علاقات
الشارقة “المسلة” ….. يستضيف متحف الشارقة للآثار ابتداء من 17 أكتوبر الجاري وحتى 31 يناير 2019 معرض “صدى القوافل… مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية” خلال فترة ما قبل الإسلام وذلك لتسليط الضوء على الروابط الوثيقة التي جمعت ما بين أبناء الجزيرة العربية وتقديم لمحة عن العلاقات التجارية والثقافية التي جمعت بين المراكز التجارية في الماضي.
لاول مرة
ويقدم المعرض الذى تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية المعرض خمسين قطعة أثرية مكتشفة في المملكة العربية السعودية والشارقة تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور وتكشف عن الروابط التاريخية العميقة والتقاليد والعادات المشتركة بين أبناء منطقة الجزيرة العربية حيث تعد هذه المجموعة الأثرية بالغة الأهمية تشمل مواقع نجران، والعلا، وتيماء حيث تعد هذه المواقع الثلاثة المميزة بموقعها الجغرافي محطات على أهم الخطوط التجارية الرئيسية عندما كانت محطة توقف يقصدها المسافرون و قوافل التجار التي كانت تقطع المسافات الصحراوية الشاسعة على الإبل وهي محملة بالبضائع المختلفة مثل البخور والأواني الفخارية وغير ذلك من المصنوعات الحرفية.
نقطة ربط
وكان يتوجب على المسافرين على الطرق التجارية القديمة أن يعبروا في نجران في جنوب الجزيرة العربية في طريقهم إلى العلا حيث شكل موقع العلا نقطة ربط بين المدن والمناطق في الجنوب والمراكز الثقافية الكبرى في أقصى الشمال فيما كان يحتاج التجار المسافرون للمرور في تيماء في رحلاتهم إلى بلاد الرافدين.
منحوتات
وتتضمن قائمة القطع الأثرية التي ستعرض للجمهور منحوتات غنية بالتفاصيل من البرونز للماعز والإبل ومذبح من الحجر الرملي ينتهي بمجسم لرأس ثور له قرنان ومفتاح من البرونز ومباخر بتصاميم متنوعة وعدد من التماثيل إضافة إلى مجموعة من الجرار والأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام.
وإلى جانب القطع الأثرية المكتشفة في السعودية تعرض 6 قطع أثرية من مقتنيات متحف الشارقة للآثار اكتشفت من أهم المواقع التاريخية في الشارقة وهي مليحة ومويلح وجبل البحيص والتي يعود تاريخها إلى فترة تتراوح ما بين 2000 سنة قبل الميلاد وعام 300 بعد الميلاد.
ويؤكد المعرض على وجود صلات وثيقة وعميقة تاريخية متشابهه في التقاليد والعادات بين سكان الجزيرة العربية وكيف ساهمت تجارة البضائع والمصنوعات في الحفاظ على المجتمعات قبل التعامل بالنقود.
الطرق التجارية
وقالت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف ان المعرض يقدم لمحة عن الدور المهم الذي كانت تساهم به الطرق التجارية في إنشاء الصلات بين المجتمعات المختلفة وكيف عملت على بناء روابط ثقافية طويلة المدى بين المجتمعات بالرغم من وجود مسافات شاسعة تفصل بينها.
من جانبه قال نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية جمال بن سعد عمر ان هذا المعرض الهام يعكس مدى الارتباط بين المجتمعات المدنية في الجزيرة العربية على امتداد أطرافها والذي نشأ بفضل هذه الشبكة المتقدمة من الطرق التجارية التاريخية مشيرا إلى أن هذا المعرض هو إمتداد تاريخي للعلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهو فرصة مهمة للباحثين والمهتمين فضلا عن كونه نشاطا ثقافيا وسياحيا مهما.