Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

العالم يترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الامريكي لرسم السياسة النقدية للعالم بقلم :محمد رضا

العالم يترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الامريكي لرسم السياسة النقدية للعالم

 

 

 

بقلم :محمد رضا


المدير العام التنفيذي لمجموعة سوليدير الاستثمارية


رضا : "تأثير قيام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي برفع أسعار الفائدة على العالم عامة والاقتصاد المصري خاصة"


 
القاهرة "المسلة" …. أسبوع حاسم يترقبه العالم انتظاراً لاجتماع لجنة الاحتياطي القيدرالي الأمريكي والتي تشير التوقعات لقيامه برفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 10 سنوات وسط توقعات قوية برفع معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.50% ووفقاً لتصريحات معظم أعضاء لجنة الاحتياطي القيدرالي الأمريكي فأنهم يرون أن أوضاع الاقتصاد الأمريكي حالياً تسمح برفع قيمة الفوائد على الأموال الفيدرالية قبل نهاية العام الحالي على أبعد حد على أن يتبعها ارتفاع تدريجي للفوائد فيما بعد.


 
ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع وصول الأسواق العالمية والخليجية وأسعار النفط إلى مستويات متدنية تاريخية في مقابل ارتفاع الدولار بالمقارنة مع سلة العملات، لتأتي التوقعات بقرار الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لتترقب أسواق المال العالمية هذا القرار والذي سيؤثر عليها بالسلب لتحويل المستثمرين استثماراتهم من أسواق المال إلي الاستثمار في أدوات ذات الدخل الثابت بالدولار الأمريكي ونجد أن التوقعات تشير بإن نسبة الرفع ستكون بسيطة في حدود 25 نقطة أساس وأسواق المال بالفعل قد تأثرت بالتوقعات لرفع أسعار الفائدة ألا أن أسواق المال الآن تترقب في حالة إذا فاجىء الفيدرالي الأمريكي أسواق المال العالمية بنسبة رفع أكبر وهو ماقد يتسبب في الإطاحة بأسواق المال والمعادن وخاصة الذهب وهو مايعد التخوف الرئيسي الآن، لنجد أن المخاوف الآن من حجم رفع أسعار الفائدة وليس قرار الرفع في حد ذاته.


 
وبالتحول إلي آثار قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة على الاقتصاديات الخليجية، فنجد أن هناك تأثير سلبي واضح على الدول الخليجية التي تتبع سياسة ربط عملتها بالدولار وفقاً لسياسة أنظمة أسعار الصرف الثابتة حيث تربط دول الخليج عملاتها بالدولار الأمريكي من أجل استقرار تلك العملات واستيراد التضخم المنخفض من الخارج، وسيجبرها ذلك أن تتبع خطوات السياسة النقدية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حيث أن ربط العملة بالدولار الامريكي يجبر دول الخليج على التوافق مع  قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الوقت الذي تستلزم فيه أوضاع دول الخليج عكس  ذلك في ظل انخفاض أسعار النفط، فيما عدا الكويت التي تربط عملتها بسلة من العملات بدلا من ربطها بالدولار مباشرة، ونجد أن نتيجة لذلك ووفقاً لقرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة وفي ظل انخفاض أسعار النفط فإن ذلك سيؤدي إلي التباطؤ الاقتصادي دافعاً نحو الركود في دول الخليج، إلا أنه في الوقت نفسه قد يؤدي رفع الفيدرالي الامريكي أسعار الفائدة إلي أرتفاع قيمة الدولار مما سيؤدي إلى تخفيض نسبي لخسائر دول الخليج  من انخفاض أسعار النفط.


 
أما أذا تحدثنا عن الاقتصاد المصري نجد أن آثار قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة ستكون لها آثار سلبية بشكل كامل عليه حيث أنه يتبع سياسة ربط الجنيه المصري بالدولار الأمريكي وفقاً لسياسة أنظمة أسعار الصرف الثابتة مما قد يجبر لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري في اجتماعها القادم باتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة على الجنية المصري للتوافق مع قرار الفيدرالي الامريكي، لنجد أن رفع الفائدة على الجنية المصري سيكون له آثار سلبية واسعة على الاقتصاد المصري حيث سيؤدي إلي تضخيم حالة  الركود التضخمي التي يعاني منها الاقتصاد المصري بالفعل، حيث سيؤدي لرفع تكلفة الأقتراض سواء على الموازنة العامة للدولة أو على الاستثمار في الوقت الذي تحتاج فيه مصر لمزيد من الاستثمارات، وارتفاع السيولة المحلية  لدى الجهاز المصرفي، كما سيؤدي إلى زيادة الضغوط على الموازنة العامة من فوائد خدمة الدين الداخلي والذي تجاوز مستويات غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، مما سيدفع هذا نحو تباطؤ الاقتصاد المصري دافعاً له نحو الركود في الوقت الذي تحتاج فيه مصر زيادة معدلات النمو بجذب الاستثمارات الاجنبية لتوفير الدولار الأمريكي وتوفير فرص عمل.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله