خطيب جمعة بغداد يطالب الحكومة بالإفصاح عن تحرك قوات إيطالية لحماية سد الموصل ويرفض انشاء "التحالف الإسلامي" على اسس طائفية
تقرير: فراس الكرباسي – تصوير: سيف كريم
بغداد/ طالب خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، الحكومة العراقية بالإفصاح عن تحرك قوات إيطالية لحماية سد الموصل، معتبراً بانه مازالت الجهود الدبلوماسية العراقية دون المستوى المطلوب ازاء التدخل العسكري التركي والتعاطي العالمي الخجول معه ولا نجد للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أي دور عملي، واصفاً القيادة السياسية بانها مازالت تعيش الفوضى والتخبط في اتخاذ مواقف موحدة، معتبراً تصويت مجلس النواب العراقي على ميزانية العراق بالجيد ولكن نسجل ملاحظتنا على اعتماد سعر النفط غير الواقعي والذي قد يربك الموازنة والدولة، مسجلاً رفضه لإنشاء أي تحالفٍ كالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب اذا يقوم على أساس طائفي أو عزل الدول المتضررة من الإرهاب والجادة بحربه كالعراق وسوريا.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، " مرت في الأيام الماضية أحداثاً مهمة على مستوى الصعيدين الداخلي والخارجي لهما آثارها الجمة منها، فعلى صعيد الداخلي لم يزل التدخل العسكري التركي السافر والذي انتهك سيادة العراق حدثاً مهما ويمثل منعطفا لقيادة العراق واعتبارات السيادة الوطنية".
واضاف الساعدي " فمازالت الجهود الدبلوماسية دون المستوى المطلوب والتعاطي العالمي مع هذا الحدث تعاطٍ خجول ولا نجد للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أي دور عملي يحفظ حقوق البلدان وسيادتها كما أن مبررات تركيا بدخولها عذراً أقبح من ذنب فإنها ترى من حقها انتهاك سيادة البلدان لحمايتها أو حماية جنودها ، فهل ترى من حق جيرانها الدخول في شؤونها من أجل حماية أمنها القومي؟ كما أن هذا التدخل مثَّلَ فضيحة للولايات المتحدة الأمريكية التي تعهدت بحماية العراق وحدوده الخارجية وحفظ سيادته وفق الاتفاقية الاطارية الاستراتيجية التي وقعتها مع العراق وانها دون مستوى هذه التعهدات ، كما أنها هي المسؤولة عن الفوضى التي يعيشها العراق بعد أن أدخلته في مآزق متعددة شوشت حاضره واعتمت مستقبله".
وتابع الساعدي "أن القيادة السياسية مازالت تعيش الفوضى والتخبط في اتخاذ مواقف موحدة إزاء القضايا المصيرية مثل سيادة البلد أو في حربها ضد الإرهاب وهذا التقاطع والتشتت قد يهلك البلاد والعباد".
وطالب الساعدي "المكونات السياسية وقياداته إلى إقامة حوارٍ وطنيٍ جاد بين الفرقاء للوصول إلى صياغة مشروع سياسي وطني يبني مؤسسات الدولة ويحفظ سيادته ويؤسس إلى استقرار سياسي واجتماعي".
وبخصوص تصويت مجلس النواب العراقي على ميزانية العراق لعام ألفين وستة عشر، بين الساعدي " ففي الوقت الذي نؤيد إقرارها في وقتها وسرعة انجازها قبل دخول العام للمحددة لها وعدم المماطلة فيها إلا أننا نسجل ملاحظتنا على اعتماد سعر النفط غير الواقعي والذي قد يربك الموازنة والدولة".
وبين الساعدي "نسجل ملاحظتنا حول عدم جدية الحكومة ومؤسسات الدولة برسم سياسة جادة وعملية لتعظيم مصادرها المالية غير النفطية لسد الناقص الحاصل في الموارد المالية الأمر الذي سيبقي الدولة والشعب تحت رحمة اسعار أسواق النفط".
وشدد الساعدي "هناك أنباء عن تحرك قوات إيطالية لحماية سد الموصل، وهذه المشاركة محمودة فيما لو كانت عن طريق الحكومة الاتحادية كما أننا لم نسمع تعليقا من قادة البلاد عن هذه القوة، الأمر الذي لا نرغب فيه أننا بعد فترة نسمع أنه تحرك بدون علم الحكومة، فلابد ان تفصح القيادة العسكرية والسياسية عن مدى رغبتها بهذه المشاركة كما أننا نود من حكومتنا التأكد من سلامة حواضن سد الموصل ومدى صحة أنباء تعرضه لتصدعات وما شابه، إذ لو حصل مكروه لا سمح الله فإنه سيكون الأفظع كارثة يشهدها العراق بحياته ـ جنبنا الله الكوارث والمآسي".
وأما على الصعيد الخارجي، فقال الساعدي " اننا نستنكر الحادث الإرهابي في نيجيريا والاعتداء السافر الذي طال الأبرياء من الشعب والذي أسفر عن استشهاد جمع كبير من المؤمنين الشيعة في نيجيريا، إن مثل هذه الاعتداءات اللا إنسانية وتوسيع الحروب الطائفية والدينية سيدخل العالم في مآزق من شأنها أن تطحن المجتمع البشري وتفك عرى الإنسانية كما أننا ندين الصمت الدولي والمنظمات الانسانية تجاه هذه الحادثة الأليمة التي تعاملت مع انتهاك الإنسانية ببرود غير مرضي مطلقاً فإن قتل الناس العزل واتهامهم بالعمل المسلح ، رغم أن الطرف المعتدي لم يجرح منهم أحداً ولم تصب آلياته بسوء مع ذلك لم نسمع لحقوق الإنسان صوتاً يدافع عن المظلومين ، نأمل من حكومة نيجيريا التعامل بروية وحكمة مع أبناء شعبها ورعاياها".
واضاف الساعدي " أننا ندعو الحكومات والشعوب إلى توظيف الوجود الشيعي في مجتمعاتها بما يسهم في تكريس التعايش السلمي وتحصين الأمن الاجتماعي لا سيما أن الشيعة تمثلا إسلاماً أصيلاً يؤمن بالتسامح ، فإنهم محبون للآخرين ولا يؤمنون بمبدأ التطرف والإلغاء والإقصاء فإن إحدى شعوب العالم وهي أمريكا أعلنت قبل مدة رفعها الرقابة الحكومية عن المساجد الشيعية وحسيناتهم إذ ثبت لهم أن لا خوف منهم وأنهم يحترمون الشعوب والأديان وأفراد الإنسانية بلا تمييز في الوقت الذي كنا نأمل من حاضرة الأزهر أن تكون من ناحية الاستقطاب الفكري والسلوكي المعادل الموضوع للتطرف والقطب الجامع للعالم الإسلامي الآخر، نفاجأ برعايته لمسابقات بحثية يرصد للفائزين قِيَمَاً ماليةً تحت عناوين التشيع تكوينه وأسبابه ونتائجه وأخطاره ، إضافة لتصريحات وممارسات بين الفترة والأخرى لا تصب في مصلحة احترام الآخرين ولملمة الشمل الإسلامي وجمع الناس على كلمة سواء".
وبخصوص ما أعلنته دول اسلامية عن إنشاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، اوضح الساعدي "اننا في الوقت الذي نؤيد كل دولة أو تحالف يؤمن بخطر الإرهاب ووجوب محاربته والسعي لتشكيل قوى أممية لدفع مخاطرة لكن في نفس الوقت نتمنى أن تكون هذه الدول جادة أولاً في محاربتها له كما أننا ندعوها لتجفيف منابعه المالية والدعم اللوجستي وعدم دعمه باسم المعارضة أو قوى للتحرر وعليها تجفيف منابعه الفكرية والثقافية له في بلدانها وتطهيرها من سموم التغذية الفكرية في مساجدها ومدارسها قبل محاربته عسكرياً في دولٍ أخرى ، كما أننا نسجل رفضنا لأي تحالفٍ يقوم على أساسٍ طائفيٍ أو عزل الدول المتضررة من الإرهاب والجادة بحربه كالعراق وسوريا".
واضاف الساعدي " من العجيب أن تشرك دولا مثل بنين أو جزر القمر ولا يشرك العراق او سوريا المتضررين منه فإن مثل هذه التحالفات تعرب عن عدم جديتها بحربها أو أنها محاولة لدفع التهمة عن نفسها كونها الراعي والممول والداعم للإرهاب أو أنها ستشكل غطاءً لدعمه في مستقبل حربه على الأبرياء فإن بعض هذه الدول فيها مدارس للأطفال والأشبال واليافعين تدار من قبل الإرهاب وتخرج سنويا دفعات من أشبالهم فكيف ستحاربه وهي منخورة من داخلها أو أنها تصدر إرهابا من بلدها للعالم وأجساداً بشرية تنتحر وسط تجمعات الأبرياء والعزل باسم الشهادة والجنة".