الإسكندرية “المسلة” ….. تنظم إدارة المجموعات والخدمات العامة بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان “أهمية سيناء من خلال كتابات الرحالة الأوروبيين في العصور الوسطى”، يلقيها الأستاذ الدكتور ياسر مصطفى عبد الوهاب؛ أستاذ تاريخ وحضارة العصور الوسطى بكلية الآداب، جامعة كفر الشيخ، وذلك يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2018. ويصاحب المحاضرة عرض للكتب والمراجع العربية والأجنبية في مجال تاريخ سيناء والموجودة من ضمن مقتنيات المكتبة الرئيسية.
تأتي هذه المحاضرة في ضوء اهتمام إدارة المجموعات والخدمات العامة بمكتبة الإسكندرية بنشر المعرفة وزيادة الوعي والإلمام التاريخي حول أهمية سيناء، وبمناسبة ذكرى مرور 45 عامًا على الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، حيث حطم الجندي المصري أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعبر خط بارليف المنيع واسترد أرض سيناء الغالية.
وستلقي المحاضرة الضوء على أهمية سيناء الدينية والجغرافية والتاريخية والاقتصادية؛ فقد حظيت سيناء بنصيب كبير في كتابات الرحالة الأوروبيون، لاسيما وقد عُرفت سيناء منذ القدم بأنها جاذبة للرحالة والحجاج الأوروبيين، لما لها من موقع جغرافي متميز، ومكانة دينية خاصة منذ فجر التاريخ. وقد اعتاد هؤلاء الرحالة تسجيل ما شاهدوه، وما لفت أنظارهم من عادات وتقاليد وغيرها من الأمور عن الشعب المصري، لتصبح كتاباتهم من أوثق المصادر التاريخية على مر العصور.
تاريخ
وقد انعكست أهمية سيناء على مكانتها وتطورها التاريخي، حتى أضحى تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبرى في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معًا. وقد أدرك الرحالة الأوروبيون ذلك منذ القدم، وأن سيناء هي المدخل الشرقي ليس للتوجه إلى مصر فحسب بل وللقارة الأفريقية بأكملها؛ ومن ثم كانت مطمع للغزاة على مر العصور؛ وفي الوقت نفسه كانت المعبر الرئيس الذي عبرت عن طريقة موجات الانتصارات العربية على يد صلاح الدين الأيوبي؛ وسلاطين المماليك في طريقهم للتخلص من تهديدات الصليبيين والمغول وغيرهم. وقد تمتعت سيناء بمكانة دينية جذبت انتباه هؤلاء الرحالة، فهي التي شهدت مرور العائلة المقدسة في رحلتهم الشهيرة إلى مصر، وكانت ملجأ للمصريين الفارين من اضطهادات الرومان، وتمتعت برعاية الحكام المسلمين دون تفريق، بعد أن أضحت ملتقى الأديان الثلاثة، وكانت المعبر الرئيس للحجاج المسلمين إلى الحجاز والمسيحيين نحو الأماكن المقدسة في فلسطين.
*تُقام المحاضرة في تمام الساعة الواحدة مساءًا بقاعة الأوديتوريوم بالمبنى الرئيسي لمكتبة الإسكندرية، وهي مفتوحة للجمهور.