من باب الافتراء
بقلم : أشرف الجداوى
كالعادة التكهنات بدأت فور توارد نبأ مازال فى رحم الغيب .. ولم يتأكد بالمرة ان السياحة المصرية سوف يطالها نيران التغيير الوزارى المرتقب وسبحانه من” يغير ولايتغير” .. وواقع الحال حتى لحظة كتابة هذا السطور .. ان بعض رجال قطاع الاعمال انتشوا دون خمر “لاسمح الله ” وشاهدتم متصفحا فقط دون مشاركة كعادتى خلال ال 24 ساعة الماضية على المجاميع السياحية الكثيرة على شبكات التواصل الاجتماعى ما بين “الفيس بوك ،والاخت غير الشقيقة الصغيرة ” تويتر ” يتبادلون التهانى الحارة بالتغيير المفاجئ للوزير الذى فى اعتقادى الشخصى ولدى أسبابى التى اوضحتها سلفا فى اكثر من مقال “وزير سئ الحظ .. ثقيل الظل” على قطاع الجميع فيه بلا استثناء يتوهم القدرة على ادارة صناعة السياحة المصرية بأصابع يده ، والقدرة النووية على جلب السياح مرة اخرى غضون اسابيع قليلة من فوزه بالمنصب الوزارى لو اصابه الدور ” الكل خبراء والكل قادر على ادارة المنظومة السياحية ، وما ينقصهم سوى حلف اليمين امام رئيس البلاد ، والتموضع بكل كبرياء فى الكنبة الخلفية للسيارة السوداء المحصنة ضد الرصاص ، واخيرا معاينة كشك الحراسة الامنية امام منزله العامر .. ولله فى خلقه شؤون..!
ولكن سرعان ما تبدد وهم الخلاص من الوزير الحالى ، وانتبهوا من سكرتهم على سؤال مهم “ترى من سيخلفه وعلى من تقع القرعة التى تدار بواسطة كبار رجال الدولة المصرية “حكومة ونواب ” هذه المرة للاستوزار المفاجئ ، ونعود مرة اخرى للمربع صفر فى شأن السياحة المصرية واحوالها وايامها التى تلونت بالوان اخرى بخلاف اللون الابيض بطبيعة الحال .
وتشتعل وتزداد سخونة شبكات التواصل الاجتماعى بالشائعات التى يروج لها بعض من يعتقدون انهم العارفون ببواطن الامور وما من شاردة ولا واردة فى الدولة المصرية ،الا وهم على “علما لدنى” بها ..!
ولاننسى للامانة المهنية ان الصحف الالكترونية وبوابات الاخبار التى انتشرت كالنار فى الهشيم فى الفترة الاخيرة فى بر مصر،ساهمت بشكل واسع فى ترقية بعض تلك الشائعات لدرجة تقترب من اليقين ، وبعضها الاخر ساهم بشكل حصرى فى اختيار اسماء بعينها للاستوزار فى الفترة العصيبة القادمة فى ظل حالة انعدام المعلومات عن صحة رئيس الوزارء الحالى بعد رحلة علاج بالخارج .. وأستار الصمت الكثيفة غير المحمود التى تلف ديوان مجلس الوزراء … وكانه من العيب ان يمرض دولة رئيس وزراء مصر ، ولكنها العادة التى جبلنا عليها منذ زمن الفراعنة ..!
ويزداد الموقف سخونة على اهل الشارع السياحى وسط حالة ضبابية من عدم اليقين ،ويلوح فى الافق الضيق امامهم “اسما ” بعينه حسبما تردد فى بورصة الشائعات وتروح السكرة وتأتى الفكرة ، ويسأل تيار محبى التغيير الحتمى فى القطاع السياحى من هى تلك السيدة التى يتردد اسمها بقوة لتقود سفينة صناعة السياحة المصرية فى تلك الاوقات الحرجة ، وفضاء السياحة لايزال مسكونا بالازمات وبالامال بنسبة تقل عن الواحد الصحيح ..اذ انه مازالت الحركة وارقامها بعيدة كل البعد عن ارقام عام 2010 ،والدخل القومى من السياحة لم يرقى بعد لطموحنا ، وغير مأمول فى المستقبل القريب ان تطابق ارقامه ارقام سنة الاساس ..!
ازمات حادة لم تحل ولاتوجد ثمة بادرة لحلها قريبا ،لعل اقربها الى الذهن الان انتخابات الغرف السياحية والطعون المثيرة للجدل واحكام القضاء الادارى المتلاحقة نتيجة لفساد اللوائح المعمول بها ،وكم الثغرات القانونى التى تؤدى الى بطلان الانتخابات .. مرة تلو الاخرى استنادا على احكام قضائية صحيحة .. وتزداد الهوة وتتسع وتتعمق ازمة التواصل بين الوزارة وقطاع الاعمال السياحى .. وينشغل الجميع بالصراع الازلى ،ولتذهب السياحة ومقدرات دولة سياحية بحجم مصر، وكل هذا الثراء والزخم الثقافى والتاريخى الحضارى الى الجحيم لانه ببساطة وكما قالها سياسى مصرى قديم ” اتفق العرب على الا يتفقوا” ، كذلك الحال فى منظومة السياحة المصرية “اتفق الجميع “وزارة وقطاع اعمال على الا يتفقوا..!
وعود على ذى بدء وحول هذا الاسم المرشح بقوة فى حال مغادرة الوزير الحالى للوزارة .. واختيارها للاستوزار .. وهى من هى سيرة ذاتية مشرفة وثرية بالخبرات الاقتصادية والمعرفية المتراكمة كما ورد على العديد من البوابات الاخبارية خلال ال 24 ساعة الماضية .. وشهادات دولية ،وجوائز عالمية فى مجالها “المال والاقتصاد ” ، وايضا هى بحكم منصبها الحالى بالبنك المركزى تدير السياسة النقدية لمصر ،وتقوم بتطوير استراتيجية السياسة النقدية ضمن برنامج الاصلاح المصرفى ، وتتولى ايضا تنسيق العلاقة بين البنك المركزى وصندوق النقد ومؤسسات التقييم والتصنيف الائتمانى ،ومسئوليات اخرى عديدة .. جميل ورائع ويصب فى “مصلحة الوطن ” بمنظور اشمل واعمق .
ولكن مع كامل الاحترام للخبيرة الاقتصادية التى لم أشرف باللقاء معها فى محافل ومنتديات اقتصادية مصرية ودولية شاركت فيها بحكم عملى كصحفى طوال السنوات السابقة .. تبرز عدة تساؤلات ظنى انها مشروعة،فما هى خطوط التماس بين عملها وقطاع السياحة المنكوب طوال 7 سنوات الماضية ..؟!
ومازالت عندى رأي ان صناعة السياحة بحاجة لخبير سياحى مهنى لديه مفاتيح الصناعة وعلومها الدقيقة واسرارها ..؟ّ ! لقد انتهى عصر الوزير “المظلى ” وولى تماما ولايوجد له معنى على الاطلاق ان يتم الاختيار الفوقى للاسماء المرشحة لقطاع شديد الخصوصية على مستوى العالم المتحضر كما نشاهد ونتابع ونرصد يوميا .. السياحة صناعة وعلوم وتخصص دقيق وخبرة متراكمة …
واعود واسأل متى نتخلص من تلك الافة الازلية “الاختيار الفوقى السرى ” .. واعنى هنا بالسرية التى تحيط بالترشيحات الوزارية ،وكأننا ليس من ابسط حقوقنا وحق قطاع اعمال مهم كان ينافس على قمة الهرم للدخل المصرى من العملات الصعبة ان يستشار فى من يقود مراكب تلك الصناعة التى مازالت تصارع الغرق فى بحر الهلاك والظلمات ،ويحدوهم الامل “اولئك الباقين على قيد الحياة منهم ” فى الوصول لشاطئ النجاة ..عله ان يكون قريب كما نتصور او نحلم بعد ما بدأت خيوط الازمة فى الحلحلة بعد تحركات تنشيطية وترويجية على استحياء فى الفترة الاخيرة ، وانفراج أزمة الطيران الروسى الى مصر غضون فبراير القادم ..!
فهل من مجيب على التساؤلات المشروعة تلك واعود واذكر ” فأن الذكرى تنفع المؤمنين ” لماذا الخبيرة الاقتصادية للسياحة الان ..هل السياحة بحاجة لاقتصادى ام لخبير مهنى محترف نابه ..افيدوني ما افادكم الله..!