بغداد – فراس الكرباسي – تصوير: سيف كريم
دعا خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، فقهاء وعلماء الأمة الإسلامية إلى تأسيس فقه الوحدة الإسلامية أو فقه العلاقات الإسلامية لدراسة الموضوعات الإشكالية دراسة فقهية أمينة بلا تحيز لطرف أو تطرف، مشددا على اقامة أتحاد إسلامي حقيقي والعمل على وحدة شاملة اقتصادية أو سوق مشتركة والتعاون في جميع الأصعدة السياسية والدفاعية الداخلية والخارجية، مطالبا الشعوب الاسلامية إلى أن تترك التأييد للشخصيات الإسلامية المتصدية من دون بصيرة ونبذ الخائن الضعيف الذي لا يجرؤ على بيان الحقيقة، معتبرا ان التخلص من التطرف الارهاب ليس بيد الامريكان فهم من ساعد على ظهور الجماعات الارهابية.
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، "اود أن نتحدث عن قضية هامة من قضايا الأمة الإسلامية ألا وهي قضية التخلص من التطرف الارهاب والتقريب بين المسلمين وان السعي الدائم للكفار بأشغالنا بجدل لعله أدى إلى ظهور تمييع قيم الإسلام الحنيف وهو ما يدعو له بعض المتأثرين بتلك المساعي الخبيثة، وأما هم فقد أخذوا يتقدمون بعقد مؤتمرات سياسية واتفاقيات دولية ومناورات عسكرية بل حتى الزيارات المتكررة التي تقوم بها قوى الاستكبار للدول العربية والإسلامية لضرب الاسلام والمسلمين وعليه لابد لقادة المجتمع الاسلامي من أن يحيطوا بتحركات تلك القوى الكافرة كي يتخذوا الموقف المناسب ".
واضاف الياسري "في هذه الأيام التي يتم فيها محاربة الإرهاب وظهور نتائج الهزيمة العسكرية لداعش نسمع تحليلات وتصريحات من سياسيين ومسؤولين اميركان وغيرهم من أنه بالإمكان هزيمة داعش عسكريا وعدم القدرة على هزيمته أيديولوجيا وبين بعضهم بأنهم عجزوا عن تقويض فكر تنظيم القاعدة حتى ظهرت داعش التي تتبنى أفكارا أخطر من سابقاتها من التنظيمات الإرهابية ".
وتابع الياسري "نحن نقول أن هؤلاء (الامريكان) هم من ساعد على ظهور هذه الجماعات وتمددها بل ويقفون عائقا في بعض الأحيان دون القضاء عليها والامر الاخر انه صحيح لا يمكن القضاء على هؤلاء أيديولوجيا من قبل أمريكا وحلفائها، لكن يمكن ان يتحقق ذلك من قبل علماء الأمة الإسلامية بإرجاع هؤلاء إلى الإسلام الأصيل "، مؤكدا ان" القضاء على التطرف و الإرهاب وللتقريب بين المسلمين نحتاج إلى إصلاح البناءات المعرفية والركائز العلمية وعمليات تكوين العقل وتصنيعه بإصلاح مناهج التعليم ورفع مستوى المعاهد والمدارس الدينية، فإن معاهدنا الدينية وجامعاتنا الإسلامية وحوزاتنا العلمية مطالبة بإجراء هذه التعديلات الجدية في علمي الكلام والتأريخ والعلوم الدخيلة بالاجتهاد الفقهي ".
وبين الياسري ان "تحديات العصر التي تثقل كاهل الفقه الإسلامي صارت تتطلب اجتهادا اسلاميا لا مذهبيا فحسب وصارت الضرورات العلمية وغيرها تتطلب من الفقيه أن يكون ملما بجميع المدارس الفقهية الإسلامية ليتسنى له تكوين صورة أوضح وأنضج وفي الوقت عينه، من الضروري دراسة حدود الإسلام وما به يخرج الأنسان عنه أو يدخل فيه وان تكون دراسة علمية دقيقة محايدة تستهدف رسم المعالم العقدية والفقهية للموضوع بعيدا عن أي أحكام مسبقة أو تعصبات ضاغطة ".
ودعا الياسري "فقهاء وعلماء الأمة الإسلامية إلى تأسيس فقه الوحدة الإسلامية أو فقه العلاقات الإسلامية لدراسة الموضوعات الإشكالية دراسة فقهية أمينة بلا تحيز لطرف أو تطرف لفكرة".
واشار الياسري "لعل علماء نجد والحجاز معنيين أكثر من غيرهم لإنجاح هذا المشروع الالهي انهم إلى جوار مكة المكرمة والمدينة المنورة وهما ملتقى المسلمين في العالم، والحج حشدهم الأخوي ومظهر ارتباطهم وتآلفهم تتعالى عندهما الفروق المذهبية والعرقية والقومية الوطنية وغيرها من أنواع الفروق، ولعلنا نحتاج إلى صرف مليارات الدولارات لجمع هذا العدد – بتنوعاته – من المسلمين في مكان واحد وعلى العلماء هناك أن يعززوا روح الوحدة والتقريب وتوجيه الحجاج إلى الأخوة الاسلامية ".
وقال الياسري "أجدد قولي بأن علينا ان نلتفت بأنه ليس هناك للأعداء هدف أكثر من إثارة الاختلافات وتمزيق الصفوف والنفاذ إلى وحدة الأمة بأساليب مختلفة ونحن الآن واقعون في شراكها ولا ندري أمن إدراك لهذا أم نحن في غباء وبلادة وسذاجة فقد سلبوا منا أمننا وأماننا وطعامنا وشرابنا وعقولنا فأخذوا يحتلون البلاد الاسلامية بكل أشكال الاحتلال عسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا ".
واكد الياسري إن "من واجب المسلمين أن يبدأوا بالعمل على وحدة شاملة تعم جميع الأصعدة ومنها مضافا لما ذكرنا وحدة اقتصادية أو سوق مشتركة والتعاون في جميع الأصعدة السياسية والدفاعية الداخلية والخارجية من أجل اقامة أتحاد إسلامي حقيقي مع تقدير الظروف الدولية والبدء بالأولوية الضرورية ثم الحاجية ثم التحسينية ".
وحث الياسري كل "الشعوب الاسلامية إلى أن تترك التأييد للشخصيات الإسلامية المتصدية من دون بصيرة بل عليهم أن يلتفتوا حول العالم الحريص على وحدة الصف الأمين ونبذ الخائن الضعيف الذي لا يجرؤ على بيان الحقيقة".
وطالب الياسري "بوحدة العمل ضد العدو المشترك بمختلف الوسائل وبذل كل الطاقات والإمكانات لصد الخطر والانتصار على البغي والظلم والعدوان والسبيل المتعين أمام الأمة الإسلامية هو شيء واحد نفتقده ألا وهو وحدة العمل ووحدة التخطيط وصلابة القوة والارادة، وعزيمة الأشداء وجهاد الأقوياء الشرفاء من غير خيانة أو طعن من الخلف أو هرولة لإرضاء العدو أو مبادرة فردية للتنصل من مقتضيات العمل الواحد ".