الشارقة …. حقق مطار الشارقة الدولي معدلات نمو غير مسبوقة في أعداد المسافرين العام الماضي تجاوزت 10 ملايين مسافر، بزيادة قدرها 5,5% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2014، ما يضع المطار أمام تحديات مرحلة جديدة تتطلب وضع خطة استراتيجية تتماشى مع زيادة أعداد المسافرين وحركة الطائرات والشحن. وعن خطة تنمية المطار، قال علي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة في حوار مع «الاتحاد»، إن «هيئة المطار وضعت دراسة وخطة مستقبلية شاملة لتطوير وتلبية احتياجات مطار الشارقة الدولي حتى عام 2035». وأضاف أن «الخطة تشمل المباني والأراضي وساحات الطائرات، ويتم حالياً الانتهاء من تفاصيلها الأخيرة، وسيتم إعلانها قريباً»، في إطار سعي الهيئة لمواكبة النمو المستمر في أعداد المسافرين وحركة الطائرات وحجم الشحن الجوي.
وسجلت حركة الطائرات المنتظمة وغير المنتظمة خلال 2015 نحو 71,426 رحلة بزيادة قدرها 1,23% عن الفترة نفسها من عام 2014 (70,559 رحلة)، فيما سجل حجم مناولة الشحن خلال الفترة نفسها من العام الماضي نحو 240 ألف طن، ومناولة الشحن البحري-الجوي نحو 19 ألف طن. وقال المدفع إن توسع الناقلات العاملة في المطار، مثل «العربية للطيران»، التي تطير إلى وجهات جديدة سنويا، يضعنا أمام تحد لتقديم الأفضل لشركات النقل الجوي، للاستفادة من الفرص المحتملة للدولة عامة والشارقة خاصة، حيث تعد بوابة مطار الشارقة أحد روافد التنمية الاقتصادية للدولة. وأضاف أن عدد المسافرين الذين تنقلهم شركة «العربية للطيران»، يشكل 65% من إجمالي عدد المسافرين عبر مطار الإمارة، مشيرا إلى أن «العربية للطيران»، التي تتخذ من الشارقة مقرا لعملياتها، هي أكبر شركة طيران اقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن أبرز الناقلات العاملة في مطار الإمارة.
وحول مشروعات تطوير المطار، أشار المدفع إلى افتتاح مدرج جديد يبلغ طوله 4060 مترا وعرضه 60 مترا، بتكلفة 500 مليون درهم. وتم تجهيز المطار بأنظمة ملاحة جوية وإضاءة وأعمال إلكتروميكانيكية تتناسب مع مستويات التشغيل بكفاءة. فيما تم تصميم المدرج لهبوط الطائرات الكبيرة وللأجيال الجديدة من الطائرات مثل بوينج 747-800، وإيرباص A380، وطائرات الشحن العملاقة AN124 وAN225 كما تم تزويد المدرج الجديد بأجهزة حديثة تمكن الطائرات من استخدامه حتى في أصعب الظروف المناخية، وهذه ميزة تسهم في عدم تأخير الرحلات أو إلغائها، وتمنح الشركات الثقة بالخدمات التي يقدمها المطار لهم.
كما نفذ المطار عدداً من المشروعات التطويرية لتلبية المتطلبات المتزايدة لقطاع الشحن الجوي، من أبرزها، تشغيل 20 منصة جديدة لمناولة شاحنات البضائع بطول 20 قدما لكل منها، ورافعات ومعدات تحميل لتفريغ وتحميل الشاحنات الصغيرة بالبضائع والشحنات عند المنصات، إضافة إلى وحدة تخزين المنتجات الدوائية.
وفيما يخص الشحن والمناولة التي تم تسجيلها سواء الجوي أو البحري وشركات الطيران التي تتخذ من مطار الشارقة مقرا لها، أشار المدفع إلى أن حجم مناولة الشحن في مطار الشارقة سجل بنهاية العام الماضي نحو 214 ألف طن، كما يقدم مركز الشحن خدماته لأكثر من 9 ناقلات جوية تعمل ضمن رحلات منتظمة منها لوفتهانزا للشحن والخطوط الجوية السنغافورية للشحن ومصر للطيران الشحن الجوي وكارجو لوكس والسعودية للشحن الجوي وغيرها، إضافة إلى 155 شركة شحن تقدم خدمات نقل غير منتظمة.
ويوفر المطار خدماته للعملاء عبر نظام النافذة الواحدة تعمل على مدار24 ساعة، كما يمكن إيصال الواردات المستعجلة خلال 90 دقيقة من وصول الطائرة إلى المطار. وتم اعتماد نظام جديد لإبلاغ العملاء عن وصول شحناتهم عبر الفاكس والرسائل النصية القصيرة بالهاتف المحمول. وأسهم نظام تطبيق علامات شركات الطيران في زيادة فعالية قبول ونقل الشحنات.
وحول الإنجازات العالمية التي حازها مطار الشارقة، أوضح المدفع لـ الاتحاد حصول مطار الشارقة الدولي على اعتماد الانبعاثات الكربونية للمطارات Airport Carbon Accreditation) ACA) من مجلس المطارات العالمي Airport Council International)ACI)، ليصبح ثاني مطار معتمد في المنطقة. وجاء هذا الإنجاز في إطار التزام المطار بالمعايير الواردة في شهادة الجودة في إدارة البيئةISO14001 ويسعى أيضا إلى تطوير الجودة في إجراءات الصحة والسلامة العامة كما في ISO 18001. وحصل المطار على الاعتماد عن طريق تحديد وقياس مصادر الانبعاثات ضمن العمليات التشغيلية المباشرة في المطار والتي يمكن التحكم بها وتشمل الانبعاثات من حركة المعدات الأرضية واستخدام الكهرباء وذلك وفقاً للمعايير التي نص عليها بروتوكول الغازات الدفيئة.
وأشار المدفع إلى أن مطار الشارقة يحرص أيضاً على المشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية المختصة بالطيران والشحن الجوي، وفقا لاستراتيجية إمارة الشارقة وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الإمارة، وهو أحد أسباب زيادة أعداد المسافرين من وإلى الشارقة. وأكد حرص مطار الشارقة على توثيق علاقاته مع كل العملاء من مختلف دول العالم، موضحا أن أهم الأسواق بالنسبة لمطار الشارقة هي ألمانيا وروسيا بريطانيا وسنغافورة، وكذلك سوقي أفريقيا والشرق الأوسط.
15 دقيقة
أصبح إنهاء كل الإجراءات حتى الصعود إلى متن الطائرة في مطار الشارقة يستغرق 15 دقيقة فقط، بعد أن افتتح صالة خاصة لتقديم كل الخدمات المتعلقة بالطيران الخاص وطائرات رجال الأعمال لتعزيز مكانة المطار العالمية. وحول تطوير المنطقة الحرة، أشار المدفع إلى أن مساحة التجزئة الخاصة بالسوق الحرة تبلغ 20 ألف قدم مربعة، وموزعة على العديد من الصالات والردهات التي يمكن الوصول إليها بكل سهولة سواء من صالة المغادرين أو القادمين، وتضم أكثر من 16 ألف منتج لأشهر الماركات العالمية. وقد تمت زيادة مساحات إضافية من السوق الحرة لخدمة الركاب القادمين عند منطقة استلام الأمتعة، إضافة إلى التواجد في عدد من بوابات المغادرين لخدمة كل المسافرين.