المسلة السياحية
أجري الحوار – اشرف سركيس
مسيو درى – ابو السياحة – معلم الاجيال- كبير السياحيين – الساحر- الخبير- الاستاذ- المعلم- العمدة- الانسان- الخلوق- المحترم – القدوة- هذه بعض الالقاب التي اطلقت على ابو السياحة المصرية الأستاذ الكبير محمد درى صاحب التاريخ السياحى المشرف ومعلم الاجيال .. ولاول مرة وفى حوار سياحي مهنى متخصص فى نادى اليخت على نهر النيل العظيم .
قام أبو السياحة العظيم مسيو محمد درى بفتح قلبه لتعرف الأجيال الجديدة وانا منهم عن عظمة هذا الرجل وتاريخه وذكرياته ومكانته الكبيرة،
وفوجئت بقصص وحكايات سياحية وتاريخ عريض لا يمكن تصديقه وحكايات ولا فى الخيال .
فأول من وضع زيارات محافظة المنيا الأثرية على الخريطة السياحية كان مسيو درى ، عندما قابل محافظ المنيا عام 1962 واقترح عليه إحضار وفد سياحي من رجال الأعمال أغنياء سويسرا ، واشاد بدور موظف مكتب السياحة وقتها وذكره بأسمه فى لمسة وفاء نادرة وهو الاستاذ عدلى ميخائيل، والذي تحمس وقام بإحضار أتوبيسات هيئة النقل العام البسيطة المتواضعة و تجهيزها لنقل الوفد السياحى ..
وكانت المشكلة كيفية تحرك الوفد بين المناطق الاثرية غير الممهدة وقتها، وقام مسيو درى بإحضار عربات نقل المحاصيل الزراعية وتجهيزها بالمقاعد وجرها باللوادر في رحلة طبيعية بين الاطلال الاثرية والتى اذهلت من جمالها وعظمتها الوفد السياحي، الذين انبهروا بمعابد المنيا الأثرية من تل العمارنة لبنى حسن ، وتونة الجبل والأشمونين ، ولم يكتفى بهذا بل قام باتصالاته بإيقاف القطار فى ملوى لاول مرة فى التاريخ لاصطحاب الوفد الى مدينة الاقصر السياحية لتكملة رحلته التاريخية .
وأول من قام بعمل رحلة نيلية سياحية بين الأقصر وأسوان كانت شركة ايستمار برئاسة مسيو درى ، والذين قاموا بإحضار مركب السودان الملكية والوحيدة فى هذا الوقت وتجهيزها ، وقامت بعمل اول زيارة نيلية لأسنا وادفو وكوم امبو ، ومزارات أسوان الرائعة .
وهو ايضا اول من قام بعمل زيارات لمعبد ابو سمبل بالباخرة من وراء السد العالى فى تاريخ لن يتكرر وذلك فى بداية الستينات وقام باخراج المركب خارج السد وعودتها مره اخرى معجزة هندسية لا تتكرر .
وهو أول من قام بدخول سوق السياحة الأمريكى فى بداية الستينات ، وإحضار اللوردات وأصحاب الشركات ورجال الأعمال لزيارة معالم مصر الاثرية فى رحله طويله استمرت اسبوعين ، وهو ايضا من قام بالتعاقد بإحضار رحلات الموانئ السريعة في بداية السبعينات البواخر والسفن العملاقة والتى تزور موانئ مصر والتى تسعى وزارة السياحة حاليا إحيائها مرة أخرى فى وقتنا الحالى .
وكذلك فوجئت بأن شركة ايستمار التى كان يراسها مسيو درى يرجع تاريخ ترخيصها لعام 1923 وكانت من أقدم ثلاث شركات سياحية تم تأسيسها عالميا .
وعن علاقته برجال الاعمال صرح بأن معظمهم كانوا تلاميذه وكان يعاملهم بحب وود ، وكان يقوم بخدمة منافسيه فى الشركات الاخرى وإرشادهم ونصحهم حرصا منه على نجاحهم لانه نجاح لسمعة السياحة المصرية ككل .
وكذلك قام بذكر ممدوح البلتاجى كأحسن وزير سياحة من وجهة نظره لما كان يبديه من مرونة وتفهم للمشاكل وسرعة اتخاذ الإجراءات لحلها بعيدا عن الروتين والبيروقراطية .
وهو حاليا يفضل الابتعاد عن الساحة السياحية والاستمتاع بحياته العائلية بالرغم من كافة العروض من مختلف الجهات لتولى مناصب قيادية سواء في الغرف السياحية او كمستشار سياحي .
وللحق استمتعت بالحوار وسعدت بهذا اللقاء التاريخى واتمنى من وزير السياحة والاثار الحالى تكريم هذا الرجل العملاق صاحب التاريخ السياحى الكبير فى ندوة يحضرها كافة تلاميذه ومحبيه .
وكذلك ترشيحه للحصول على وسام الجمهورية كاقل تقدير منا لتاريخ هذا الرجل مؤسس صناعة السياحة المصرية فى عصرها الحديث .
