بكين “المسلة” …. توصل متحف القصر الإمبراطوري الصيني مع دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة إلى توافق لإجراء تعاون في مجال الاستكشاف الأثري وتنظيم محفوظات أثرية بالمتحف الوطني في رأس الخيمة والقيام بتبادلات وزيارات متبادلة بين علماء الآثار وغيرها، وذلك لكشف ملامح التبادلات الثنائية بين الصين والمنطقة على مر التاريخ.
وقال وانغ قوانغ ياو، نائب مدير معهد الآثار لمتحف القصر الإمبراطوري، أن التعاون الأثري سينطلق في العام المقبل في إطار التعاون بين المتحف وجامعة دورهام البريطانية، حيث سيركز علماء صينيون على أعمال التنظيم والبحوث بقطع الخزفيات الصينية المتواجدة في المتحف الوطني برأس الخيمة، علاوة على الاسكتشافات الأثرية والتنقيب في 3 مواقع أثرية قديمة وهى موقع كوش وموقع جلفار وموقع البلدة القديمة لرأس الخيمة بحسب شينخوا.
وأوضح وانغ أن قطع الخزف الصيني المكتشفة في مواقع الموانئ القديمة برأس الخيمة تمتاز بأهمية بالغة لتسليط الضوء على التبادلات بين الصين والدول العربية على مر التاريخ، فضلا عن دور الصين الخاص في الروابط التجارية التاريخية حول المحيط الهندي في العصر القديم.
وقد سافر وانغ مع زملائه إلى رأس الخيمة لزيارة مواقع أثرية والبحث في قطع الخزف الصينية في متحف رأس الخية لعدة مرات منذ أغسطس عام 2017، وكان العدد الكبير للقطع الخزفية في رأس الخيمة قد ترك انطباعا عميقا لدى وانغ، وهو عالم آثار شهير ومتخصص في بحوث الخزف الصيني في الصين، حيث يضم المتحف الوطني لرأس الخيمة أكثر من 20 ألف قطعة من الخزفيات الصينية، ويرجع تاريخ هذه القطع إلى عصور منذ أسرة تانغ (618-907 ميلادي) إلى أوائل أسرة تشينغ في القرن الـ17.
ولاحظ وانغ أن كثيرا من القطع المكتشفة تحمل علامات تعرضها لصيانة، وقد تشابهت أساليب صيانة الخزفيات للمواطنين في رأس الخيمة مع أساليب الصيانة لدى أسرة تانغ وما قبلها. وذكر العالم إن هذه القطع تمثل سجلا نابضا للتبادلات الثنائية بين الصين والدول العربية في العصر القديم.
من جهة أخرى سيركز التعاون الأثري المقبل بين الجانبين على تطور البلدات والموانئ القديمة في رأس الخيمة، وكذلك الروابط أثناء هذه التطورات بين السكان المحليين والسفن التجارية القادمة من الصين.
وكشف معهد الآثار في متحف القصر الإمبراطوري أن المتحف سيوقع على مذكرة تفاهم مع دائرة الآثار والمتاحف لرأس الخيمة في سبتمبر المقبل في بكين، وستنطلق المرحلة الأولى من العمل الأثري في رأس الخيمة من يناير إلى مارس عام 2019، ويتوقع نشر نتيجة التنقيب الأثري في مجلات رسمية معنية بالأثار.