المسلة السياحية
كتب: د.عبدالرحيم ريحان
اختتمت فعاليات الدورة التدريبية ” عالمية الفنون الإسلامية” الذى نظمها متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، ومديره العام الدكتور ممدوح عثمان فى الفترة من 27 إلى 31 يناير لطلاب الآثار تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ،وإلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف.
وأشار الدكتور عبد الحميد عبد السلام مدير إدارة التدريب والنشر العلمى بالمتحف، إلى أن الدورة كانت مجانية وضمت 50 طالب وطالبة من أقسام وكليات الآثار بالجامعات المصرية ، وتتم الدورة كل 6 شهور ويعلن عنها عن طريق موقع المتحف الإسلامى والقبول بأسبقية التقديم ،وشملت محاضرات فى الآثار والفنون الإسلامية ،وتدريب عملى فى ورشة لعمل الزجاج المعشق بالجص ،وكيفية استخدام الإسطرلاب…
وأضاف الدكتور عبد الحميد عبد السلام أن المحاضرات تضمنت المتحف الإسلامى لؤلؤة المتاحف العالمية، والخزف العثمانى والمشكاه، والأيقونات والمخطوطات الإسلامية، وعلم الفلك فى التراث الإسلامى، وتطبيق عملى على الإسطرلاب، وفن الطبيعة الصامتة فى التراث الإسلامى ،والفنون الإسلامية فى الصين ، وتم تسليم المتدربون شهادات معتمدة من المتحف.
فن الأيقونات القبطية
وتطرقت محاضرة الدكتورة فادية عطية مدرس الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة أسوان، إلى فن الأيقونات القبطية وكيف حافظ عليها المسلمون وأبدع فى رسمها أقباط مصر معبرين عن القصص الدينى من الكتاب المقدس ، وسير القديسين وأيقونات البشارة بالسيد المسيح والميلاد ورحلة العائلة المقدسة.
السيميائية
ورصدت محاضرة الدكتورة أهداب حسنى منسق عام قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة أسوان ، علم الجمال فى المخطوطات الإسلامية المصورة قدمتها تحت عنوان ” السيميائية فى المخطوطات الإسلامية بين النظرية والتطبيق، ” والسيميائية جاءت من آيات القرآن الكريم “سيماهم فى وجوههم”، والمقصود بها العلامات، وتطرقت إلى أسس العمل الفنى المتمثلة فى الخط واللون والملمس والمساحة، والتكوين الفنى للصورة الهرمى والدائرى والأفقى .
الزجاج الملون
و نظمت ورشة عمل لتطبيق لوحات المخطوطات التى عرضتها الدكتورة أهداب حسنى عن طريق نوران مجدى الفنانة التشكيلية المتخصصة فى الزجاج الملون المعشق بالجص ، والتى قامت بتدريب الطلاب على الرسم على الزجاج وقطع الزجاج الملون لتشكيل وحدات زخرفية، كما انتقت إحدى الأشجار المصورة فى المخطوطات وقامت بتنفيذها على الزجاج الملون.
التكسيات الخزفية
وقدم الدكتور محمد أبو سيف أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة ،محاضرة تحت عنوان ” التكسيات الخزفية على العمائر العثمانية بالأناضول ،و أشار إلى تاريخ الدولة العثمانية التى قامت بعد سقوط دولة سلاجقة الأناضول، واتخذت من مدينة بورصة عاصمة لها، ثم انتقلت العاصمة إلى أدرنة، وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح سنة 1453م، نقل العاصمة إليها وغير تسميتها إلى إسلامبول التي حرفت مع الوقت إلى استانبول.
وقد شيد العثمانيون مجموعة كبيرة من العمائر المختلفة التي تميزت بضخامتها من الناحية المعمارية وفخامتها من الناحية الزخرفية ،وكان أهم المواد التي استخدمها العثمانيون في زخرفة عمائرهم هي التكسيات الخزفية التي شهدت تقدمًا كبيرًا في صناعتها منذ الفترة المبكرة وحتى منتصف القرن السابع عشر الميلادى.
وأشار إلى أن العمائر العثمانية فى الفترة المبكرة ازدانت ببلاطات خزفية ذات لون واحد دون أن يكون بها زخرفة ثم زخرف بها الجوامع من الداخل والخارج وبعض المآذن وفي بداية القرن 9هـ ، 15م تعرضت الدولة العثمانية لهزة عنيفة كادت أن تعصف بها نتيجة لغزو تيمورلنك لها، ووقوع السلطان بايزيد الأول في الأسر، وكان هذا تمهيدًا لحدوث تغيير كبير في صناعة البلاطات الخزفية نتيجة لانتقال الخزافين من إيران وآسيا الوسطى إلى الأناضول، وقد ظهرت أعمالهم في الجامع الأخضر الذي شيده السلطان محمد جلبي والذي اكتسب تسميته من لون بلاطاته التي يغلب عليها اللون الأخضر.
وأوضح أن الخزافون العثمانيون عملوا على تطوير صناعة الخزف فاستحدثوا طرق صناعية جديدة واستخدموا ألوان مميزة حتى وصلت هذه الصناعة إلى أوج ازدهارها في النصف الثاني من القرن 10هـ، 16م والنصف الأول من القرن 11هـ ، 17م ،وتعد مدينة أزنيق هي الأشهر في صناعة البلاطات الخزفية في هذه الفترة.
وتابع بأن المنشئات التى تعود إلى هذه الفترة تزخر بكميات كبيرة من التكسيات الخزفية التي تتميز بألوانها البراقة وزخارفها الغنية التي استلهمها الفنان من البيئة المحيطة به فنجد زهور اللاله والقرنفل والسنبل، وأشجار السرو والنخيل وعناقيد العنب، بالإضافة إلى الزخارف الهندسية المختلفة، وكذلك الكتابات التي تعتبر من أهم العناصر الزخرفية التي سادت على عمائر العثمانيين.
البلاطات الخزفية
وأكد أن صناعة البلاطات الخزفية بدأت في الاضمحلال مع بداية النصف الثاني من القرن 11هـ ، 17م حيث افتقرت البلاطات إلى التنوع في الزخارف والألوان، إلى أن قام أحد كبار رجال الدولة بمحاولة لإحياء هذه الصناعة بأن جمع ما تبقى من الخزافين العثمانيين في مدينة أزنيق ونقلهم إلى استانبول وأسس لهم مصنع للخزف بتكفور سراي، ولكن لم يستمر طويلاً في الإنتاج.
وفي القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجريين (18-19م) انتقلت صناعة الخزف إلى مدينة كوتاهية واستمرت بها حتى سقوط الدولة العثمانية، وتميزت البلاطات التى أنتجتها مدينة كوتاهية بعدم انسجام الألوان والعناصر الزخرفية وقلة جودة الصناعة.
الإسطرلاب
وتطرقت محاضرة الدكتور عبد الوهاب كاظم المتخصص فى علم الفلك إلى الإسطرلاب وهو آلة فلكية قديمة وأطلق عليه العرب ذات الصفائح، وهو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية يظهر كيف تبدو السماء في مكان محدد عند وقت محدد ، وقد رسمت السماء على وجه الإسطرلاب بحيث يسهل إيجاد المواضع السماوية عليه وتم تدريب الطلاب على كيفية تركيب واستخدام الإسطرلاب .
علم الرمى
بينما عرض الدكتور محمد إبراهيم علم الرمى فى التراث الإسلامى ، وأن المسئول عن هذه الفرقة في الجيش الحربي كان أميرًا يتخذ شعار القوس والسهم ، وألقى الضوء على صناعة القوس والنبال والتى لم تصنع اعتباطًا بل هناك أقواسًا كبيرة وصغيرة حسب قوة الشخص الذى يستخدمها ،وحاضر الدكتور علاء الدين محمود عن المشكاة فى الفن الإسلامى.