مونتريال “المسلة السياحية” ….. عقدت الهيئة العامة للطيران المدني الحلقة الشبابية العالمية الأولى في قطاع الطيران ضمن أعمال الجمعية العمومية الـ40 لمنظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” في مونتريا بكندا.
وركزت الحلقة الشبابية على أهمية تمكين الشباب في قطاع الطيران وبناء القدرات والمهارات بالإضافة إلى المساواة بين الرجل والمرأة في مجالات الطيران بينما تمثل الحلقات الشبابية وسيلة مهمة للتبادل الثقافي والفكري بين الأجيال وتؤكد على استراتيجية القوى الناعمة في تحقيق التواجد الاقتصادي المتوازن.
شارك في الحلقة الشبابية سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني وسعادة سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني وعدد من المسؤولين في قطاع الطيران بالدولة إضافة إلى الشباب المتواجدون ضمن الوفود المشاركة في الجمعية العمومية وطلبة تخصص الطيران من جامعة ميغيل بمونتريال.
وأكد المنصوري أن انعقاد الحلقة الشبابية في مقر المنظمة رسالة واضحة من دولة الإمارات للعالم نؤكد فيها أهمية التواصل بين الأجيال وتأهيل الكوادر المختصة التي يتطلبها قطاع الطيران مشيرا إلى أن العنصر البشري هو أحد أهم محاور التنمية المستدامة.
وقال ” يأتي تواجدنا اليوم مع الشباب لنؤكد أهمية تواجد أصحاب القرار مع الجيل الجديد في وضع الخطط المستقبلية وهو ما تبناه حكومة دولة الإمارات ضمن استراتيجيتها”.
من جانبها قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب إن الإمارات تتبوأ موقعا رائدا في مجال تمكين الشباب ليكونوا روادا في بناء مستقبل الإمارات بمختلف القطاعات الحيوية وإعداده لتحمل المسؤولية وإشراكه في مواقع صنع القرار.. ولفتت إلى أن القيادة الرشيدة تولي اهتماما كبيرا بتمكين الأجيال القادمة، ليكملوا مسيرة تقدم البلاد ويرتقوا بها نحو آفاق جديدة.
وأضافت أن مشاركة الشباب والمؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة في مثل هذه الحلقات والحوارات تولد أفكارا إبداعية وتسهم في تمكين شبابنا من وضع الحلول لأهم التحديات العالمية وإشراكهم في صنع القرارات.
وناقشت الحلقة الشبابية ثلاث محاور رئيسية هي : إعداد الشباب للمستقبل وبناء القدرات والمهارات من خلال التأكيد على أهمية التعليم وتبنيه للمتطلبات الحالية والمتغيرة مستقبلا والمساواة بين الرجل والمرأة في مجالات الطيران ودعم المرأة لتتبوأ مكانتها في القطاع على جميع الأصعدة من خلال تأهيلها وتعليمها.. كما جاء المحور الثالث ليناقش أثر التكنولوجيا على الوظائف في المستقبل وأهمية الاستعداد لتلبية متطلبات القطاع في التغييرات المستقبلية.
وأكد سيف محمد السويدي أن دولة الإمارات لديها تجربة ناجحة في تمكين الشباب بمختلف القطاعات مشيرا إلى أن تجربة الحلقة الشبابية أثبتت جدواها من خلال تحويل الأفكار التي تطرح والمخرجات لخطط عمل يتم متابعتها من أصحاب القرار وعليه كانت فكرة نقل التجربة لتكون لأول مرة في قطاع الطيران في مقر “إيكاو” لتكون نموذجا حيا على أهمية تبني مبادرة ” الجيل القادم من المهنيين في قطاع الطيران” ودعوة الجميع لأن يكونوا فاعلين في هذه المبادرة المهمة لقطاع ينمو بشكل سريع.
من جانبهم أكد الحضور أنه من خلال التعليم هناك سبل كثيرة لتطوير أساليب التعلم واكتساب المهارات من خلال المراحل التعليمية المختلفة، أخذين بالاعتبار مدى نمو ونضج المناطق المختلفة من العالم والحرص على مراعاة اختلاف مستويات الموارد وضرورة تقديم الدعم بمختلف صوره؛ من أجل تنمية مهارات الطلبة والمتعلمين وتحفيزهم للدخول في مجالات الطيران والعلوم الأخرى ..وأشاروا إلى أن التعاون المشترك بين الدول ضروري لرفع وتحسين مستوى التعليم في مختلف الدول ومشاركة الخبرات في بناء جيل مستعد للعمل في مجالات الطيران المختلفة.
وتطرق الحضور لعدد من التحديات التي تواجه المرأة في دولهم في مناطق مختلفة من العالم وجاء النقاش ليؤكد على أن مثل هذه التحديات يمكن تجاوزها من خلال برامج التوعية والتدريب الموجهة لدعم المرأة في مختلف المناطق حول العالم وكان هناك دعم لتكرار مثل هذه الحلقات التي كانت بالنسبة لهم تجربة أولى، فهي تشكل أيضا صورة مثلى لدعم صوت المرأة في إبراز إمكانياتها في العمل في مجال الطيران كما أنه من الضروري الاعتراف بالأمثلة النسائية الناجحة في مجال الطيران لخلق الدافع والحافز للراغبات في دخول مجال الطيران.
كما تناول النقاش بشكل عام أهم التحديات التي ستأتي مع التغييرات المستمرة في القطاع وتطور التكنولوجيا، غير أن الكثيرين أكدوا بأن التكنولوجيا لا تمثل تهديدا مباشرا في الفترة الحالية على الأجيال القادمة في مجال الطيران؛ فالتطور التكنولوجي سيفتح مجالات جديده للعمل وتخصصات جديدة في قطاع الطيران. ووجه الحضور إلى أهمية إمكانية خلق برامج لتطوير مهارات وإمكانيات الأجيال الجديدة من خلال الاستفادة من الخبراء في مجال الطيران وتجاربهم، وألا يكون هناك فجوة بينهم، وأن تكون هناك برامج تدريبية على مستوى العالم وبين كافة الدول والمناطق.
واختتمت الجلسة، بالتأكيد على ضرورة استمرار مثل هذه النقاشات والحلقات في قطاع الطيران، والخروج بحلول مستدامة تخلق توافقا حيا بين الأجيال، وتضمن نمو القطاع، الذي يعتبر رافدا اقتصاديا مهما من خلال تعزيز وجود العنصر البشري المؤهل.
يذكر أن تمكين الشباب في قطاع الطيران يأتي ضمن أجندة مجلس منظمة الطيران المدني الدولي ” إيكاو” والتركيز على المساواة بين الجنسين وتأهيل الكادر البشري من الجنسين في كل القطاعات بناء على المؤهل العلمي والمهارات التي يتطلبها القطاع وعليه أطلقت المنظمة مبادرة “الجيل القادم من المهنيين في قطاع الطيران” والتي تهدف إلى نشر التوعية بضمان استدامة قطاع الطيران من خلال تجهيز الأيدي العاملة الفنية والمختصة في قطاع الطيران.