أبوظبي “المسلة” ….. تبحث “القمة العالمية لصناعة الطيران 2018 ” التي انطلقت اليوم في جلساتها وعلى مدى ثلاثة أيام مستقبل قطاعات الطيران والدفاع والفضاء بمشاركة نخبة واسعة من القادة والمسؤولين وصناع القرار على مستوى العالم.
أكبر أساطيل الطائرات
وأكد خالد القبيسي الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى “مبادلة” أن دولة الإمارات تمتلك واحدا من أكبر أساطيل الطائرات وأحدثها في المنطقة إذ تقدر قيمة قطاع النقل الجوي في الإمارات بحوالي 80 مليار دولار أمريكي ويوفر هذا القطاع نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لتسعة ملايين نسمة يعيشون في الدولة .. مشيرا إلى أن قطاع صناعة الطيران والمجالات المرتبطة به يتمتع بإمكانات نمو مستقبلي كبيرة ومن المتوقع أن يسهم بما نسبته 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2025.
نمو
وأضاف أن جميع هذه المعطيات تشير بوضوح إلى أن المناطق التي تشهد نموا كبيرا في مجال صناعة الطيران مثل منطقة الشرق الأوسط تستطيع أن تلعب دورا أكبر على الصعيد العالمي وأن تعزز ارتباطها بسلسلة التوريد العالمية وذلك نظرا لإمكانات النمو الكبيرة التي يتوقع أن تشهدها على مدى العقد المقبل ومع أن عولمة قطاع صناعة الطيران ما تزال في بداياتها إلا أن تعزيز التعاون مع الشركات الغربية المصنعة للمعدات الأصلية سيسمح لجميع الجهات في القطاع بالمشاركة الإيجابية والاستفادة من المزايا التنافسية لاقتناص فرص استثمار بتكلفة أقل وبالتالي تحقيق أعلى فائدة ممكنة من الفرص المتاحة في قطاع النقل الجوي.
وأشار القبيسي إلى تغيرات ملحوظة في المشهد الدولي ففي القارة الآسيوية تزداد أهمية الصين كشريك استثماري من خلال مبادرة “حزام واحد طريق واحد” والتي تشمل دولة الإمارات ودول الخليج العربية كما تواصل الهند مسيرة تطور مذهلة ومن الواضح أن نفوذها سيزداد أكثر في السوق الآسيوية خلال العقود المقبلة.
استثمار
وأوضح أن النمو الاقتصادي السريع الذي شهدته هذه الدول أدى إلى دفع عجلة النمو على امتداد سلسلة القيمة من خلال زيادة قدراتها في الاستثمار في البنية التحتية والتطور التكنولوجي والاستفادة من التنمية الشاملة في رأس المال البشري ما يساهم في توسيع قاعدة الكفاءات المحلية المؤهلة ومع أن النمو في هذه الأسواق يجلب معه بعض التحديات مثل ازدياد حدة المنافسة إلا أنه أيضا يتيح فرصا أكبر للشراكات والمبيعات.
منطقة الخليج العربي
وعلى صعيد منطقة الخليج العربي .. أكد القبيسي أنها تشهد حاليا تغييرات كبيرة إذ تبذل دول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات جهودا حثيثة لتنويع اقتصاداتها من خلال تنفيذ استراتيجيات طموحة طويلة الأمد..
منوها إلى أن هذه الاستراتيجيات اكتسبت المزيد من الأهمية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة وتستهدف لتطوير صناعات متقدمة من خلال انتهاج وسائل متعددة تتضمن الاستثمار في التقنيات المتطورة والتعاون المتبادل ورعاية الكفاءات المحلية.
وأشار إلى العمل الدؤوب خلال السنوات القليلة الماضية بشكل وثيق مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمحليين من أجل تطوير واستخدام تقنيات الجيل الجديد التي ستسهم في إحداث تحولات مهمة في قطاع صناعة الطيران وذلك بالاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة من خلال ابتكارات رائدة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والأتمتة حيث تتواصل الجهود للبحث عن أكثر الحلول تطورا على المستوى العالمي كما يجري العمل في الوقت ذاته على استكشاف فرص العمل المشترك والتآزر بين منصات الأعمال الخاصة بنا على المستوى الداخلي.
واستضافت القمة مجموعة من جلسات العمل والحوار بين مختلف القادة والمسؤولين في القطاعات الفضائية وصناعة الطيران على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
مستقبل التصنيع
وتستعرض جلساتها مختلف المواضيع التي تبحث في مستقبل التصنيع ومدى تأثيره على صناعة الطيران وذلك بمشاركة خبراء محليين ودوليين من القطاع للتركيز على إمكانات بيئة التصنيع والورش الميدانية التي يتم فيها استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة بهدف تحسين العمليات وتجنب مشاكل التجميع وتقليل التكاليف مسلطة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه البيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز الابتكارات المتميزة في قطاع صناعة الطيران والتي يبزغ الكثير منها اليوم خلف الكواليس ودون أن يشعر العملاء اليوميين لشركات الطيران بحدوثها.
وستعمل الجلسة على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن استخدام مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ينحصر في خدمات أو منتجات جديدة مثل “أليكسا” – التابعة لموقع أمازون- و”سيري” أو خدمة “جوجل ناو” حيث أن الاستخدام الأكبر للبيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي.
وفود
كما تشارك في جلسات القمة وفود طلابية من 6 جامعات رئيسية في دولة الإمارات وتشمل “جامعة أبوظبي” و”الجامعة الأمريكية” في رأس الخيمة و”جامعة خليفة” و”جامعة الشارقة” و”جامعة الإمارات العربية المتحدة” و”جامعة نيويورك أبوظبي” حيث ستعرض الوفود الطلابية عددا من المشاريع التي يتم تطويرها ضمن جامعاتهم.
علوم الفضاء
وسيتركز العمل على استعراض الأهمية المتنامية لعلوم الفضاء والاستكشاف والتكنولوجيا من خلال العروض التي سيقدمها طلاب الجامعات المشاركة والتي ستعرض نماذج عن الأقمار الصناعية المصغرة ” CubeSat ” أو الأقمار الصناعية فائقة الصغر ” CanSat ” التي يتم تطويرها في تلك الجامعات.
وتعد “القمة العالمية لصناعة الطيران” فعالية حصرية تقام كل عامين ويقتصر حضورها على المدعوين من كبار المسؤولين التنفيذيين وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين من قطاعات الطيران والدفاع والفضاء.