فعاليات في البترا تحمل الحكومة وهيئة التنشيط تراجع السياحة في اللواء
معان …. حملت فعاليات شعبية وسياحية في لواء البترا الحكومة وهيئة تنشيط السياحة تراجع أعداد السياح في اللواء، مما انعكس على دخل المنشآت السياحية والعاملين فيها، وجعلها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المالية للبنوك وإغلاق بعضها.
واشاروا خلال مؤتمر صحفي عقد في وادي موسى أمس، الى أن المدينة لم تشهد أي استثمار سياحي حقيقي منذ (20 عاما)، رغم فوزها بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع، والذي لم يغير من واقع حال المدينة اي شيئ، وما زال الاهتمام الحكومي فيها دون مستوى الطموح.
وأكدوا أن تدني السياحة قد نتج عنه إغلاق عشرات المنشآت وتسريح مئات الأيدي العاملة التي أصبحت في عداد العاطلين عن العمل، مطالبين بإعطاء مفوضية البترا الولاية الكاملة على المدينة وسياحتها وتعزيز مبدأ اللامركزية، إلى جانب دعم موازنة السلطة لتمكينها من النهوض بالمدينة وتنفيذ مشاريعها.
كما تساءلوا عن مصيرفكرة انشاء مطار في منطقة البترا بهدف جذب السياحة وتنمية محافظة معان التي تمتلك في فضائها كل المقومات لتنفيذ هذا المشروع. وكشف رئيس جمعية المكاتب السياحية سليمان الحسنات، عن أن (80%) من سياح المدينة لا يبيتون بها، وأن البترا لم تلمس أي إرادة حقيقية لصناع السياحة وأصحاب القرار تجاه سياحتها التي اصبحت ممرا وليس مقرا للسياحة.
وقال الحسنات ان البترا لم تحظى بالاهتمام الحكومي الذي يتماشى مع أهميتها السياحية، منوها الى وجود تهميش للبترا في سياحة المؤتمرات وتوجيه الاستثمار، مما جعلها ممرا للزوار الذين يقضي معظمهم أقل من يوم فيها. وطالب بإقامة صندوق للمخاطر السياحية، وباهتمام جاد من قبل الحكومة وهيئة تنشيط السياحة لإعادة الحياة إلى المدينة التي تعد أبرز عجائب الدنيا السبع بحسب الدستور.
وبين الحسنات أن العام الحالي قد شهد تراجعا سياحيا غير مسبوق، حيث أن مكاتب السياحة والسفر باتت عاجزة عن دفع كلفها التشغيلية وأن بعضها في طريقه إلى الإغلاق، في ظل عدم وجود سياسة تسويقية حقيقية للمواقع السياحية في البتراء.
من جانبه أكد رئيس جمعية فنادق البترا خالد عمرة النوافلة، أن السياحة في المدينة تمر بظروف عصيبة وأن الحكومة لم تدرك بعد حجم المأساة التي يعانيها القطاع في البترا، مما ترتب عليه اغلاق عدد من منشآتها منذ العام الماضي. وطالب بتوسيع شمول البترا ببرامج هيئة تنشيط السياحة بشرط الإقامة فيها، وتخصيص مبلغ من قبل الهيئة لتشجيع السياحة الداخلية وإلغاء برنامج « الأردن أحلى» والعودة للعمل ببرنامج «سحر البترا « الذي أثبت نجاحه في دعم مدينة البترا ومنشآتها السياحية. كما طالب النوافلة بإعفاء القطاع السياحي في البترا من ضريبتي الدخل والمبيعات لمدة لا تقل عن خمس سنوات، وكذلك الامر رسوم هيئة تنشيط السياحة، إضافة إلى جدولة القروض البنكية المترتبة على القطاع، ودعم جمعية فنادق البترا لتمكينها من تنفيذ مشرع الطاقة المتجددة.
ودعا إلى التوسع في ترويج مدينة البترا، وإلى ضرورة أن توليها الحكومة الدعم والاهتمام الكافي الذي يليق بمكانتها العالمية، وبما ينقذ قطاع السياحة فيها ودعوة الهيئات الدبلوماسية الموجودة في المملكة لزيارة البتراء،وان يتم تغطيتها من قبل وسائل الاعلام الدولية. وأوضح رئيس جمعية الرواحل حسين الحسنات، أن دخل بعض الأسر المستفيدة من الرواحل انخفض جراء تراجع السياحة، رغم ان نحو 1500 أسرة تستفيد من دخل 353 راحلة تعمل على نقل السياح.
وكشف رئيس فرع جمعية أدلاء السياحة سليمان المشاعلة، أن تدني السياحة أسهم بالتأثير على دخول 150 دليلا سياحيا يمارسون المهنة في البترا، حيث أصبح معدل عمل الدليل رحلة واحدة كل 10 أيام، بعد أن كان يعمل بمعدل رحلة يوميا عام 2010. وطالب ممثل قطاع المطاعم السياحية سلميان الهلالات، بالتوزيع العادل للمكتسبات السياحية بين مناطق المملكة، مشيرا إلى المعاناة التي يعانيها قطاع المطاعم في البترا جراء تدني السياحة. وأكد الهلالات أن تدني السياحة أثر بشكل واضح على دخل المطاعم والأيدي العاملة فيها، مما أوصلها إلى مرحلة العجز عن سد كلفها التشغيلية، وخير دليل على ذلك ان البتراء وفي هذه الاثناء ونحن على ابواب الاحتفال برأس السنة لم تبلغ نسبة الحجوزات فيها لكافة مرافقها السياحية سوى 1%.
وبين رئيس جمعية أصحاب محال بيع التحف أحمد الهلالات، أن عددا كبيرا من المحال بات مهددا بالإغلاق، وأن قطاع التحف لم يعد مجد في ظل الانتكاسة السياحية التي تعيشها البترا، ونتيجة ارتفاع الأجور والضرائب عليها.
وفي نهاية المؤتمر اجمع ممثلو القطاعات السياحية في البتراء بأنهم سيقومون بتنفيذ اجراءات تصعيدية اذا استمرت هذه الظروف في هذه المدينة التي تعتبر من اهم المناطق السياحية في العالم تصل الى حد الاعتصامات والإضرابات والاغلاقات، وحسب مقتضيات القانون التي تعطيهم الحق بتنفيذ برامج تصعيدية.