المسلة السياحية
ليبيا – بنغازي
بقلم : مصطفي فنوش
الذوقة وهي كلمة عامية تعنى الانطباع الذي يترتب على المذاق وكثيرا ما نسمع في بيوتنا تعال ذوق هالطعام وأعطني رأيك فيه ، وكأنك في تلك اللحظات تتحول إلي ممتحن لطاهي فإن قلت ينقصه الكثير من الملح سيقوم الطاهي أو الطاهية بالزيادة بناء على كلامك وإن قلت مذاقه رائع ستجد علامات الفرحة والسعادة ارتسمت على من قام بطهي هذا الطعام .
ولكن ما أعنيه هنا هو مضمون أكبر وقيمة اجتماعية تحمل في ثناياها الحب والترابط بين الجيران فكثيرا ما تتبادل الأسر في المناسبات عينات من الطعام ابتهاجا بقدوم مناسبة دينية أو تعبيرا عن أعلى درجات الترابط بين الجيران ، ولا يكون فيها مكان للتباهي والتفاخر بأجود الأصناف وأطيب الأنواع فكان البيت يبعث لجيرانه عينة من طعامه على سبيل المثال فاصوليا بالكريشة أو كسكسي على لحمة رأس ، دشيشة أو شربة …
وترد عليه البيوت الأخرى فيحظي كل بيت بالعديد من الأصناف التي قدمت من الجيران فتحس بطعم السعادة ، وأنت تأكل العديد من الأنواع في شكل عينات مختلفة وهذا يخلق جوا من التفاهم والتآخي والترابط الاجتماعي .
فالأطفال يجوبون بيوت الشارع أو الحي ويدخلونها ويعرفون أهلها والنساء يتبادلن الأطعمة والأدوات والشيوخ يأكلون في كل البيوت ، وقد تجد بعضهم يتلذذ بطبق معين يعرف بإجادة صاحبة البيت الصادر منه الذوقة .
و الذوقة وإن قلت في مجتمعنا ولكن مازالت موجودة في شكل رمزي فتبادل الحمص والفول في عاشوراء هي الذوقة في أجمل معانيها .