المسلة السياحية
ليبيا – طرابلس
الخبير السياحي : د. عصام الطابونى
القيمة العالمية للأثار
في عام ١٩٧٢ م أبرمت “الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي” والمعروفة باسم ” اتفاقية التراث العالمي” والتي تسعي إلى تحديد التراث الثقافي والطبيعي الذي يتسم بقيمة عالمية استثنائية .. وهكذا يتبادر لنا ان من يحدد القيمة العالمية الإستثنائية للتراث ربما يعمل هذا وفقا لهواه و مصالحه .
الأهمية الثقافية للأثار
هناك من يقول أن مكانة الآثار والتراث وأهميتها تنعكس في دورها الهام في تشكيل هوية المواطن وانتمائه لتاريخه وحضارته, وترسيخ معاني الوطنية والاعتزاز بالوطن ، ولكن كيف ينظر السائح الوافد لأثار غير حضارته في بلده و في العالم ! ماذا ترسخ و ماذا تشكل !
الأهمية السياحية للأثار
من المؤكد أن للآثارِ دورٌ مهمٌّ وحيوي في جَذب السُّيّاح وبالتالي تَحسين اقتصاد الدُّول خاصّةً الدول التي تملك العديدِ من المَعالِمِ الأثريّةِ المهمّةِ والحيويّةِ ، وهكذا يجب أن نعي أن ليست كل المعالم الأثرية مهمة و حيوية ، فقط المهمة و الحيوية يكون لها أثر في حركة التدفقات السياحية لها .
الأثار في عيون البشر
قالوا انّ النّاس بمختلَف فئاتهم و أعمارهم يتهافتون على رُؤية العَظَمَة في البناء، والدّقّة في التّصميم، والأفكار الخلّاقَة التي كانت موجودة عندَ الأقوام والحضاراتِ المُندَثِرَة . هل حقيقة هو هذا ما كل ما يهم زوار المواقع الأثرية أم أن ( للناس ) مآرب اخرى ، أظن أن لهم مآرب أخرى.
التعامل الدولي مع أزمة الأثار الليبية
من يؤكد ان في التواصل مع المنظمات الدولية كاليونيسكو و يعول على ” زيارات و نيارات ” خبرائها ، أقول ان التواصل لأجل التواصل فقط لا يحل الأزمة الأثارية الليبية و لا يصون المواقع الأثرية ..
الخطر الحقيقي على الأثار
هناك من يعتقد بأن التهديدات التي تطال الكنوز الأثرية في بلاده يعود إلى الجهل بأهمية الآثار ، وا اعتقد بأن التهديدات الأكبر تأتي من الذين ” لا يجهلون ” و يعلمون جيدا القيمة ( الكنزية ) للأثار
أثار المستعمرين
هناك من يرى ان الآثار تجسد مراحل استعمارية وليست ذات أهمية ، وهناك من يرى غير ذلك ربما كان الوعي الثقافي الأثري في المجتمع الليبي غير كاف في كل الأزمنة و في الوقت الراهن لكن نعلم أن أثار المستعمرين ذات القيمة الحضارية و الفنية ذات اهمية و قيمة ، ولا يدل ذلك بالتأكيد على ” حب ” لهؤلاء المستعمرين .
واقع المواقع الأثرية الليبية
عندما نقول بأن 15 موقعاً أثرياً أو أكثر أو أقل تعرَّضت للتجريف أو التشويه لم نتحدث عن قيمتها و حيويتها . كما ان واقع المواقع الأثرية الليبية يمكن أن يتغير في أي وقت .
هجرة الأثار ( الأثار في غربة ! )
في دولة شقيقة مجاورة إختلف فقهاء الأثار و السياحة في جدوى نقل أثار البلد في مهمات تسويقية خارجية ، بمسمى ( معارض ) ، منهم من وافق و منهم من رفض ، فما لو أثيرت لديهم فكرة ذهاب الأثار للخارج لغرض ( التامين ) هل ستعود ! و هل هذا من الحكمة أم من العاطفة !
اليونيسكو ليست معصومة !
في ليبيا الكثير من المواقع الأثرية التي تعود إلى حِقَبٍ تاريخية مختلفة . وان الـ «يونيسكو» تصنِّف خمسة مواقع أثرية ليبية فقط ضمن قائمة التراث العالمي هل يمكن أن تقوم ليبيا و غيرها من الدول بوضع تصنيفها الخاص لمواقعها الأثرية ، لتبرز ما هو أهل لذلك من الناحية الحضارية و الفنية و الإنسانية ، عسى أن يكون لـ اليونيسكو أراء و أهواء أخرى
المجتمع المحلي حضن الأثار الدافئ !
ان إجراءات الوقاية بحصر سريع لكافة الموروث الأثري في ليبيا وتصويره وتخزينه بشكل جيد تحسبًا لأي طارئ عمل رائع ، وان التوجه إلى الأمم المتحدة واليونيسكو لطلب مساعدة لأجل الحفاظ على موروث ليبيا أمر رائع جدا .
ولكن يجب أن نعلم جيدا و نعمل جيدا و نتوجه بعناية لطلب المساعدة من المجتمع المحلي و المنظمات المحلية لحماية التراث و الأثار ،فهذا يغنينا عن تحمل أعباء ثقيلة و تفاعل أثقل .
عصا الأثار
ان الكثير من الأثار الليبية تتوضع في مواقعها ، وبهذا تشكل متحف مفتوح ، عدا التي نقلت و أضحت تعرض في المتاحف ، فكانت مهمة قفل أبواب المتاحف يسيرة لتأمن ، في حين كانت المتاحف المفتوحة عرضة للأذى بأشكال عديدة .
في مناسبات و أماكن عدة كان العنصر البشري المجاور للمواقع الأثرية هو كلمة السر و العصا التي توكئت عليها تلك المواقع ” بالتأكيد كان الإنسان في تلك المواقع مقتنعا بأهمية الأثار وجدوى و فوائد ما يقوم به من حماية .
الشرطة السياحية يدا تحتاج لأخرى
أشارت وسائل الإعلام بأن حراسة المواقع الأثرية كانت و ربما لا تزال على عاتق بعض الموظفين المدنيين غير المسلحين والتابعين لمصلحة الآثار، بعدما كان يحميها في السابق جهاز شرطة السياحة. لربما من الإجحاف أن نلقي باللوم على جهاز شرطيا ، بعلى الحماية الكاملة للمواقع الأثرية في ظل مرحلة عدم الاستقرار الأمني ، اعتقد بان على عاتق الشرطة السياحية في مثل هذه المرحلة الحماية الداخلية للمواقع الاثرية .
الثروة الأثرية الحقيقية
هناك من يصنف العالم الى مناطق فقيرة حضاريا لافتقارها أو لقلة أثارها و مناطق غنية حضاريا لامتلاكها عدد كبيرا من أثار الحضارات السابقة . ان الثروة الأثرية الحقيقية هي الثروة التي تنمي اقتصادا و مجتمعات ، ان الإطلال الأثرية لا تعني شيئا إذا ما فقدت عناصر الجذب السياحي اليها . فلا قيمة لأثار بغير سياح يؤمونها و لا قيمة لأثار لا تملك العقول السياحية القادرة على ترويجها و استثمارها .
الفن و الأدب و الأثار
يجمع المختصون على أن مصطلح التراث ذو مدلول واسع فهو يعطي بعدا للنتاج الإنساني ذا القيمة و الطابع الفني أو الأدبي أو العلمي أو التاريخي أو الديني في الماضي والحاضر
ان لدى الكثير من المعالم الأثرية الليبية قيمة فنية و أدبية كبيرة ، وان عزوف أدباء و فناني المقصد السياحي الأثري عن الإندماج مع هذه القيم الفنية ، يؤثر في تشكل الصورة الذهنية لتلك الأثار فيهم أولا .