مقال يكتبه : دانيال جيانغ
مدير عام منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في “علي بابا كلاود إنتليجنس”
♦♦ لا شك بأن عام 2023 سيكون العام الذي تسهم فيه تطورات الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل قطاع التصنيع والتجزئة والتمويل والتسويق والإعلام وغيرها من القطاعات الراسخة. ومع ذلك، فإن الابتكار المدفوع بالتطورات في التكنولوجيا والتطبيقات المحددة لمجموعة واسعة من الصناعات، أصبح اتجاهًا لا رجوع فيه وغالبًا ما تكون له نتائج إيجابية.
وأعتقد أن علينا أن نكون منفتحين بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا، لأن ما تحمله الأشهر والسنوات المقبلة قد يحقق تقدمًا في المجتمع ككل. ويكتسب هذا زخمًا في معظم أنحاء العالم بما في ذلك دولة الإمارات والشرق الأوسط وأوروبا والأميركتين.
الذكاء الاصطناعي التوليدي يصبح إبداعيًا …
الأمر المذهل في الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أنه ينشئ محتوى جديدًا وأصليًا من خوارزميات التعلم الآلي المدربة على الأعمال السابقة، بدلاً من تحليل البيانات الموجودة. ويستخدمه المطورون بالفعل لإنشاء صور أو نصوص ولبرمجة الرموز والرسم والتوضيح وحتى إنشاء الفيديو والصوت.
وهو بالطبع ليس مثاليًا بعد، وغالبًا ما يقدم نتائج مختلطة. ومع ذلك، سيطور الذكاء الاصطناعي التوليدي على مدى السنوات القليلة المقبلة قدرات إنشاء محتوى شبيهة بالبشر لتسهيل إنشاء المحتوى الرقمي، مما يعني على الأرجح ظهور بنية تحتية ومنظومة كاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتسهيل وصول الأفراد من غير ذوي الخبرة التكنولوجية إلى النماذج والخدمات.
كما أن ذلك يمنح كل فرد القدرة على زيادة كفاءته وإنتاجيته باستخدام التكنولوجيا التي تكمّل مهاراته ومعرفته الحالية.
حاسة سادسة
مثلما طور البشر حواسًا متعددة لاستكشاف العالم والاستمتاع به والبقاء على قيد الحياة، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على التعلم من مصادر مختلفة من أجل التطور أيضًا. ولفهم العالم، تجمع النماذج متعددة الوسائط المدربة مسبقًا بين أنواع مختلفة من البيانات، مثل الصور والنصوص والكلام والبيانات الرقمية.
وتدخل النماذج مجال الذكاء الاصطناعي حين تفعل ذلك. وعلى عكس سابقاتها أحادية الوسائط، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي هذه ستستوعب أنواعًا مختلفة من البيانات وتعالجها في وقت واحد لتحقيق السرعة والدقة الجديدة في العديد من التطبيقات.
وقد يكون لهذا آثار إيجابية على المؤسسات فيما يتعلق بمعالجة وفهم البيانات ومشاركة المعلومات وتعزيز العمليات الداخلية وحتى تبسيط تجربة العميل وتحسينها.
الذكاء الاصطناعي و تعزيز الإنتاجية
تتفوق النماذج متعددة الوسائط المدربة مسبقًا على النماذج أحادية الوسائط من حيث فهم الأسئلة واستخراجها وتوليدها والإجابة عليها.
ومن خلال منح الشركات إمكانية الوصول إلى النماذج المتقدمة وتحليلات البيانات، يمكن للنماذج متعددة الوسائط المدربة مسبقًا أن تساعد في تعزيز إنتاجية الأعمال وسرعتها وكفاءتها في ظلّ الاقتصاد الرقمي اليوم وفي المستقبل.
الذكاء الاصطناعي يساعد على فهم السحابة بشكل أفضل
تنقل المزيد والمزيد من الشركات أعمالها إلى السحابة اليوم. ولكن السحابة أصبحت مزيجًا من الخدمات المتكاملة التي يستعصي فصلها الآن. فقد يكون التعامل معها معقدًا، ويصعب حتى على خبراء السحابة استيعاب الكثير من المعلومات والاحتفاظ بها في وقت واحد.
ونظرًا لأن تعيين موظفين أكفاء بمجال تكنولوجيا المعلومات أصبح أكثر صعوبة، فهناك نقص في المواهب السحابية، وهذا يفسّر سبب استخدام عدد متزايد من مزودي الخدمات السحابية لتقنية الذكاء الاصطناعي من أجل تقليل التعقيد وإدارة العمليات السحابية بشكل أكثر فعالية.
الذكاء الاصطناعي يكتسب زخماً
توجد بنية حاسوبية جديدة تسمى “المعالجة في الذاكرة” لزيادة الكفاءة في معالجة الذكاء الاصطناعي. اذ تستخدم البنية الحاسوبية التقليدية معالجات ووحدات ذاكرة منفصلة لأداء مهام معالجة البيانات. ويتطلب ذلك تنقلًا مستمرًا للبيانات بين المعالج والذاكرة الرئيسية.
وتستغني “المعالجة في الذاكرة” عن تنقل البيانات من خلال نقل المعالجة مباشرة إلى مكان تخزين البيانات، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة وتحسين أداء النظام.
ويقوم المطورون ببناء رقائق الحوسبة في الذاكرة لتشغيل مجموعة واسعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ابتداء من الواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى حوسبة البيانات الفلكية.
وسيحتل الذكاء الاصطناعي التوليدي مكانته الملحوظة بين التقنيات الأخرى الراسخة.
وأنا واثق من أنه سيكمّل مهارات القوى العاملة البشرية عند نضوجه، وذلك لمساعدتنا جميعًا على أن تصبح مخرجاتنا أكثر كفاءة وإبداعًا سواء في مكان العمل أو في المنزل.