المسلة السياحية
كتب – دكتور عبد الرحيم ريحان
©© صدر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر حديثًا كتاب “الفنون الإسلامية في آسيا الوسطى” للدكتور حسن نور أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار – جامعة سوهاج ورئيس قسم الآثار الإسلامية السابق بالكلية .
ويمثل الإطار الجغرافي لموضوع الكتاب الذي بين أيدينا مجموعة جمهوريات آسيا الوسطى بمسمياتها الحديثة وهي تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان، وهي منطقة مغلقة جغرافيًا مترامية الأطراف إذ تبلغ مساحتها حوالي ستة ملايين كيلو متر، وكان لها قديمًا مسميات كثيرة هي بلاد ما وراء النهر، آسيا الداخلية، ترانسكسونيا، تركستان، وغير ذلك، حتى ألغيت رسميًا كل التسميات القديمة عام 1343هـ/1924م.
الفاتحين والغزاة
والإطار الزماني لموضوع الكتاب هو منذ دخول الإسلام لآسيا الوسطى حتى نهاية القرن 13هـ/19م، وهي عصور طويلة تعاقب خلالها على حكم آسيا الوسطى مجموعة كبيرة من الفاتحين والغزاة والدول والممالك بداية بالفتح الإسلامي العربي ونهاية بالغزو الروسي ومرورًا بدول وممالك السامانيين، والقراخانيين ، والغزنويين ، والسلاجقة، وآل محتاج والخوارزميين ، والمغول والتيموريين ، والشيبانيين والأسترخانيين والمانجيت وغيرهم.
طريق الحرير
وتكمن أهمية المنطقة في سيطرتها على مفاصل طريق الحرير الدولي ففيها معظم محطاته البرية المهمة، وكان لهذا الطريق فضل ربطها حضاريًا بدول الجوار على مر العصور، كما تكمن أهمية المنطقة في تنوع مواردها الطبيعية وتتعدد أجناسها البشرية وقومياتها ولغاتهم، ففيها الجنس التركماني والتركي و الطاجيكي والأوزبكي والتتري وقليل من الفرس والعرب، والصينيين والروس، يعيش هذا الخليط في بيئة بدوية تسكن القرى والصحارى في الخيام والأكواخ وأيضا في بيئة حضرية تسكن المدن في القصور والمنازل، ولهذا تنوعت الأنشطة الحرفية والمفاهيم الحضارية لهم.
الفنون التطبيقية
وعلى الرغم من تأثر الفنون التطبيقية في آسيا الوسطى ببعض التأثيرات الفنية الوافدة من جيرانها في بعض مراحلها نظرًا لعوامل كثيرة ولظروف تاريخية وسياسية متغيرة ، إلا أنها حافظت في معظم أطوار مسيرتها الفنية على موروثاتها المحلية الفنية ، وعملت على تجديدها حتى صار لها شخصيتها الفنية المتفردة التي تظهر في سماتها من أشعرة ورموز قبلية وأزياء وطنية وخصائص قومية وحلي ومجوهرات شعبية وغير ذلك.
الآثار الإسلامية
لقد وصلنا من الآثار الإسلامية الوسط آسيوية آلاف عديدة الأمر الذي فرض نفسه على المختصين بتشييد المتاحف لحفظها، وإجراء المسوحات والحفائر لاستزادتها، وعقد الندوات والمؤتمرات لدراستها والتعريف بها.
الفنون الزخرفية الإسلامية
والحق أن الفنون الزخرفية الإسلامية في آسيا الوسطى قد ضاع حقها وتفرقت أشلاؤها فلم ينشر عنها إلا شذرات كتابع غير ذي شأن ، فمن نشر عن الصين وفنون الإسلام أشار في عمومية إلى (شرقي) آسيا الوسطى أي إقليم (سينكيانج) ومن كتب عن الفنون الإيرانية الإسلامية ذكر شذرات قليلة جدًا عن آسيا الوسطى كتابع لإيران، ومن نشر عن الفنون الإسلامية في القوقاز وأذربيجان أشار مجرد إشارات إلى (غربي) آسيا الوسطى، ومن كتب عن التأثيرات الأوروبية على طريق الحرير ذكر جنوب روسيا وسيبيريا والفولجا وتترستان، وهكذا تفرق دم آسيا الوسطى بين جيرانها، فجاء هذا الكتاب لكي يجمع الشتات المفرق ويظهر الخصائص الفنية المتفردة للفنون الزخرفية الإسلامية الوسط آسيوية.
9 فصول
والكتاب مقسم إلى تسعة فصول كان الفصل الأول عن الأطر الجغرافية والتاريخية والفنية لمنطقة الدراسة ، والفصل الثاني بمبحثيه عن الفخار والخزف، والفصل الثالث بمبحثيه عن النسيج والسجاد، والفصل الرابع بمباحثه الثلاثة عن المعادن والأسلحة والحلي ، والفصل الخامس عن الأخشاب والعاج، والفصل السادس عن الجص والحجر والرخام والجلد، والفصل السابع عن الزجاج و البلور الصخري والفصل الثامن عن زخرفة المصاحف ، والفصل التاسع عن شواهد القبور.
وقد زود الكتاب بواحد وثلاثين شكلاً توضيحيًا ومائة وسبع وخمسين لوحة ملونة تتضافر معًا في بلوغ الهدف.