المسلة السياحية
دبي- (CNN)– تلقى بيل إغيرتون، الذي يُدير شركة “Koala Blue Tours” للسياحة في كوينزلاند بأستراليا، رسالة مثيرة للقلق عبر البريد الإلكتروني. وكانت الرسالة تنص على أنه “تم إلغاء جميع الجولات القادمة من الصين التي تم حجزها معي، وخسرت 15 جولة لفبراير/شباط”، وفقاً لما قاله إغيرتون في مقابلة مع CNN.
وأشار إغيرتون إلى أن السياح الصينيين يمثلون حوالي 10% إلى 20% من عمله التجاري، وقال: “أظن أن الحكومة الفيدرالية لا تفهم حقاً خسارة الدخل، والتأثير على الأعمال التجارية”.
وفي المجموع، رحبت أستراليا بـ9.4 مليون زائر في عام 2019، وأتى 7.96 مليون منهم من الصين، ليساهموا في مبلغ وصل إلى 21.95 مليار دولار في الإنفاق.
ولا تُعد شركة إغيرتون في أستراليا الشركة السياحة الوحيدة التي تأثرت بعد الحظر التي فرضته الصين على الرحلات الجماعية، وحزم الفنادق والطيران، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الإثنين.
وبسبب الحظر الذي تسبب به فيروس كورونا، الذي أصاب ما لا يقل عن 9 آلاف شخص، وتسبب في وفاة 200 شخص منذ أن تم التعرف عليه لأول مرة وسط الصين في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، سيكون له تأثير كبير على عشرات الوجهات حول العالم.
وتُعد الصين أكبر سوق للسفر الخارجي، إذ أنه ارتفع من 4.5 مليون مسافر في عام 2000 إلى 150 مليون في عام 2018.
وفي أعقاب حظر السفر، سيتم ملاحظة غياب المسافرين الصينيين بشكل أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي تعتمد بشدة على السياحة الصينية، كما ستتأثر أجزاء من أوروبا والأمريكتين أيضاً.
حالة طوارئ صحية عالمية
تم إيقاف العديد من الرحلات الجوية باتجاه مدن صينية بسبب خطر تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد.
الخميس، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن فيروس كورونا التاجي يشكل حالة طوارئ عالمية.
وأوقفت شركات طيران، مثل “يونايتد”، ودلتا”، والخطوط الجوية البريطانية، وشركة خطوط الطيران الجوية الهولندية “KLM”، و”إير كندا”، رحلاتها من وإلى العديد من المدن الصينية، بينما قامت شركات أخرى مثل “كاثي باسيفيك” بتقليل عدد رحلاتها الجوية.
ووفقاً لتقرير صادر من شركة تحليل السفر “ForwardKeys”، والتي تراقب 17 مليون معاملة حجز يومياً، إن التأثير ملحوظ بسبب كوننا في منتصف فترة السنة الصينية الجديدة، والتي عادةً ما تكون واحدة من أكثر مواسم السفر ازدحاماً خلال العام.
وكانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي عادةً ما تستقبل 75% من المسافرين في السنة الصينية الجديدة، الأكثر تضرراً.
وانخفضت الحجوزات فيها بالفعل بنسبة %1.3 قبل الحظر، ثم انخفضت بمقدار 15.1% بعد أسبوع.
التأثير حول العالم
كانت الآثار المترتبة على فيروس كورونا كبيرة في تايلاند.
وتأثرت وجهات مثل تايلاند، وفيتنام، وكوريا الجنوبية، واليابان بشكل كبير بسبب حظر السفر.
وساهمت الصين وحدها بنسبة 51% من الناتج المحلي الإجمالي للسفر والسياحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2018، وفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC).
وساهمت الصين وحدها بنسبة 51% من الناتج المحلي الإجمالي للسفر والسياحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2018.
وكانت الآثار المترتبة على فيروس كورونا كبيرة في تايلاند، ووفقاً رئيس رابطة وكلاء السفر التايلانديين، لفيتشيت براكوبغوسول، إذ ألغى 1.2 مليون إلى 1.3 مليون مسافر صيني تقريباً زياراتهم إلى البلاد في فبراير/شباط ومارس/آذار.
العودة ما بعد انتشار فيروس كورونا
ومع أنه من المبكر حساب الأضرار الإقتصادية الآن، إلا أن التأثير العالمي على قطاع السياحة يعتمد إلى حد كبير على المدة التي سوف يستغرقها احتواء الفيروس.
وعند المقارنة، كلّف تفشي فيروس “سارس” (ٍSARS) الاقتصاد العالمي ما بين 30 إلى 50 مليار دولار.
يعبر خبراء عن تفائلهم بشأن انتعاش قطاع السياحة بسرعة.
وقال متحدث من المجلس العالمي للسفر والسياحة لـCNN إنه استغرق الأمر 16 شهراً لتعود الصين إلى ما كانت عليه بالنسبة لمستويات الوافدين الدوليين ما قبل الأزمة.
ولكن هذه المرة، كانت الحكومة الصينية أفضل استعداداً لتفشي المرض.
ولم تقم الصين بالتصرف بشكل أسرع فحسب، بل إنها أيضاً كانت أكثر شفافية مع المجتمع الدولي، وفقاً لما قاله مدير معهد بحوث السياحة الخارجية الصيني (COTRI)، وولفجانغ جورج أرلت، لـCNN.
وأضاف أرلت: “بالطبع من المبكر للغاية تحديد المدة التي سيستغرقه الأمر الآن.. ولكن إذا كان الأمر يشابه السارس إلى حد ما، فقد تعود الأمور إلى طبيعتها في بداية أو منتصف أبريل/نيسان”.
وأشار أرلت أيضاً إلى أن السفر يرتبط بمكانتك الاجتماعية في الصين، ولذلك “لن تتوقف تلك الرغبة في السفر”.