الدوحة ….. أكد خبراء بقطاع السفر والسياحة بالدولة وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار التذاكر في الفترة الأخيرة وذلك لعوامل عديدة أهمها نمو الطلب على السفر خلال الموسم الحالي، إضافة إلى بدء الحجوزات لإجازات الصيف سواء من قبل المقيمين الذين يسافرون إلى بلادهم لقضاء الإجازة السنوية وسط ذويهم أو المواطنين الذين يتجهون إلى وجهات مختلفة صيفاً.
وتلقى الوطن الاقتصادي على مدار الأسابيع الأخيرة الكثير من الشكاوى سواء من مواطنين أو مقيمين بعدم قدرتهم على الحصول على تذاكر طيران للسفر إلى الخارج، سواء للسياحة أو لقضاء إجازاتهم السنوية في بلادهم بالنسبة للمقيمين، وأكدوا أنه لا توجد حجوزات حتى يونيو ويوليو المقبلين، مما وضعهم في حيرة من أمرهم، الأمر الذي أربك حساباتهم رأسا على عقب. ولجأ الكثير منهم إلى تعديل مواعيد إجازاتهم.
وأشار المتحدثون في تحقيق لـ الوطن الاقتصادي إلى نمو في الحجوزات وهو نمو ملحوظ ولكنه غير نهائي بسبب استمرار الطلب على التذاكر لفترة الصيف، وخصوصاً أن العديد من المسافرين يحجزون في اللحظات الأخيرة، متوقعين إقبالاً كثيفاً هذا الصيف بعد مرور عام على الحصار والذي أدى إلى عزوف الأغلبية عن السفر العام الماضي وإلغاء حجوزاتهم.
وفي ما يتعلق بالوجهات الأكثر طلباً، فقد أكدوا أن وجهات مثل لندن وتركيا تأتي في المرتبة الأولى، تليها وجهات مستكشفة في شرق أوروبا مثل أذربيجان، جورجيا، البوسنة والهرسك حيث تعتبر مثالية لقضاء إجازة طويلة للأسر القطرية بشكل خاص، هذا بالإضافة إلى دول آسيوية مثل تايلاند والتي تستقبل سنوياً أعداداً مرتفعة من السياح القادمين من قطر.
ارتفاع إيجابي
و أكد أيمن القدوة، مدير عام سفريات الصقر، وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار تذاكر الطيران، واصفاً ذلك بالأمر البديهي في ظل ارتفاع النمو في المبيعات بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 % في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مؤكداً أن عودة الحياة إلى مجاريها ورغبة الناس بالسفر مجدداً كما هي العادة، ساهم في نمو الطلب وبالتالي رفع الأسعار واصفاً إياه بالمنطقي والمقبول والذي يعكس واقعاً إيجابياً في البلاد لسوق السفر والطيران.
وأشار القدوة إلى أن السياسة الحكيمة التي انتهجتها دولة قطر في تحدي الحصار ساهمت في التغلب على أي نتائج كانت متوقعة في بداية الأحداث مثل خسائر عالية لمكاتب السفر ولشركات الطيران وعلى رأسها القطرية، نتيجة انخفاض الإقبال على الحجوزات وخصوصاً إلى وجهات سياحية لقضاء الإجازات، أو الطيران لمسافات أطول بعد إغلاق دول الحصار لأجوائها أمام الطيران القطري، مؤكداً أنه بعد مرور عام على الحصار فإن النتائج التي ظهرت في الفترة التي تلته قد تلاشت تدريجياً وعادت حركة السفر إلى طبيعتها المعهودة. بل على العكس قام الناقل الوطني «القطرية» بتدشين خطوط ووجهات جديدة رائعة.
وأضاف القدوة أنه من أهم العناصر التي ساهمت في نمو الطلب وارتفاع الحجوزات هو عملية التوسع التي تقوم بها الخطوط الجوية القطرية نحو وجهات جديدة مختلفة حول العالم، حيث يوفر ذلك خطوطاً مباشرة تشجع المزيد من المسافرين على التوجه إلى بلدان جديدة وخصوصاً مع تميز القطريين بشكل خاص بعشق السفر والترحال والرغبة في استكشاف جزر ومدن لم يزوروها من قبل.
ولفت إلى أن أكثر الوجهات التي تشهد نمواً في الحجوزات وبالتالي ارتفاعاً في أسعار التذاكر هي الوجهات القريبة مثل الكويت وعمان ووجهات مستكشفة حديثاً في أوروبا الشرقية إضافة إلى مدينة لندن والتي تستمر في جذب أعداد كبيرة من القطريين كأفراد وأسر.
وأوضح أن دولة الكويت تشهد نمواً في نسبة الحجوزات يصل إلى مائة بالمائة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، حيث ارتفع الطلب عليها خصوصاً بعد الحصار لكونها وجهة قريبة وملائمة للإجازات القصيرة في عطل نهاية الأسبوع، مشيراً إلى أن ارتفاع الطلب على هذه الوجهة أدى بدوره إلى ارتفاع التذاكر حيث يصل سعر التذكرة تقريباً إلى نحو «3» آلاف ريال تقريباً، وهو مبلغ مضاعف عن المبلغ الأساسي قبل الحصار، مضيفاً أن من أهم أهداف زيارة الكويت التسوق حيث باتت من الأسواق الرائدة في المنطقة نظراً لتنوع المنتجات والأسعار المقبولة، هذا بالإضافة إلى الزيارات العائلية التي يقوم بها القطريون بشكل دائم إلى أهاليهم في الكويت.
وذكر أيضاً أهمية سلطنة عمان كوجهة مفضلة حيث توفر خيارات ترفيهية مهمة مشيراً إلى أن نسبة نمو الحجوزات إلى عُمان وصل إلى 50 % في الأشهر الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مضيفاً أن مدينة لندن تعتبر دون شك من الوجهات الأكثر طلباً والتي لم تتأثر بأي حصار حيث يرتفع الطلب عليها بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى وجهات أخرى في أوروبا الغربية والشرقية.
وجهات جديدة
بدوره، أكد سامر ماضي، مدير عام سفريات (أويتك- الدوحة) وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار التذاكر ناجم عن نمو الطلب نحو وجهات معروفة وأخرى مستكشفة وذلك من قبل المقيمين والمواطنين، حيث تبدأ الحجوزات والترتيبات لإجازات الصيف وإجازات المدارس منذ اليوم، منوّها إلى أن نسبة ارتفاع الأسعار تتراوح ما بين 10 إلى 30 % وذلك وفقاً لطبيعة الوجهة، لافتاً إلى أن الخطوط القطرية تستحوذ على النسبة الأكبر من الحجوزات هذا العام إضافة إلى شركات طيران أخرى نشطت أكثر في السوق القطري بعد الحصار مثل الكويتية والعمانية وطيران الشرق الأوسط وغيرها.
وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالحجوزات الخاصة بالوافدين فهي تشهد ارتفاعاً هذه الآونة وذلك حسب جنسية الوافد مثل لبنان، الأردن، ودول شرق آسيا كالهند والفلبين وغيرها، أما في ما يتعلق بإجازات القطريين الصيفية فإن الحجوزات بدأت ولكن بوتيرة ضعيفة وذلك بسبب وجود ثقافة الحجز في اللحظة الأخيرة حيث يقوم الأغلبية بالحجز قبل السفر بشهر على الأكثر أو حتى قبل أسبوع وأحياناً في اليومين الأخيرين.
ولفت ماضي إلى أن ارتفاع الأسعار يأتي بسبب وجود شركات طيران محددة في السوق القطري وبالتالي فهي تفرض أسعاراً أعلى لعدم توفر خيارات متنوعة أمام المسافر مما رفع تلقائياً الأسعار.
وذكر ماضي أهم الوجهات التي يرتفع الطلب عليها هذا العام، لقضاء إجازة الصيف، وهي تايلاند، ماليزيا، هذا بالإضافة إلى دول في شرق أوروبا والتي تعتبر وجهات مستكشفة حديثاً بالنسبة للسوق المحلي مثل أذربيجان، جورجيا، البوسنة والهرسك وغيرها حيث تشهد هذه الوجهات إقبالاً لافتاً تحديداً من الأسر القطرية التي تسافر إليها بهدف قضاء إجازة الصيف مع ما توفره من مناظر طبيعية خلابة وهدوء وأجواء مناسبة تليق بالأسر.
وأشار مدير عام سفريات اويتك إلى دولة تركيا كوجهة تشهد إقبالاً مرتفعاً سواء في الموسم الشتوي أو في مواسم الصيف وإجازات المدارس مؤكداً أن الحجوزات إلى تركيا بدأت بالارتفاع منذ ديسمبر الماضي وحتى اليوم، وتعتبر من الوجهات المطلوبة بشدة للقطريين، وخصوصاً إسطنبول وبورصة اللتين تجذبان السياح بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى وجهات أخرى مثل انطاليا وبودروم وغيرها، لافتاً إلى أن تركيا توفر نشاطات متنوعة من ترفيه وتسوق تلائم الأسر لذلك فإن الطلب عليها في ازدياد.
ونوّه إلى أن مكتب اويتك سيباشر بالترويج وتقديم عروض خاصة لإجازات الصيف في منتصف أبريل الحالي حيث يتوقع أن يكون هناك إقبال عالٍ هذا الصيف وخصوصاً بعد مرور سنة على الحصار الذي أثر على حجم الحجوزات العام الماضي ودفع العديد من الأسر إلى العزوف عن السفر وتفضيلهم البقاء في قطر تضامناً معها ودعماً لها.
أسعار مضاعفة
بدوره قال جهاد الأسمر، مدير عام سفريات البندري، إن ارتفاع أسعار التذاكر في الفترة الحالية ملحوظ، حيث تصل نسبته إلى 30 % تقريباً، وذلك بسبب نمو الطلب من السوق المحلي نحو وجهات متنوعة مما جعل المقاعد ممتلئة على متن الطائرات التي تنشط في السوق القطري حيث إن ارتفاع الطلب يرفع الأسعار بشكل تلقائي.
وأشار الأسمر إلى أن أسعار التذاكر على متن الرحلات اختلفت بشكل كبير عن العام السابق، فالسفر على درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى على سبيل المثال لم يكن يتجاوز في السابق الـ«10» آلاف ريال في حال كانت الوجهة فرانكفورت وميونخ على سبيل المثال، بينما اليوم أصبحت التذكرة تتجاوز الـ«16» ألف ريال إلى الوجهات نفسها، كذلك الأمر بالنسبة للتذكرة على درجة رجال الأعمال إلى الولايات المتحدة والتي وصلت إلى «23» ألف ريال بعد أن كانت لا تتجاوز 16 ألفاً، مما يؤكد وجود ارتفاع كبير ناجم عن ارتفاع الطلب حيث إن أغلبية شركات الطيران في الوقت الحالي ممتلئة ولا أماكن شاغرة فيها.
وحول أهم الوجهات المطلوبة.. قال الأسمر إن لندن وإسطنبول وبانكوك تعتبر من أكثر الوجهات التي ترتفع نسبة الحجوزات عليها خصوصاً لإجازات الصيف، فلندن معروفة بكونها وجهة رئيسية للسوق القطري، والسفر إلى إسطنبول ارتفع أكثر بعد الحصار بسبب التقارب بين البلدين والشعبين مما عزز لدى القطريين رغبة السفر إلى تركيا، إلى جانب فرص الاستثمار هناك وتملك العقار، كما تعتبر بانكوك وجهة مثالية ومفضلة لقضاء الصيف.
وأكد الأسمر أن جورجيا أيضاً تعتبر وجهة حديثة وترتفع نسبة الحجوزات إليها بما يصل إلى «30 %» مقارنة بالعام الماضي، هذا بالإضافة إلى البوسنة والهرسك التي تجذب المزيد من السياح من داخل قطر من قطريين ومقيمين، وتعتبر هاتان الوجهتان رخيصتين مقارنة بوجهات أخرى في ما يتعلق بتكاليف الإقامة ومصاريف يومية، ولكن نستثني أسعار التذاكر التي أيضاً تشهد ارتفاعاً ملحوظاً لنمو الطلب والإقبال عليها.