اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

آليات تفعيل العقبة لوجستياً في سوق السياحة الصيني.. بقلم أ.د إبراهيم الكردي

أثر حرب غزة ( 7 أكتوبر ) على صناعة السياحة في دول المنطقة العربية ... بقلم أ.د إبراهيم الكردي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بوابة السياحة العربية

بقلم – أ.د إبراهيم الكردي

الجامعة الأردنية

®® تقع مدينة العقبة السياحية واللوجستية الساحلية على رأس خليج العقبة للبحر الأحمر، وهي رئة المملكة الأردنية الهاشمية على العالم الخارجي، وتطل على ثلاث دول، وتعد العقبة مركزا إقليميا للتصدير وإعادة التصدير، وتعد من أهم المدن اللوجستية على مستوى الإقليم وشمال افريقيا، وتمتلك العقبة كافة القدرات اللوجستية الاحترافية والذكية في إدارة تدفق الموارد المختلفة كالبضائع، والطاقة، والمعلومات، والاتصالات، والسياحة، والخدمات البشرية المختلفة في إقليم الشرق الأوسط.

 

الموقع الاستراتيجي

حيث يعد الموقع الجغرافي لمدينة العقبة لوجستياً عصب حياة لأسواق سلسلة التوريد الإقليمية والعالمية، وذلك بفضل ربطها بين أنظمة النقل البحري الذكية والجوي والبري، حيث توفر مدينة العقبة اللوجستية ميزات ذات قيمة مضافة عالية من حيث السرعة والمرونة لشركات الخدمات اللوجستية التعاقدية، ومزودي الخدمات اللوجستية، Warehousing Management System (WMS) ووكلاء الشحن والتخليص في إقليم الشرق الأوسط. Service Developer.

 

عندما نتحدث عن الخدمات السياحية واللوجستية في العقبة، فإننا نتحدث عن خدمات ريادية، تسهم في تدعيم المركز التنافسي، والميزة التنافسية، وزيادة الأرباح، من خلال الاعتماد على استراتيجية التمايز، وخاصة في التكلفة، حيث أصبحت الخدمات اللوجستية في العقبة تمثل أهمية خاصة والتي تجسدت في تسهيل الاستجابة السريعة للعملاء في السوق، من خلال السرعة في توفير السلع والخدمات التي تتفق مع احتياجات ورغبات الشركات.

 

مدينة العقبة جوهرة البحر الأحمر

وقد تطورت الخدمات اللوجستية بشكل سريع خلال الآونة الأخيرة، إذ بدأت بمفهوم التوزيع العيني (Physical Distribution)، ثم تطورت إلى إدارة المواد Materials Management، ثم تحولت إلى لوجستيات متكاملة Integrated Logistics تضم كلاً من إدارة المواد والتي أصبحت تعرف باللوجستيات الداخلية Inbound Logistics والتوزيع العيني تحت مسمى اللوجستيات الخارجية Outbound Logistics فضلا عن المناولة الداخلية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطورت اللوجستيات إلى سلسلة مترابطة من العمل في العقبة، مما يسهم بأن تكون مدينة العقبة جوهرة البحر الأحمر سياحياً، وهي عاصمة المشرق العربي الجديد.

 

السوق السياحي الصيني

يذكر أن السائح الصيني من أكثر السياح إنفاقاً وفقاً لإحصائيات منظمة السياحة العالمية لعام2022، فالصين من أكبر الأسواق المصدرة للسياح في العالم أجمع، حيث أن معدل إنفاق السائح الصيني يقارب 7,600 دولار للرحلة الواحدة أي ما يقارب 40% أكثر من أي سائح آخر في الدول السياحية، ولا شك أن الصين بتعدادها السكاني الضخم تشكل سوقا مهما لمدينة العقبة والمثلث الذهبي، وتشير تقارير منظمة السياحة العالمية لعام 2019 بأن عدد السياح من الصين يقدر 122 مليون سائح بالمتوسط سنوياً…

 

ومن المرجح أن يسافر 244 مليون سائح صيني إلى الخارج بحلول 2023 بعد انتهاء جائحة كورونا، كما سينفق السياح الصينيون حوالي 659 مليار دولار في الخارج بحلول 2023، حيث أصبحت الصين أكبر سوق مصدر للسياح في العالم.

 

تشير الإحصاءات أنه ومنذ بداية عام 2023 حتى الوقت الحاضر، ارتفعت نسبة الحجوزات للخارج على موقع السفر الصيني Ctrip إلى أكثر من 40٪ من مستويات ما قبل الوباء، ومع انتعاش قدرة الطيران الدولية، ستنتعش السياحة الخارجية الصينية تدريجيا في النصف الثاني من 2023 .

 

 

تحليل الحركة السياحية بين الصين والأردن

تعد العلاقات الأردنية الصينية قويّة، ونمت بشكل كبير خلال العشر سنوات الماضية، من خلال جهود قيادتي البلدين المتمثلتين بجلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس شي جين بينج، لذا تعد الأرضية المشتركة لتعميق التعاون بين البلدين في المجال السياحي عنصر بغاية الأهمية، حيث أصبحت السياحة مجالاً هاماً للتعاون الودي بين الصين والأردن، وعندما نستعرض حجم الحركة السياحية القادمة من الصين للأردن يلاحظ بأنها متواضعة مقارنة بحجم المقومات السياحية النادرة والمتميزة المتوفرة في الأردن بشكل عام والعقبة بشكل خاص…

فقد سجلت أعداد السياح القادمين من الصين 34.083، مما يشير بشكل واضح إلى ضعف استهداف السوق السياحي الصيني، حيث أنّ الأرقام لم تصل حتى الآن لمستوى الطموح، بالرغم من زيادة الأرقام بنسبة 19 إلى 20 بالمئة خلال الأعوام 2019 وعام 2018 قبل جائحة كورونا، إذ ما يزال هناك مجال لزيادة أو مضاعفة أعداد السياح الصينين القادمة للأردن، مما يستوجب وجود رؤية لدى كافة الجهات المسؤولة عن تطوير وتسويق القطاع السياحي في الأردن والعقبة بشكل خاص لوضع الخطوط العريضة والتفصيلية للتعاون السياحي مع الصين، لمضاعفة أعداد الزوار، للاستفادة من زيادة الدخل السياحي كرافد مهم للناتج المحلي الإجمالي.

 

تطوير وتنويع المنتج السياحي

وهو ما يستوجب تطوير وتنويع المنتج السياحي الأردني ضمن متطلبات السائح الصيني، وتوفير أدلاء السياح الناطقين باللغة الصينية حيث أن الأعداد متواضعة جداً ولا تزيد عن عشرون دليل سياحي مرخص، مما يتوجب التوسع في رؤى التسويق والترويج لدينا بحيث نستهدف السوق الصيني ، والبحث عن مبادرات تسويقية للسوق الصيني من خلال مكتب هيئة تنشيط السياحة، وتفعيل السفارة الأردنية في الصين ، وتأهيل مكاتب السياحة والسفر، لجذب أعداد أكبر من السياح الصينيين، عن طريق اقتراح استراتيجيات تسويقية فعالة وموجهه لهذه السوق العملاقة.

 

الصين من الأسواق الواعدة لمدينة العقبة

إن السوق السياحي الصيني يعتبر من الأسواق الواعدة لمدينة العقبة خاصة مع تنامي العلاقات والشراكة الاقتصادية بين الأردن والصين، مما يتطلب وضع استراتيجية فعالة لجذب المزيد من الشرائح، من خلال التركيز على خلق صورة مميزة للمقصد السياحي في العقبة لدى السائح الصيني، مما يتطلب زيادة عدد المطاعم الصينية، وتأهيل الأدلاء السياحيين المتخصصين باللغة الصينية في العقبة، وتأهيل المكاتب السياحية لاستقطاب شركات السياحة الصينية…

كذلك توثيق العلاقات بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والصين خاصة في المجال السياحي واللوجستي ، وتعزيز التبادل التجاري والاستفادة من المزايا التنافسية لمدينة العقبة ضمن الإقليم، واستقطاب مستثمري الصين لإقامة مشاريع سياحية في العقبة، وتفعيل خطوط النقل الجوي بين مطار الملك حسين بالعقبة ومطارات الصين، لذا تكثيف الحملات التسويقية وخاصة الذكية للسوق الصيني أمر بات ملحاً في ظل ما نجده ان السياحة هي مستقبل اقتصاد العقبة.

 

 

تعميق التعاون مع الصين

و المطلوب من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتعميق أواصر التعاون مع الصين ، العمل على إدراج مدينة العقبة في قائمة وجهات السفر للخارج (ADS) في الصين، وتفعيل التأشيرات الالكترونية، وتشبيك العلاقات وبناء الجسور مع موقع السفر الصيني Ctrip، وهو أكبر منصات الحجوزات الرقمية للسياح في الصين، والعمل على تدشين موقع الكتروني سياحي باللغة الصينية للترويج للمقومات السياحية والمزايا اللوجستية التي تتمتع بها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في جمهورية الصين.

 

اللغة الصينية

وإطلاق برامج متخصصة بتعليم اللغة الصينية بالتعاون مع الجامعة الأردنية فرع العقبة ، حيث تعد اللغة الصينية لغة التجارة في العالم بالوقت الراهن ، كذلك يجب العمل على استقطاب السياح من الصين ضمن مفهوم السياحة التعليمية بهدف تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

كذلك العمل على تأهيل فئة منظمي الرحلات السياحية الخارجية الصينية بالتعاون مع السفارة الأردنية في الصين من خلال تزويدهم بتطبيقات الكترونية تختص بالسياحة الافتراضية في إقليم المثلث الذهبي من خلال برمجيات تعرض الوصول إلى المقومات السياحية في العقبة، والتنقل بين المواقع السياحية، كما يعد البرنامج خطوة مهمة في مساعدة منظمي الرحلات السياحية الخارجية من جمهورية الصين لإنشاء برنامج سياحي متكامل عن العقبة.

 

زيادة الحركة السياحية من الصين للعقبة

ويتمثل دور مكتب التمثيل السياحي لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، في توعية السائح الصيني المُستهدف حول العقبة كوجهة سياحية من خلال الترويج للهوية التسويقية في مختلف الفعاليات السياحية المهمّة في السوق الصيني، مما يسهم في إبقاء زيارة مدينة العقبة خيارًا سياحيًّا جديدًا بالنسبة للسائح الصيني، كما يعمل على توطيد العلاقة بين شركاء القطاع المحلي (الشركات والفنادق) مع نظرائهم من السوق الصيني،.

 

زيارات تعريفية

والعمل على استضافة مُنظمي الرحلات وممثلي المنظمة الصينية لخدمات السياحة، ضمن زيارات تعريفية يتم تنظيمها للوفود في مثلث السياحي الذهبي، تنظيم ورش عمل مهنية يشارك فيها مُنظمي الرحلات وممثلي المنظمة الصينية لخدمات السياحة وعدد من ممثلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية في العقبة، وذلك بالتعاون مع السفارة الصينية في عمان، وتشجيع القيام بحملات استقطاب الصحفيين والإعلاميين والمدونين والمشاهير الصينيين لزيارة العقبة، ونقل مشاهداتهم لبلدهم لغايات زيادة قدوم المجموعات الصينية لاستقطاب مزيد من الحركة السياحية الوافدة.

 

 

تفعيل اتفاقية التعاون السياحي

إضافة للعمل على تفعيل اتفاقية التعاون السياحي بين الأردن والصين 2015 هو أحد المقاصد الرسمية المسموح بزيارتها من قبل الصين، والعمل على توأمة مدينة العقبة مع أحد المدن في الصين، حيث أن العلاقات التاريخية التي تربط الصين والأردن ترجع إلى أكثر من ألفي عام، عندما كانت مملكة الأنباط أحد المحطات المهمة على طريق الحرير القديم.

حيث تم إقامة العلاقات الدبلوماسية منذ عام ، رعى هذه العلاقات القيادتان الحكيمتان في الأردن والصين خلال هذه السنوات الطويلة، وازدهرت بشكل خاص عام 2015، عندما قام الملك عبد الله الثاني والرئيس شي جين بينج بتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، والتي دشنت مرحلة جديدة من العلاقات المتنوعة لتنمية الشعبين الصديقين وتعزيز أواصر الصداقة بينهما.

على جوجل نيوز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled