الدوحة ….. كشف مسؤولو مكاتب سفر لـ الشرق عن ارتفاع حركة السفر خلال شهر رمضان المبارك بنسبة تصل نحو 10 % مقارنة بحركة السفر المسجلة خلال نفس الفترة من العام الماضي، مشيرين إلى أن نمو هذا القطاع لا يسير في اتجاه السفر إلى الخارج فحسب لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك والإجازات الدراسية، بل إن الدوحة تسجل حركة استقطاب قوية للزوار من خلال ما يوفره قطاع السياحة والضيافة من تسهيلات وبرامج ترويجية جاذبة خلال فترة الصيف وعيد الفطر المبارك.
وأكد مسؤولو القطاع وعدد من الزبائن الذين استطلعت الشرق آراءهم أن قطاع السفر والسياحة لم يتأثر بأجواء الحصار الجائر بفضل الخطط الحكومية الناجحة والتوسع في شبكة الخطوط الدولية التي قامت بها الخطوط الجوية القطرية للتغلب على أي نقص قد يترتب على غياب الرحلات التي كانت تقوم بها شركات خطوط دول الحصار.
نمو قطاع السفر
السيد أحمد محمد الهتمي، رجل الأعمال المهتم بقطاع السفر والسياحة، أكد في حديث لـ الشرق أن هذا القطاع لم يتأثر خلال شهر رمضان المبارك بأي أمور خارجية كتداعيات الحصار الجائر مثلاً، بل يشهد حركته ونموه المعتاد في هذا الموسم، مضيفاً أنه كمواطن قطري يلحظ أن أجواء السفر في هذه الفترة تسير كالمعتاد حيث اعتاد المواطنون أن يصوموا شهر رمضان المبارك بين الأهل والأقارب، مستلهمين قيمنا الإسلامية وشعائرنا الدينية بصلة الأرحام والزيارات المتبادلة والتفرغ للعبادة، وخلال إجازة عيد الفطر المبارك التي تقترن هذه الفترة مع إجازة الصيف، اعتادت غالبية الأسر أن تأخذ إجازة في الخارج، حيث ترتاح العوائل، وخاصة الأطفال، بعد ضغط العام الدراسي وتأخذ قسطاً من الراحة استعدادا للعام الدراسي الجديد.
ويضيف السيد الهتمي : أنا أستعد حالياً للسفر وقد قمت بترتيبات السفر دون أن أواجه أي مشاكل في الحجوزات بفضل الله، ولا في أماكن الإقامة كالفنادق ونحوها، كما أن الرحلات اعتيادية وطبيعية، فلم تتغير عن المعتاد، وهذا يؤكد نجاح الخطط التي تبنتها الجهات المعنية في الدولة فيما يخص قطاع السياحة والسفر، والجهود التي قامت بها الخطوط القطرية في هذا الشأن كان أثرها واضحاً في تغطية خطوط النقل التي كانت تستفيد منها ناقلات دول الحصار، ولذلك فنحن نحيي حقيقة هذه الجهود ونشكر القائمين عليها، وهو جهد يدخل دون شك في إطار توجيهات القيادة الرشيدة التي صدرت للحكومة منذ اليوم الأول بضمان سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في قطر دون أن تتأثر بأي متغيرات جديدة، وهو ما تم بفضل الله، حيث شهدنا توسعاً في الخطوط الدولية وفتح خطوط جديدة مع أكثر من دولة، والأهم كذلك النمو الذي شهده قطاع السياحة محليا بعد الإعلان عن فتح التأشيرات لمواطني أكثر من 80 دولة وهو ما سيسهم دون شك في الجاذبية السياحية للدولة ورفد هذا القطاع بإيرادات إضافية، خاصة وأن هذا القطاع يراعي في التسهيلات التي يمنحها الإمكانات والإضافات المنتظرة أن يضيفها السائح لهذا القطاع، ولذلك نحن ننظر إلى قطاع السفر والسياحة كأحد أهم الركائز الأساسية التي تدعم سياسة التنويع الاقتصادي التي انتهجتها الدولة لتحقيق رؤيتها الوطنية 2030، كما نشجع السياحة المحلية من خلال دعم وتبني كافة المشاريع التي يتم إطلاقها في هذا المجال والاستثمار في المجالات التي يتيحها أمام المستثمرين لتأسيس مشاريع ناجحة من شأنها أن تعزز مكانة دولة قطر كوجهة سياحية رائدة في المنطقة والعالم.
جاذبية قطر للزوار
السيد يعقوب يوسف، مدير أول لشؤون العمليات بشركة ستارك للخدمات الأمنية، يقول إن حركة السفر والتنقل خلال شهر رمضان المبارك تسير كالمعتاد، وإن كان هناك ما يمكن ملاحظته فهو جاذبية قطر للزوار، حيث لاحظنا زيادة في طلبات منشآت الضيافة على خدمات الأمن، مما يعني زيادة نزلاء هذه المنشآت وجاذبيتها لعدد أكبر من السياح وأصحاب الإقامات القصيرة والزوار، وهذا يقول السيد يعقوب يعكس نجاح خطط قطاع السفر والسياحة وجهود الهيئة العامة للسياحة التي أطلقت إستراتيجيتها الوطنية لقطاع السياحة 2030، وهي الاستراتيجية التي ستعزز نمو القطاع السياحي في قطر خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويضيف السيد يعقوب أن من المهم كذلك ملاحظة نمو حركة السفر داخل الدولة للاستفادة من خدمات البنية التحتية التي يوفرها القطاع للمواطنين والمقيمين حسب رغبات ومتطلبات الجميع، ولاسيما متطلبات العائلة، حيث تعتبر قطر في صدارة الدول التي تتميز بخدمات السياحة العائلية، وهي الخدمات التي يوفرها قطاع الضيافة من خلال المنشآت المتوفرة في مختلف الأماكن كالفنادق والمنتجعات والشواطئ، وأعتقد أن ارتفاع نسب إشغال هذه الأماكن خاصة خلال فترة عيد الفطر المبارك يؤكد نمو وازدهار هذا القطاع محلياً، وهو ما يعطي دفعاً لنمو باقي القطاعات الاقتصادية المرتبطة به، كقطاع الأمن مثلاً، حيث يرتفع الطلب على خدمات الشركات الأمنية وكذلك قطاع الأغذية والتوريد وغيرها من الخدمات الاقتصادية الأخرى التي تتطلبها هذه الأماكن، وحتى قطاع العمالة مثلاً حيث يحتاج هذا القطاع يدا عاملة ماهرة ومدربة وهو ما نشهده حالياً من خلال المعارض التي تقيمها الهيئة العامة للسياحة وحجم المشاركات بهذه المعارض سواء من داخل الدولة أو خارجها. ويضيف السيد يعقوب أن هناك مؤشراً آخر على نمو قطاع السفر من خلال العروض التي تطرحها الخطوط الجوية القطرية مما ساهم في تعزيز حركة السفر خاصة للراغبين في قضاء إجازات عيد الفطر المبارك وإجازات الصيف في الخارج.
نسبة إشغال 100 %
السيد هيثم عبد العزيز – مسؤول حجوزات بأحد مكاتب السفريات بالدوحة يقول في حديثه لـ الشرق إن حركة السفر تسير بشكل طبيعي وسط إقبال كبير من المواطنين والمقيمين الراغبين في قضاء عطلة عيد الفطر المبارك أو قضاء إجازات الصيف في الخارج، مضيفاً أن نسبة إشغال المقاعد على مختلف الرحلات تسجل 100 % . وعن الوجهات المفضلة للمسافرين أوضح عبد العزيز أن هذه الوجهات تختلف من منطقة إلى أخرى إلا أن هناك عواصم تتصدر وجهات المسافرين منها عربياً بيروت وأوروبيا لندن وباريس وألمانيا كما أن الوجهات الآسيوية تجتذب كذلك عدداً من المسافرين.
وقال عبد العزيز إن هذه الفترة تشهد نمواً نوعياً في حركة السفر بالسوق المحلي تقدر ب10 % مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، مشيراً إلى أن هذا النمو يرجع لعدة عوامل منها نشاط حركة السفر المعتادة خلال موسم الصيف وجهود الخطوط الجوية القطرية التوسعية التي تشمل الآن نحو 200 وجهة عالمية، والتوسع الكبير لشركات الطيران الدولي التي ساهمت مساهمة فاعلة في تعزيز حيوية السوق المحلي، ودعم مسيرة مبيعات كافة وكالات السفر والسياحة.
حجوزات الفنادق
سيد سراج الدسين مسؤول حجوزات الفنادق بأحد مكاتب سفريات علي بن علي قال في حديثه لـ الشرق حول حركة السفر خلال رمضان المبارك إن الإقبال على حجوزات الفنادق كبير جداً، وأعلى من مستوياته مقارنة بالصيف الماضي، مشيراً إلى أن أعلى الوجهات استقطاباً للحجوزات الوجهات السياحية في تركيا ولندن وباريس حيث تم تحويل العديد من وجهات السفر إليها، وفي الترتيب الثاني تأتي الوجهات الآسيوية خاصة تايلاند وسيرلانكا التي تستقطب أكثر الحجوزات السياحية. ويضيف سراج الدين أنه من الملاحظ أن العروض التي تقدمها المنتجعات والفنادق المحلية تعزز حركة الحجوزات الداخلية والإقبال عليها.
نشاط قوي
ويقول السيد عامر حمزة، الذي التقته الشرق أثناء حضوره لحجز تذكرة سفر، أن نشاط حركة السفر لم يتأثر بأجواء الحصار، مضيفاً أنه كمقيم ولديه أسفار متعددة يلاحظ نمو حركة السفر من وإلى الدوحة، كما أن خطوط الطيران متوفرة إلى كافة الوجهات وبأسعار معقولة جداً رغم أن الجميع مقبل على موسم السفر والإجازات بعد رمضان، وينوه السيد حمزة إلى أن قطاع السفر في قطر يشهد نمواً قوياً بفضل المبادرات التي أطلقتها الخطوط القطرية إلى أكثر من وجهة والنشاط السياحي الكبير الذي تشهده قطر حالياً وما يترقبه المواطنون والمقيمون من أنشطة سياحية خلال فصل الصيف مما يجعل نمو حركة السفر المسجلة نشطة سواء بسبب موسم الإجازات، أو بسبب نشاط السفر الداخلي للاستفادة من العروض التي تقدمها المنتجعات والفنادق لاسيما أثناء مناسبة عيد الفطر المبارك.