بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
شيء إيجابي وطيب أن تُولي الدكتورة رانيا المشاط اهتمامها بدعم تواصلها وعلاقتها بسفراء الدول النشطة سياحيا والتي يمكن أن تضيف المزيد إلي حركة السياحة الوافدة إلي مصر. لا جدال أن الهدف هو اقناع واستمالة هؤلاء السفراء بأن تتضمن تقاريرهم لبلادهم توافر الأمن والأمان في مصر. هذه التقارير تعد من العوامل المهمة لتشجيع وتحفيز سياح بلادهم. يأتي ذلك متجاوبا مع اهتمامهم بإمكانات مصر السياحية الشاطئية والتراثية والتاريخية.
لا جدال أن إقدامها علي لقاء هؤلاء السفراء نابع من الآمال المعقودة فيما يمثله سياحهم من تعظيم اختيار مصر لرحلاتهم. في هذا الشأن شمل برنامج المقابلات سفراء كلٍ من إيطاليا وإسبانيا واستراليا تطلعا الي ايجابية مساهمة دولهم في تحقيق المزيد من التعافي للسياحة المصرية. إن علاقات الصداقة والتعاون والتبادل التجاري التي تربطنا بهذه الدول يمكن أن تكون حافزا لدعم العلاقات السياحية.
التفكير والاقدام علي هذه المقابلات جري باعتبار أن أهم ما يربط الدول هو المصالح المشتركة المتبادلة التي دائما ما تكون بابا لكل أنواع التعاون الأخري وفي مقدمتها السياحة. تواصلا مع هذه السياسة فإنه من المتوقع أن يشمل برنامج هذه اللقاءات بعض سفراء الدول الذين يعد سياحهم زبائن دائمين للسياحة المصرية.
> > >
حول اللقاءات التي أجرتها وزيرة السياحة يبرز بشكل خاص مادار في لقاء الوزيرة مع السفير الايطالي . كما هو معروف فإن حركة السياحة الوافدة من ايطاليا اخذت في الفترة الأخيرة منحي تصاعديا ملموسا.
الفرصة متاحة وفقا لما أكده رجل الأعمال السياحي خالد المناوي ورئيس غرفة السياحة الأسبق.. لإحداث طفرة كبيرة في اجتذاب المزيد من السياح الايطاليين. أشار الي أنهم يعشقون مصر بشواطئها وآثارها ومعالمها سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو الأقصر أو أسوان أو شرم الشيخ أو الغردقة. إنه وبناء علي ذلك واستثمارا للمزاج الإيطالي فانه يتحتم تكثيف حملات من الترويج والتنشيط لتحقيق الهدف المأمول.
ما يقوله خالد المناوي يتفق وسجل السياحة الايطالية الواعد مع مصر. إنها وقبل الأزمة الاقتصادية عام ٢٠٠٨ ثم بعد ذلك أزمة الشاب الايطالي »روجيني».. كانت تحتل مركزا متقدما بين الجنسيات التي تزور مصر. لا جدال أن هذا اللقاء يستند الي العلاقات السياسية والاقتصادية المتنامية والمهيأة حاليا لتشجيع السياح الايطاليين علي زيارة مصر.
> > >
حول دور السفراء في تعظيم التدفق السياحي من دولهم يأتي أيضا اللقاء الذي أجرته الدكتورة رانيا مع السفير الإسباني. ان هناك إمكانات ووفقا لما أبداه رجل الأعمال السياحي علي غنيم – في اعقاب مشاركته في سوق »الفيتور» السياحي الاسباني – لتنشيط حركة السياحة الاسبانية. يضاف إلي ذلك امتداد عائد هذه الجهود إلي سياحة دول أمريكا اللاتينية بحكم روابطها ثقافيا بالدولة الاسبانية. لاجدال أن هذه الملاحظات وعلي ضوء عدم وجود تمثيل سياحي رسمي في العديد من المناطق بالعالم تستحق ان تحظي بالاهتمام.
في هذا الإطار أيضا يحسب للوزيرة سعيها الي لقاء السفير الاسترالي في مصر. المبادرة تعكس الآمال المعقودة علي تنشيط حركة السياحة من السوق الاسترالي الواعد الذي مازالت الأعداد التي نستقبلها منه متواضعة للغاية. هناك أمل أن يشمل عائد هذا التوجه إلي الدول الأخري خاصة تلك التي تشهد حركة السياحة منها نموا متزايدا.
كل هذه التحركات يمكن أن تكون إحدي ركائز ومتطلبات التوسع في فتح أسواق سياحية جديدة وتنمية الأسواق الحالية المتعاملة مع مصر. الشيء المؤكد أن مواصلة هذا التواصل مع ممثلي الدول السياحية يخدم الاستراتيجية المصرية التي تهدف لتنمية هذا النشاط لما يحققه اقتصاديا.