القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الرئيس شى جين بينغ أنتخب رئيساً لجمهورية الصين الشعبية فى الدورة الأولى للمجلس الوطنى الثانى عشر لنواب الشعب فى 14 مارس 2013 وأطلق دعوته لإحياء طريق الحرير بالجلسة الافتتاحية للدورة السادسة للاجتماع الوزارى بمنتدى التعاون الصينى العربى عام 2014 وقد اعتبر الرئيس الصينى أن التعاون لبناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى فى القرن 21 هو نقطة الانطلاق وفرصة جديدة لتعميق العلاقات الاستراتيجية بين الصين والدول العربية وقد تفاعل كل العرب مع هذه الدعوة .
ويضيف د. ريحان بأن تفوق الصين ارتكز على عدة مبادئ جاءت فى كتاب الرئيس الصينى شى جين بينغ " حول الحكم والإدارة " التى أصدرته الشركة الصينية العالمية لتجارة الكتب عام 2014 والتى تضمن خطب وكلمات الرئيس الصينى التى حددت أسس نهوض دولة عظمى كالصين وكان أولها الإشارة إلى الابتكار العلمى والتكنولوجى واحتلاله لموضعاً مركزياً فى الوضع الكلى للتنمية الوطنية ووضع خريطة تقدم جدولاً زمنياً للنهوض بالابتكار وإصلاح الهيكل العلمى والتكنولوجى وربط الإنتاج بالبحث العلمى وربط سلاسل الابتكارات بسلاسل الصناعات الإنتاجية والأصول المالية لتحتل الصين أعلى موقع قبل الآخرين فى العلوم والتكنولوجيا .
ويتابع د. ريحان بأن المبدء الثانى هو الإنصاف والعدالة الاجتماعية والتى تعتمد على العلاقة بين الحفاظ على الاستقرار وحماية الحقوق وتحسين الأنظمة ذات الدور الهام فى حماية المصالح الحيوية للجماهير والمعالجة الشاملة للأمن الاجتماعى والكبح الحازم لإمكانية حدوث جرائم جنائية خطيرة وضمان سلامة حياة وممتلكات الشعب على أساس أن العدالة تولد الثقة والنزاهة تولد المصداقية وأن يحترم الجميع سيادة القانون وأن يكون دور الإعلام التركيز على الجوانب الإيجابية فى المجتمع ومفتاح النجاح هو الارتقاء بجودة ومستوى الإعلام والتوجيه الأيديولوجى وإزالة الغموض والتوصل إلى فهم واضح لطبيعة الأمور وتعزيز حق الحديث على الصعيد الدولى وبناء قدرات الإعلام الموجه للخارج وإقامة منظومة لمخاطبة الآخرين وإصلاح النظام الثقافى وتنمية القطاعات الثقافية وإبراز دور النماذج الأخلاقية الوطنية.
ويشير د. ريحان إلى تفوق الصين اعتماداً على إصلاح منظومة التعليم لعدد 1,3 مليار نسمة وعدد الطلاب والطالبات بالصين 260 مليون وعدد 15 مليون معلم ومعلمة وذلك بالتبادل مع دول العالم فى قطاع التعليم وكذلك الاهتمام بتطوير المناطق الفقيرة ودفع بناء منظومة مساكن الضمان وتوزيعها لسد الطلب الأساسى للجماهير للمساكن وأن تكون الحكومة القوة الرئيسية له واعتمدت الصين فى الخطة الخمسية الثانية عشرة على بناء 36 مليون شقة من مساكن الضمان وإصلاح مناطق الأكواخ بحلول عام 2015 والتركيز على سلامة الإنتاج والتأكد من التزام جميع الشركات بواجباتها حول سلامة الإنتاج وضمان التمويل والتدريب واحتياطات الطوارئ ومواصلة التفتيش على نطاق واسع وتطبيق القوانين بصرامة.
ويوضح د. ريحان أن الصين حققت طفرة كبرى فى ثورة تكنولوجيا المعلومات وتتصدر الصين العالم من حيث مستخدمى الإنترنت كماً وكيفاً حيث أن حجم المعلومات التى تملكها أى دولة يعتبر مؤشراً على قدرتها التنافسية وقوتها الناعمة وتسير الصين بخطة واضحة فى تعزيز الإبداع فى التكنولوجيا الجوهرية وبناء البنية التحتية ورفع القدرة على جمع المعلومات ومعالجتها ونشرها والاستفادة منها وضمان أمنها لتعود بالنفع المتزايد على معيشة الشعب والحرص على امتلاك تكنولوجيا حصرية وقوية وخدمات معلوماتية وفيرة وشاملة وبناء ثقافة الإنترنت وتنمية الاقتصاد المعلوماتى وتوفير ضمان قوى لأمن الشبكات وتنمية الشركات لتصبح قوة رئيسية فى الإبداع التكنولوجى وتطوير صناعة المعلومات واستكمال القوانين واللوائح بشأن إدارة معلومات الإنترنت والإشراف على الفضاء الإلكترونى وفقا للقانون لحماية المصالح الشرعية للمواطنين.
ويشير د. ريحان لحرص الصين على مكافحة الإرهاب لتحقيق الانتصار فى معركة التقدم والنهوض وتوعية الجماهير ليشكلوا حصناً منيعاً أمام الإرهابيين وتفعيل دور الشخصيات الدينية المحبوبة من الجماهير لتعزيز التوجيه الإيجابى وتعزيز النضال ضد الإنفصال ورفع راية التضامن العرقى والتوعية بأهمية الوحدة الوطنية والاهتمام بالبيئة مطلقين شعار " بيئة أفضل لصين جميلة " وتشجيع مشروعات التشجير التطوعية وقد أطلقت الصين هذه الحملة منذ ثلاثين عاماً وأسهمت فى انتعاش موارد الغابات الصينية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة ووضع تخطيط لتقسيم الأراضى لمناطق إنتاجية ومعيشية وبيئية على أساس علمى بحيث يعطى مجالاً أوسع لإعادة الطبيعة لوضعها الأصلى وإطلاق شعار " ترك سماء زرقاء وأرض خضراء ومياه صافية لأجيالنا القادمة " .
وإطلاق صيحة " حزام واحد وطريق واحد " والحزام الواحد هو الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق واحد هو طريق الحرير البحرى للقرن 21 الذى سيؤدى لتسهيل انسياب التجارة على الحزام الاقتصادى لطريق الحرير الذى يبلغ عدد سكانه ثلاثة مليارات نسمة وحجم أسواقه والقوة الكامنة للدول المختلفة على الطريق لا مثيل لها وينبغى على الدول المشتركة بطريق الحرير تسهيل التجارة والاستثمار واتخاذ التدابير المناسبة وإزالة الحواجز التجارية وتخفيض كلفة التجارة والاستثمار ورفع سرعة تدوير الاقتصاد الإقليمى وجودته وتحقيق الفوز المشترك .