط فى هذه الاحتفالات .
بناء الكنائس فى العهد الاسلامى
ويوضح الدكتور ريحان أن الكنائس والأديرة بنيت فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد 47-68 هـ ،وحتى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى وصل عدد كنائس مصر وأديرتها إلى 2084كنيسة ، 834 دير أن كل دير يحوى عددًا من الكنائس قد تزيد على عشرة كنائس ،وأن التسامح الدينى الذى قام فى العصر الإسلامى لم تكن تعرفه أوروبا فى العصور الوسطى بل أنها لم تعرفه إلاّ بعد الثورة الفرنسية …
نداء الإمام من تعاليم الإسلام
ويتابع الدكتور ريحان بأن نداء إمام جامع الدسوقى جاء من تعاليم الإسلام فى الآية الكريمة التى تدعو إلى مجاهدة المشركين حتى لا يعتدوا على أهل الملل المختلفة فيهدموا أماكن عبادتهم ، بسم الله الرحمن الرحيم }الذين أخرجوا من ديارهم بغبر حق إلّا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز{ سورة الحج 40 .
الصوامع فى القرآن
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الصوامع فى الآية الكريمة جمع صومعة وهى قلاّية الراهب، والبيع جمع بيعة وهى كنيسة المسيحيين، والصلوات جمع صلوتا وهى كنائس اليهود، والمساجد أماكن العبادة للمسلمين .
حفظ الأيقونات المسيحية
ويتابع الدكتور ريحان بأن الحقائق الأثرية التى تتكتشف يومًا بعد يوم تؤكد أن المقدسات المسيحية كانت آمنة فى مصر ،ومنها الأيقونات وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة، وقد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى العالم المسيحى وأوروبا فى الفترة من 726 إلى 843م، وحميت أيقونات مصر لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوروبا، وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات المسيحية من خارج مصر إلى دير سانت كاترين، حيث أن عددًا كبيرًا من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى فى ذلك الوقت…
حماية طريق الرحلة المقدسة
كما حرص المسلمون على إنعاش وحماية طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين بسيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق، وهناك كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية ،وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريح الكنيسة إلى القرن السادس الميلادى ،واكتشاف كهف مسيحى يعود للقرن الرابع الميلادى فى الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء طريق صدر- أيلة.