Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خبير آثار يروى قصة سانت كاترين وتعذيبها وحفظ رفاتها في ذكرى يوم استشهادها .. تقرير ثقافي

خبير آثار يروى قصة سانت كاترين وتعذيبها وحفظ رفاتها في ذكرى يوم استشهادها .. تقرير ثقافي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية

تقرير ثقافي

القاهرة – يحتفل دير سانت كاترين اليوم ولمدة ثلاثة أيام بذكرى استشهاد القديسة كاترين والذى يوافق يوم 7 ديسمبر من كل عام ، وفى ضوء ذلك يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ” أن القديسة كاترين هي قديسة مصرية ابنة كوستاس من عائلة نبيلة بالإسكندرية .

 

 

وعاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الروماني مكسيمانوس 305- 311م، وتحولت إلى المسيحية ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيمًا من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل ، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرب المقربين إلى الإمبراطور من رجال البلاط.

 

ايقونات القديسة سانت كاترين

رؤيا الرهبان

ويضيف الدكتور ريحان أن مكسيمانوس لجأ إلى تعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعوها فيها، ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها ، وبعد مضي خمسة قرون على استشهادها رأى أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب دير طور سيناء الذى بناه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي .

 

جبل سانت كاترين

جبل سانت كاترين

وتغير اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة في القرن التاسع الميلادي فصعد الرهبان للجبل فوجدوا بقايا الجثمان فدفنوها في أعلى ذلك الجبل، وأطلق على هذا الجبل الذى يبلغ ارتفاعه 2642م فوق مستوى سطح البحر جبل سانت كاترين، وبنى الرهبان هناك كنيسة مكان العثور على رفات القديسة كاترين وكان الرهبان يذهبون أعلى جبل كاترين لإقامة قداس بالكنيسة واستمر ذلك حتى تم نقل رفاتها إلى كنيسة الدير.

 

 

جثمان القديسة كاترين

 

د. ريحان في قلب دير سانت كاترين

 

ويشير الدكتور ريحان إلى أن علماء الحملة الفرنسية صعدوا إلى جبل كاترين، وصحبهم أحد الرهبان، ورأوا هناك صخرة من الجرانيت هي موضع تقديس من جانب المسيحيين، ولقد شرح لهم الرهبان قصة هذا التقديس حيث وجد بعض المسيحيين على هذه الصخرة جثامين لفتاة فأخبروا أحد الرهبان بالأمر، وذهب الجميع للتعرف على الجثمان، وأقروا بأنه جثمان لشهيدة، وأنه لا بد أن يكون جثمان القديسة كاترين التي نقلت حسب المعتقد الراسخ لدى رهبان الدير من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة، ثم نقل الرهبان تلك البقايا لكنيسة الدير ومن ذلك العهد سمى الدير باسم دير سانت كاترين وأطلق على الجبل جبل سانت كاترين أعلى جبال مصر كلها 2246م فوق مستوى سطح البحر .

 

رفات القديسة كاترين في تابوت رخامي

التابوت والخدمة الطقسية

وينوه الدكتور ريحان إلى أن رهبان سيناء اعتادوا وضع رفات القديسة كاترين في تابوت رخامي متقن الصنع موقعه هيكل كنيسة التجلي، وقد صنع في ورشة بالقدس في منتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م  ،وأن كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة منها مخطوط طقسي محفوظ بالدير من عام 1214م …

كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ، ومنهم الحاج الألماني الدوق ثيتمار حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التي تقام عند تناول البركة من رفات القديسة وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين .

 

 

علماء الحملة الفرنسية

ويوضح الدكتور ريحان أن علماء الحملة الفرنسية شاهدوا الجثمان وكان في صندوق له نافذة من الرخام ، وفى يوم عيد القديسة تعرض الرأس واليد اليمنى أمام النافذة وتنال تقديس الناس، ولقد رأى علماء الحملة الفرنسية أحد مراسم هذا الاحتفال، فلقد زينت الكنيسة كما في أيام الأعياد الكبرى، وأُضيئت كافة الشموع والمصابيح سار رئيس الدير والرهبان حتى بلغوا الشرقية ليقبلوا جبهة القديسة والخاتم بيد القديسة .

 

القديسة سانت كاترين

رفات القديسة

ولفت الدكتور ريحان إلى أن رفات القديسة كاترين وضعت في صندوق ذهبي بمذبح الكنيسة ، وشملت الرفات اليد اليسرى والرأس ثم حفظت في تابوت رخامي من القرن 12 إلى 18م  ،كما حفظت في صندوق من المرمر أعد عام 1231م بمذبح كنيسة التجلي، والآن هناك تابوت تحت قبة المظلة التي تقع على يمين المذبح يحوى صندوقان من الفضة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترين يحوطها تاج ذهبي مرصع بالجواهر،  والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة .

 

 

سمعان المترجم

ويتابع الدكتور ريحان بأن شهرة القديسة كاترين ذاعت في جميع أنحاء أوروبا خاصة بعد أن حمل سمعان المترجم – الذى يتحدث خمس لغات – رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا وكتب في القرن العاشر الميلادي كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة )، وأصبح دير سانت كاترين منذ ذلك الحين معروفًا للجميع .

 

 

مدينة هراقليون

وإزاء ذلك تدفقت المعونات على دير سيناء من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة ورسم صورها في الشرق والغرب ، والذين أظهروا في رسوماتهم أداة تعذيب القديسة وهى عجلة التعذيب ، وبعد العصر البيزنطي وحتى القرن العشرين أصبح لدير سيناء مقار سينائية متعددة تأسست في جميع أنحاء العالم ، وأعطوها اسم القديسة كاترين منها المقر السينائي الهام في مدينة هراقليون بكريت الذى تخرج منه عدد كبير من شخصيات الكنيسة الهامة، وزاره الدكتور ريحان أثناء دراسته للآثار البيزنطية بجامعة أثينا.

 

الدكتور عبد الرحيم ريحان.. مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار

على جوجل نيوز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله