بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
< عودة الحركة السياحية إلي مصر مرهونة بإنهاء شركة الأمن البريطـانية لمهمة مراجعـة الاجـراءات الأمنية بمطاراتنـا <
هناك توقعات تؤكد ان الدول التي فرضت حظرا علي سياحها سواء كان ذلك جزئيا أو عاما سوف تقدم علي رفعه في شهرمارس القادم.. اتخاذ هذا القرار من جانب هذه الدول مرهون بانتهاء شركة الأمن البريطانية «كونترول ريسكس» التي وقع عليها الاختيار من عملية مراجعة الاجراءات الأمنية في مطاراتنا واعداد تقريرها التنفيذي بشأن خطوات إزالة أي شكوك تتعلق بقضية الأمن.
كان قد تم التوصل الي اتفاق مبدئي مع هذه الشركة للقيام بهذه المهمة التي تمثل انفراجة للأزمة التي تعاني منها السياحة- صناعة الأمل – والمستمرة منذ ثلاثة شهور.. ولكن وكعادة البيروقراطية المصرية التي تسيطر علي فكر واداء أجهزتنا بلا استثناء فقد واجه الاتفاق بعض المعوقات. أدي ذلك الي تأخر توقيع الاتفاق النهائي لتبدأ بمقتضاها الشركة البريطانية برنامج عملها وفقا لما هو مرسوم. حدث ذلك رغم حالة الترقب التي تسود المجتمع السياحي المصري الذي يئن من تداعيات أزمة وقف الرحلات السياحية..وهو ما ينطبق ايضا علي الاسواق السياحية المتعاملة مع السوق المصري.
>>>
حول هذا الأمر ذكر لي د. هشام زعزوع وزير السياحة المهموم بما وصل إليه الوضع السياحي من ترد انعكست آثاره اقتصاديا واجتماعيا علي الدولة المصرية.. ان القيادة السياسية وكذلك المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء يعملان علي إزالة كل ما يؤدي الي تعطيل بدء الشركة البريطانية لأعمالها. تجاوبا مع هذا الاهتمام تم عقد اجتماع مهم خلال الايام الماضية انتهي إلي حسم كامل لكل ما تم ابداؤه من ملاحظات علي الاتفاق من جانب الاجهزة المعنية.
اضاف د. هشام زعزوع ان الاتفاق اصبح جاهزا للتوقيع خلال أيام وانه يتوقع ان تبدأ الشركة البريطانية في ممارسة مهمتها قبل منتصف شهر فبراير الحالي.. وبناء علي ذلك سيتم نقل مضمون ما تتوصل إليه الشركة إلي كل الدول المعنية وهو ما سيؤدي إلي الرفع التدريجي للحظر عن رحلات سياحها الي مصر. شعرت من حديث وزير السياحة انه متفائل بالتحرك نحو إنهاء أزمة السياحة المصرية خلال شهر مارس القادم.
هذا التفاؤل يتماشي وما يصدر وما ينشر من تصريحات حول قرب قيام روسيا بإنهاء حظر سفر سياحها الي مصر وآخرها ما جاء علي لسان رئيس البرلمان الروسي أثناء وبعد زيارته لمصر. إن أنظار المستثمرين والعاملين في صناعة الأمل يتطلعون الي ان تكون هناك نهاية سريعة لمحنتهم وما يترتب عليها من أعباء عليهم وعلي الدولة المصرية واقتصادها القومي.
>>>
ولان المصلحة الاقتصادية مشتركة بين المنشآت السياحية المصرية والمنشآت السياحية في الدول التي أوقفت وفود سياحها الي مصر وهي بشكل اساسي.. روسيا وبريطانيا.. فإن التقارير تشير إلي أن هناك ضغطاً علي سلطات الدولتين داخليا من أجل ايجاد حل للمأزق الذي أحدثه سقوط طائرة السياح الروسية فوق سيناء. إن كل شيء أصبح مرهونا حاليا بعمل شركة الأمن البريطانية «كونترول ريسكس». بالطبع فان الجميع سواء في مصر أو في الخارج معذورون فيما يقومون به من ضغوط بتأثير مردود استمرار الازمة السياحية في مصر. إن التأخر في عدم ايجاد حل لهذا الوضع يعني تفاقم أزمة الخسائر التي يتحملونها .
في هذا الاطار أعلن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ان الخسائر المباشرة في شرم الشيخ بلغت 6 مليارات جنيه ويمكن ان ترتفع الي ضعف هذا الرقم اذا اضيفت إليه خسائر الأنشطة المرتبطة. هذا الرقم يمثل خسائر مقصد سياحي واحد وهو ما يمكن ان يصل الي 20 مليار جنيه اذا اضيفت إليه خسائر المقاصد الأخري بالبحرالاحمر.