المسلة السياحية
بقلم : د.عصام الطابوني
تتعاقب السنين وتمر العقود و القرون ، تنهض حضارات وتزول أخرى وتبقى الحيــاة مدرسة .
ويبقى هنالك أشخاص يعبرون رحلة الحياة بكل إباء ، و يأبون أن يكون مرورهم عادياً . بناة الحضارة و المحافظين على التراث .
هؤلاء الأشخاص الغير عاديون هم جسور واصلة وأرواح تمد مشاعل الخير و حضارة الانسان من جيل الى جيل .
أقف اليوم بأسمي وبأسم ادارة و منتسبي جمعية السياحة الجديدة ، وكل خبراء السياحة و الثقافة والأثار الأجلاء .لأتحدث عن هامة عالية رحلت عنا : الحاج علي حريبش ، بعدما إمتزجت روحه وذابت مودة و ود، ليمكث في أديم ليبيا الحضارة و أطلال مدينة لبدة الكبرى الآثرية ، التي طالما أحبها وأخلص لها .
غادرنا الحاج علي حريبش الذي كان مثال لاجتماع الإرادة و الكفاح و الاستمرار والمثابرة في سبيل الحفاظ على إرث إنساني رفيع ، غادر الحياة جسده وان روحه و ذكراه الكريمة العطرة فلقد اندمجت بثرى لبدة و أديمها و أثارها الخالدة .
ان الأعوام السبعة التي حمى فيها فقيدنا بجسده و روحه ميراثنا الكبير في مدينة لبدة الكبرى الآثرية ، بصبر وكفاح وسهر، لهو قيمة كبرى و أثر من الطراز الرفيع يحتدى.
أختم تقبل الله فقيد ليبيا و الحضارة و الانسانية بوافر الرحمة و المغفرة و احسن الله مقامه في جنان الخلد ان شاء الله .
د. عصام علي عبد الرحيم الطابوني
سفير السياحة العربية 16
طرابلس – ليبيا