المسلة السياحية
أعد التقرير : محرر الطيران
بسبب كورونا وتداعياتها الكارثية..كشف تقرير نتائج أعمال شركة بوينج عملاق صناعة الطائرات الامريكية صدر اليوم عن نتائجها للربع الثالث ، و أظهرت الأرقام أن الشركة تكبدت خسارة قدرها 3.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 2020.. نتيجة لتراجع المبيعات والحجوزات الجديدة بسبب الجائحة التي اضطرت شركات الطيران على مستوي العالم الي تقليص ميزانياتها لشراء طائرات جديدة او تأجيل عمليات تحديث اساطيليها .
معانأة مزدوج
والحقيقة ان شركات تصنيع الطائرات حول العالم جمعيها تأثرت بتداعيات الجائحة الكورونية وليس العملاقين الاشهر ” بوينج وإيرباص ” فالجميع تضرر ماليا على ارض الواقع وتشير الارقام الصادرة لنتائج الاعمال لكارثية وفداحة الموقف لليوم ،مادامت حركة الطيران العالمية محدودة ،اضف لهذا ما أذيع وأكدته منظمة الصحة العالمية حول حلول الموجة الثانية من الجائحة قبل ان يتعافي العالم او يجد لقاح للفيروس حتى يومنا هذا .
عدم اليقين
ومن ثم تطلع شركات الطيران حول العالم لتأجيل عمليات استلام الطائرات الجديدة من المصنعين .. او حجز طائرات جديدة على المدى القريب عام او عامين لحين وضوح الرؤية و انقشاع سحب عدم اليقين التي تتلبس فضاء صناعة الطيران العالمية، ونزيف الخسائر اليومي التى تتكبدها تلك الشركات واساطليها رابضة على الارض ،لاتحرك ساكنا لقلة الطلب وعزوف المسافرين عن فكرة السفر في الوقت الحالي خوفا وفزعا من الفيروس القاتل .
بوينج وحتمية الخسارة
و وفقًا لأحدث أرقام بوينج اليوم ، فقد حققت الشركة صافي خسارة إجمالية قدرها 3.502 مليار دولار حتى الآن من العام .. ومع ذلك فإن 466 مليون دولار فقط (13٪) من تلك الخسائر جاءت من الربع الثالث.. ويقارن هذا بأرباح بلغت 374 مليون دولار هذا الوقت من العام الماضي ، و 7036 مليون دولار في 2018.
الغلق والتسليم
ويمكن للمتابع ان يلحظ أمرين في مسلسل نزيف ارباح بوينج المتوالي – الامر الاول : يتمثل في الجائحة الكورونية غير المتوقعة التي حلت بالعالم ، ومن ثم حالة الشلل لاقتصاديات العالم و بخاصة الكبري منه ، والغلق والحجر الصحي الذي فرض قيود لم تكن باي حال من الاحوال في الحسبان ، ونجم عن ذلك تأخر المصنع العملاق بوينج في تسليم طائراتها التجارية المتعاقد عليه سلفا لزبائنها .
أزمة مكس
الامر الثاني : قرار بوينج الاقتصادي والسياسي بامتياز ويسأل في هذا الحكومة الامريكية وهو وقف انتاج الطائرة مكس 373 MAX لاسباب فنية تتعلق بالسلامة بعد ما اقر خبراء ومهندسي الشركة بوجود ملاحظات فنية وتقنية تستوجب المراجعة الشاملة بعد تكرار حوادث الطائرة في وقت قصير ، وهو الامر الذي اثر بشكل او بأخر على تسويق وبيع منتجات بوينج الاخري بالكميات المتوقعة لشركات الطيران .
دالة الارقام
ولعل الارقام خير دليل على ذلك التحليل الاقرب للواقع المرير الذي تحياه بوينج اليوم .. ففي الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 ، سلمت بوينج 568 طائرة تجارية للعملاء في جميع أنحاء العالم،و مع تأثير وقف انتاج Boeing 737 MAX ، انخفض هذا بأكثر من النصف إلى 301، ومع ذلك عندما تضيف تأثير الوباء ، سلمت Boeing حتى الآن 98 طائرة فقط في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.
تعليق بوينج
وتعليقًا على تلك النتائج المحبطة ، اكد رئيس بوينج والرئيس التنفيذي ديف كالهون ” ان استمر الوباء العالمي في زيادة الضغط على أعمالنا هذا الربع ، ونحن نتماشى مع هذا الواقع الجديد من خلال إدارة السيولة عن كثب وتحويل مؤسستنا لتصبح أكثر حدة ومرونة واستدامة على المدى الطويل.
ضارة ونافعة
و أضاف ” كالهون ” سيكون هناك القليل من الراحة لشركة بوينج Boeing لأنه تم إحراز تقدم أخيرًا فيما يتعلق بإعادة 737 MAX إلى الخدمة ، منذ أن تم إيقاف الطائرة قبل 20 شهرًا تقريبًا ، أكملت شركة بوينج 1400 رحلة اختبار وفحص من هذا النوع، هذا يعادل أكثر من 3000 ساعة من الرحلات الجوية.
عودة مكس 373
و في الآونة الأخيرة ، قامت وفود من هيئات الطيران الامريكية والدولية الاخري باختبار الطائرة بنفسها.
يبدو أن هذا الامر اعادة بشكل ما السمعة الطيبة للطائرة الجديدة لدي عملائنا من شركات الطيران الدولية .
و تستهدف بعض شركات الطيران الأمريكية الآن عودة هذه الطائرات إلى الخدمة قبل نهاية العام.
كما تتوقع شركة رينا اير Ryanair للطيران ، واحد اهم عملاء لطائرات 737 ، حاليًا تسليم أول طائرات 737 MAX في أوائل عام 2021 .