Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

قصة نجاح ..ومواجهة مطلوبة … بقلم الصحفي الكبير صلاح عطية

قصة نجاح ..ومواجهة مطلوبة ... بقلم الصحفي الكبير صلاح عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية 

حول العالم

بقلم : صلاح عطية

نائب رئيس جمعية الكتاب السياحيين

¤¤ منذ أيام احتفلنا بمرور سبع سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة في ٦ أغسطس عام ٢٠١٥..وهى مناسبة جديرة بالاحتفاء بها، ليس فقط باعتبارها إنجازا فريدا ،كان فيس حد ذاته تحديا لكل مقاييس العمل في مثل هذه المشروعات العملاقة..وانما أيضا لأنه كان مناسبة لما يمكن ان نسميه تأكيد عودة الروح وتأكيد ايمان المصريين بحتميه المشاركة في بناء بلدهم وقهر المستحيل..لقد كانت فكرة اتاحة الفرصة للمصريين ليشاركوا في هذا العمل بمدخراتهم فكرة جريئة كانت تحمل في طياتها ثقة لاحد لها في تجاوب المواطنين مع قيادتهم الجديدة التي انقذتهم من سنة الحكم الإخوان الأسود وبدأت خطوات بناء الوطن الذى تعرض للتجريف منذ احداث يناير ٢٠١١ ثم استيلاء جماعة الاخوان الإرهابية على مقدراته تنفيذا لمخطط التأمري الخارجي الذى وضع لتقسيم وتفتيت دول المنطقة العربية..

 

 

¤ وقد اثبتت استجابة المواطنين للاكتتاب في شهادات الاستثمار الخاصة بتنفيذ مشروع القناة الجديدة وتجاوز المبلغ المطلوب بعدة اضعاف ان ثقة القيادة السياسية في هذه الاستجابة كانت في محلها بنفس القدر الذى كانت ثقة هذه الجماهير في قيادتها السياسية ثقة مؤكدة وكذلك يقينها ان القيادة الجديدة بدأت تخطو بخطوات واثقه ومؤكدة لإعادة بناء الوطن..وتعويضه عن سنوات الفرص الضائعة،،وسنوات هدر طاقات ومقدرات هذا الوطن ..

 

¤ وقد تعرضت هذه القناة الجديدة ،ككل الإنجازات التي تحققها مصر، لمحاولات التشويه والتسفيه والتشكيك في جدواها واهميتها..بل ان التشكيك بدأ منذ بداية التنفيذ فادعوا ان التنفيذ ليس مصريا..رغم ان التنفيذ تم بكل إمكانات هيئة قناة السويس وتحت انظار العالم كله واستعانت الهيئة بكراكتين او ثلاث بالإيجار مكملة طاقتها على الحفر..وعندما اكتشف الجميع كذب هذه الكلمات عادوا يقولون ولماذا الاستعجال..وتأجير معدات بأثمان باهظة..وكان يمكن التنفيذ على ثلاث سنوات وبتكلفه اقل..ولم يكن هذا صحيحا على الاطلاق فالزمن هو نقود..وما تنجزه اليوم برقم معين لا يمكن تنفيذه غدا بنفس الرقم..والانتهاء من الإنجاز يتيح بدء الاستثمار للمشروع فورا وجنى ثماره في اسرع وقت ممكن..وعندما نجح المشروع قال جهابذة العصابة الإرهابية انها ترعة صغيرة..وزادت سفاهة تهكمهم الى درجة الاسفاف..ولكن النجاح على الأرض يخرق اعين الحاقدين..ولم يسلم أصحاب شهادات القناة من شائعات الاخوان الإرهابية فقد اخذوا يشيعون انهم لن يستردوا أموالهم..ولكنهم اخذوها في موعدها..وافتتح المشروع في موعده وشهد له العالم كله..وبدأت مصر تجنى ثماره..رغم حركة الركود في التجارة العالمية..لترتفع اعداد السفن العابرة للقناة سنة بعد اخري..وتثبت القناة في اختبار السفينة الجانحة ايفر جيفن..ويزداد احترام العالم للإدارة المصرية للازمة..ويزداد تقديرهم لأهمية دور القناة في التجارة العالمية..ويرتفع الدخل هذا العام الى سبعة مليارات دولار لأول مرة في تاريخ القناة..وتسجل الشهور الستة الاولى من العام الحالي الى ٣،٦ مليار دولار..ويتواصل النجاح ويتواصل أيضا تطوير القناة بتعميق وتوسيع مدخلها الجنوبي..ولن يعجب هذا الحاقدين..فمهما حققت مصر من نجاحات يشهد بها العالم..فأن اعينهم أصابها عمى الحقد..فلا يرون في النجاح نجاحا.. وهو لن يكون الا مساميرا إضافية في نعوشهم..وهى كذلك باذن الله..

 

&&&&&&&&&&

 

¤ معظم مشاكل القائمين على السياحة وراءها جميعا قلة الوعى السياحي..وادراك أهمية السياحة في اقتصادنا الوطني..وفى سعيهم لتحقيق ارقام جيدة من السياح والدخل السياحي..تأتى أهمية معالجة قضية الوعى السياحي ..وادراك أهمية السياحة لكى تكون دائما في المقدمة من اهتمامات الجميع ،مواطنين ومسئولين، وعندما يتحقق هذا الاهتمام ويتحقق التقدير للدور الذى تقوم به السياحة في الاقتصاد القومي ، فأننا لابد ان نتوقع تعاملا يرقى الى مستوى الأهمية التي تمثلها السياحة في اقتصادنا..وبذلك تقل الممارسات غير المتناسبة مع السياحة التي تتعرض لها السياحة سواء من بعض المسئولين الذين يتخذون بعض القرارات دون نظرة اشمل الى عواقبها فتكون السياحة اول المتضررين منها..والامثلة كثيرة الى جانب التعامل السلبى في تعامل بعض المواطنين مع السياحة والسياح..

 

¤ وقد واجهت الدولة الشق الأول من المشكلة بإجراءات سعت الى الحد من التأثيرات السلبية لبعض القرارات الحكومية..وكان بينها بلا شك تكوين اللجنة الوزارية للسياحة برئاسة رئيس مجلس الوزراء التي تجتمع شهريا او كلما دعت الحاجة لتواجه المشاكل او تضع الحلول او تقرر ما تحتاجه السياحة وتكون قراراتها ملزمة لكل الوزارات والجهات المعنية.. ثم أيضا بإنشاء المجلس الأعلى للسياحة او بالأدق تعديل تشكيله والذى يعقد برئاسة رئيس الجمهورية ليتابع ويقر السياسات والاستراتيجيات التي تتعلق بصناعة السياحة بما يؤدى الى تأكيد الدعم المتواصل لها..

 

¤ والى جانب هذا اقر البرلمان تعديلات تشريعية تواكب ما حدث من تطورات في صناعة السياحة وتحد من تغول الجهات الإدارية التي تتشابك شئون السياحة معها وهذا ما جرى فيما تم اقراره من قوانين ،ومازالت هناك قوانين أخرى قيد الدراسة..وبمقتضى هذه التعديلات اصبح كل ما يخص السياحة يتبع وزارة السياحة والاثار، واصبح هناك الشباك الواحد لدى وزارة السياحة الذى يضم معها ممثلي كل الوزرات والهيئات التي يتداخل عملها مع السياحة، وبالتالي لم يعد المستثمر مطالبا بالجري وراء عشرين جهة حكومية او اكثر للحصول على موافقات مشروعه، او لمواجهة أي مشكلة يتعرض لها..ولم يعد في امكان بعض الجهات الحكومية مباغته المشروعات الفندقية والسياحية بحملات تفتيش إرهابية، بل اصبح هذا كله يتم عن طريق وزارة السياحة والاثار..

 

¤ هكذا عملت الدولة على الحد من المشاكل التي تواجها السياحة في تعاملاتها الحكومية..ولكن بقى هناك شق هام ومؤثر بشكل سلبى على السياحة..ذلك الجانب هو تعامل المواطن مع السائح..يأتي هذا بداية من تعامل البائعين خاصة في محلات الهدايا والتذكارات والبازارات او تعامله مع سيارات الأجرة او تعامل المواطن العادي مع السياح في المزارات والمناطق السياحية والاثرية ،ويضاف الى هذا وهو الأسوأ تأثيرا طائفة تعرف سياحيا باسم “الخرتية “..وهؤلاء مهمتهم مطاردة السياح واصطيادهم وقيادتهم الى محلات البازارات على وجه الخصوص..

 

&&&&&&&&&&

 

¤ وقد عالج القانون ٩١ لسنة ٢٠١٨ جانبا من هذا فنص على المعاقبة بالغرامة التي تتراوح بين ثلاثة الاف وعشرة الاف جنيه لمن يتعرض للسياح في المواقع الاثرية بقصد التسول او التربح او عرض او بيع لسلعة لصالحه او لصالح غيره..ولكن المهم هو التطبيق الحازم للقانون..والى هؤلاء أيضا يضاف بعض الصغار وربما الكبار أيضا ممن يضايقون السياح في المناطق الاثرية او في تجولهم في بعض الشوارع..

 

 

¤ وقد أصبحت هذه التصرفات وغيرها في حاجة الى مواجهة قانونيي بالنص على كل الحالات في قانون يجرم هذه التصرفات..ولكن لابد من حلول أخرى على مستوى التوعية سواء التوعية في المدارس للأطفال الصغار..او الكبار من السائقين وأصحاب وباعة البازارات ..او لبعض المرشدين..وهذه الحلول طرحت كثيرا وبينها التعليم والتدريب والتوعية..ولكن لابد ان يكون هناك حملات تفتيش وعقاب رادع للمخالفين..

 

 

¤ واذا كنا نريد ان نحقق زيادة في اعداد السياح فعلا فلابد من إيجاد حل لهذه السلوكيات الطاردة للسياحة..ولابد ان تكون تعاملاتنا مع السياح دافعا للعودة مرة اخري ..وتكرار الزيارة هو الذى يخلق الزيادة الدائمة والمتصاعدة للحركة السياحية..لذلك علينا بكل السبل ان نواجه كل التصرفات التي تؤدى الى “تطفيش” السائح ..وتجعل السائح ينصح اصدقاءه بعدم زيارة مصر .

 

[email protected]

على جوجل نيوز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله