المسلة السياحية
تقرير يكتبه : أشرف الجداوي
قبيل ازمة وباء كورونا كنت في زيارة لجمهورية سيشيل وتحديدا نوفمبر 2019 لمتابعة أحد المؤتمرات السياحية الدولية فيها والذي ناقش سبل دفع وتطوير الحركة السياحية في هذه البلد الذي يعتمد إقتصادها بشكل رئيسي علي حركة السياحة الدولية ، وقتها لم تخطئ العين حالة الركود الإقتصادي التي تعاني منها جزر هذه الجمهورية الأفريقية ، وكانت تستعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في العام الحالي 2020 و التي ستجري في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الجاري وسط منافسة سياسية بين حزبين تقليديين ، وحزب جديد ثالث يحاول كسر هيمنة القوي التقليدية علي الحياة السياسية السيشيلية طوال نحو نصف قرن .
أحوال وأزمات
ويكثر الحديث هناك حول إخفاق البرلمان السابق في أداء دوره التشريعي والرقابي ومدي إخفاق الحكومات المتعاقبة في مواجهة أزمات البلد الاقتصادية وتدهور أحوال السيشيليين الحياتية، ويعبر قطاع عريض منهم عن غضبهم من عودة المحترفين الذي لم يراهم احد عقب وصولهم لمقاعد البرلمان للمشهد لقدرتهم علي التحكم في مفاتيح وسائل الإعلام ، وخصوصا منصات التواصل الاجتماعي رغم علمهم ان اغلب ابناء سيشيل لا يتعاملون مع هذه الوسائط الحديثة لظروفهم المالية والاجتماعية .
الاعلام الرقمي
ولكن يبدو أن إهتمام هؤلاء المحترفين المسيطرون علي آلة الاعلام الرقمي كان جمهورهم المستهدف الحفاظ علي نشطاء حزبهم القديم حتي لا يفكرون في دعم حزب (سيشيل واحدة ) الذي يصفه مراقبون أنه أمل سيشيل للخروج من أزماتها .
هجوم الكتروني
ولاحظ المراقبون ان الحملات الإعلامية للأحزاب القديمة اكتفت الهجوم علي قيادات هذا الحزب الجديد الذي أعلن عن قيامه منذ عدة شهور فقط ، وطرح حزب “سيشيل واحدة ” لمشروعا سياسيا واقتصاديا ببعد وطني لحل مشكلات البلاد .
حوار مفقود
وبدلا من شرح برامج ورؤية الأحزاب ،اكتفت الوسائط التقليدية الإذاعة والتلفزيون والصحف الورقية بالإشادة وتمجيد قيادتها ولم تفسح مجالاً متساوياً للقوي الجديدة ولم تفتح المجال ايضا لحوار مجتمعي ُيمّكن الجمهور من اتخاذ قرارات وخيارات حرة في الانتخابات القادمة .
زعيم وبطل
ويكشف زعيم حزب سيشيل واحدة ( آلن سانت أنچ )والمرشح الرئاسي في تصريحات صحفية نشرت له عبر المواقع والقنوات الاخبارية الدولية ” من تجاهل وسائل الإعلام المحلية ، لنصر تحقق لبلاده حينما فاز وهو السياسي والاقتصادي والخبير السياحي بلقب ‘ بطل السياحة ‘ وهي جائزة دولية تمنح للأفراد الذين يظهرون قيادة إستثنائية وابتكارا ً في مجال العمل السياحي الدولي والمحلي.
الدولة العميقة
ويضيف قائلا “لقد إعتبر الكثيرون ان هذا الفوز هو فوز وانتصار لسيشيل ، وهو كذلك فعلا بإعتباري مواطنا سيشيليا ً، ولكن للاسف تعامل المنافسون ومنصاتهم الإعلامية مع الحدث بشكل خاطئ متناسيين مصلحة الوطن ، وتعمدوا التعتيم عليه ..انها الدولة العميقة !! بالرغم ان وسائل الإعلام الدولية نشرت الخبر وتابعته بشكل أعاد الثقة لاسم ” سيشيل ” في سوق السياحة الدولية .
سخونة واستقطاب
الغضب من عدم توازن التغطية الاعلاميةً لمختلف القوي المتنافسة جعل اجواء سيشيل الدافئة أكثر سخونة وجعل الاستقطاب السياسي أكثر وضوحا .
وهذا ما سنتناوله في التقرير القادم …