المسلة السياحية
القسم الأدبي
في إطار مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمي باليونسكو عام2002 طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية في مصر، وبمناسبة شم النسيم العيد المسرى القديم والذى تصادف أن يكون اليوم الذى نجى فيه الله نبيه موسى من الغرق ، حيث اختاروا هذا اليوم بالذات للخروج حتى لا يلفت انتباه المصريين مع انشغالهم بهذا اليوم العظيم في حياتهم، واحتفل اليهود بهذا اليوم وأطلقوا عليه عيد الفصح وهى كلمة عبرية معناها الخروج أو العبور واشتقت منها كلمة (بصخة اليونانية) إشارة إلى نجاتهم.
ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته مع موعد عيد القيامة وبعد دخول المسيحية مصر تمّ ترحيل هذا العيد إلى ما بعد عيد القيامة، حتى يمكن للمسيحيين الاحتفال به بأكل السمك والفسيخ بعد فترة الصوم الكبير ، تعاقد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار ، مع دار أوراق للنشر والتوزيع على نشر وطباعة كتاب “التجليات الربانية في الوادي المقدس طوى” والذى سيكون بين يدى القراء بمعرض القاهرة في نهاية يونيو .
قصة التجلي الأعظم
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مؤلف الكتاب، بأن الكتاب يرصد قصة التجلي الأعظم منذ دخول بنى إسرائيل إلى مصر وحتى وقوفهم على أبواب المدينة المقدسة ورفضهم الدخول، حيث يتضمن بنو إسرائيل في مصر ملقيًا الضوء على العبرانيين ومدلول “عبرو” و “بنو إسرائيل” ودخولهم إلى مصر وسكنهم في أرض جاشان (في أطراف محافظة الشرقية) ، وفترة دخولهم وعلاقتهم بالهكسوس وحياة نبي الله يوسف في مصر ومناقشة ذلك.
بالأدلة مدين بسيناء
ويعرض الكتاب مدن بررعمسيس، بيثوم، وعلاقتها بتاريخ بنى إسرائيل، ثم تنتقل الرحلة إلى أرض مدين حيث الخروج الأول لنبي الله موسى منفردًا إلى أرض لا يعرفها لحكمة إلهية ليدرك معالم الطريق في خروجه الثاني مع بنى إسرائيل، ويؤكد الكتاب بعدة أدلة ولأول مرة أن مدين الذى تزوج منها نبي الله موسى إحدى بنات العبد الصالح شعيب وعاش بها ما بين ثماني إلى عشر سنوات تقع داخل محافظة جنوب سيناء حاليًا ما بين شرم الشيخ ودهب.
شجرة العليقة المشتعلة
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الرحلة تستمر بحنين نبي الله موسى إلى وطنه الذى تربى فيه ورحيله من مدين في اتجاه مصر دون أن يدرك الطريق جيدًا فتاه في الصحراء ، ووجد هدايته عند شجرة العليقة المشتعلة لا النار تحرق الشجرة ولا مائية الشجرة وخضرتها تطفئ النار فظلت مشتعلة، وهى الشجرة الموجودة حاليًا بالوادي المقدس داخل دير سانت كاترين الذى ناجى عندها ربه، وجاء الأمر الإلهي بهداية فرعون وخروج بنى إسرائيل من مصر عبر سيناء إلى الأرض المقدسة.
الخروج الثاني لليهود
ولفت الدكتور ريحان إلى أن السيناريو ينتقل بعدها إلى قصر فرعون وحوار نبي الله موسى ويوم الزينة التي اعقبته آيات الله على فرعون وقومه، ليبدأ الخروج الثاني لنبي الله موسى مع قومه إلى سيناء ويناقش الكتاب كل أسماء الملوك المتهمة من المؤرخين والآثاريين والكتّاب بانها فراعنة نبي الله موسى ، وهم أحمس، تحتمس الأول، حتشبسوت، أخناتون، حور محب، سيتي الثاني، رمسيس الثاني ومرنبتاح، كما يناقش الآراء التي ذكرت أن فرعون اسم شخص .
موقع النجاة وغرق فرعون
ويخرج بنو إسرائيل في رحلتهم مع بداية انطلاقهم من ارض جاشان وعبورهم مدن سكوت وإيثام ومجدل وبعل صفون وفم الحيروث ، مع رصد حقائق هذه المدن حتى الوصول إلى رأس خليج السويس موقع نجاتهم وغرق فرعون ، واستكمال الطريق عبر جنوب سيناء مع عرض الأدلة على اتخاذ هذا الطريق والوقوف بمحطات هذا الطريق.
والتي تبدأ بعيون موسى المنطقة المعروفة بهذا الاسم حتى الآن وما ذكر بالقرآن الكريم والتوراة ورصد ما تم بها من اعمال ترميم وتطوير حتى الان، حتى الوصول إلى منطقة القوم عبدة الأصنام عند معبد سرابيط الخادم حتى وصولهم إلى منطقة ساحلية طبقًا لنص القرآن موقع عبادة العجل الذهبي، وهى طبقًا لخط سير الرحلة وانتظامها موقع مدينة طور سيناء الحالية.
حقيقة العجل الذهبي
وأوضح الدكتور ريحان أن الكتاب يرصد حقيقة العجل الذهبي وجزاء عبادة العجل، ولماذا يقع في منطقة ساحلية وليست المنطقة الشهيرة بوادي الراحة بسانت كاترين الموجود بها منظر نحت عجل في الجبل، ثم اختيار سبعين رجلًا للاعتذار ومعجزة ” نتق الجبل فوق بنى إسرائيل ” ، ومعجزة دك الجبل وموقعها وتلقى نبي الله موسى لألواح الشريعة.
موقع جبل موسي
ومناقشة الموقع الحقيقي لجبل موسى وتفنيد الآراء التي ذكرت انه خارج سيناء سواءً في جبل نافو في الأردن، أو جبل كركوم في صحراء النقب بفلسطين، وتأكيد أنه الجبل الحالي بالوادي المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ، والذى يرتاده ملايين الزوار والحجاج المسيحيون ويصعدون إلى قمته لرؤية أجمل منظر شروق في العالم.
}فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا{
ثم يستكمل نبي الله موسى وبنو إسرائيل رحلتهم عبر الشطر الشرقي من سيناء في اتجاه خليج العقبة ،حتى الوصول إلى اعتاب الأرض المقدسة الذى رفضوا دخولها رغم قدرتهم على الحرب والقتال وقالوا لموسى }فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا{.
ولم يدخل أحدًا منهم الأرض المقدسة، فقدّر عليهم البقاء في برية سيناء أربعون عامًا حتى يفنى الجيل الذى نشأ في الذل.
ويأتي الجيل الذى ولد وتربى في سيناء ودخلوا الأرض المقدسة في عهد يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف فتى موسى .